الناظور - المغرب اليوم
تعيش مدينة الناظور، منذ أسابيع عدة، على وقع انتشار مهول للنفايات المنزلية بجميع الأحياء حوّل حياة السكان إلى جحيم لا يطاق، ما دفعهم إلى المطالبة بحلول عاجلة لتخليصهم مما وصفوه بـ"كابوس التلوث".
سليمان حوليش، رئيس جماعة الناظور، الذي حمّلته الساكنة مسؤولية الوضع وطالبت برحيله ومحاسبته، عقد ندوة صحافية، أعلن فيها تحمله للمسؤولية، مقرا بأنه السبب في الوضع الحالي "بعد الخيانة التي تعرضت لها من منتمين لنقابات".
وشدد حوليش على أن الوضع الحالي لا يجب أن يستمر، معلنا التوقف عن التعامل مع ممثل النقابة والعمال المنضوين تحت لوائها، متهما إياه بالتلاعب بمصير المدينة، مطالبا مسؤولي النقابة بتغيير ممثلهم في القطاع "لأن لا غيرة له على العمال ولا على المدينة"، مكيلا له سيلا من الاتهامات.
اقرا ايضا:
مدينة الناظور تشهد أكبر عرض أزياء للقفطان المغربي
وكشف المتحدث أن بلدية المدينة لم تقف مكتوفة الأيدي؛ "فقد قمنا بتحريك آلياتنا لتنظيف المدينة وإنقاذ الساكنة من الوضع الحالي، وقد لقي تحركنا تجاوبا واستحسانا، وسنستمر إلى غاية إرجاع الأمور إلى نصابها"، معلنا أن البلدية رفعت التحدي ليمر عيد الأضحى في أحسن الظروف إرضاء للساكنة.
رمسيس بولعيون، فاعل إعلامي وجمعوي بالناظور، قال في تصريح لهسبريس إن الحالة التي تعيشها مدينة الناظور "حالة شاذة في المغرب؛ فمن غير المعقول أن تغرق مدينة يروج لها كمدينة سياحية في الأزبال طيلة الأسبوع، دون أن يتدخل أي مسؤول لحل هذا الاشكال الذي أصبحنا نعيشه كل سنة، وهذا هو المشكل الأساسي لأن السيناريو يتكرر كل صيف دون أن تكون هناك إرادة فعلية لمعالجته".
وشدد المتحدث على أن تراكم الأزبال يشكل خطرا فعليا على المواطن الناظوري، سواء من الناحية البيئية أو الاقتصادية، معتبرا أن تكاثرها يؤدي إلى انتشار الميكروبات والأوبئة، أما من الناحية الاقتصادية، فتراكمها يؤثر سلبا على الحركة التجارية، ذلك أن "التجار ينتظرون فصل الصيف حتى تنتعش تجارتهم مع أفراد الجالية وزوار المدينة، إلا أننا نلاحظ هروب السياح من الناظور بسبب الوضع المخزي".
وحمّل بولعيون المسؤولية لمجموعة التعاون بين الجماعات، ورؤساء المجالس المنتمين لهذه المجموعة، وقال: "لقد قاموا بتمديد عقد شركة لها أسطول مهترئ، ولم تعد قادرة حتى على جمع نفايات وسط المدينة، فما بالك بالأحياء الهامشية التي تبقى بها الأزبال منتشرة لأسابيع، كما أن هؤلاء المسؤولين دائما ما يتهمون المواطن بأنه السبب في تراكم النفايات، في حين لم يقوموا ولو مرة واحدة بتنظيم حملات توعوية أو عقد شراكات مع جمعيات الأحياء من أجل أن ينخرط المواطن في التغلب على هذا المشكل الكبير الذي يؤرق بال الساكنة".
واعتبر الفاعل الجمعوي أن الحلول التي تعتمدها المجالس "ترقيعية فقط، في حين إن هذا الإشكال يجب أن يحل جذريا، وأعتقد أن هناك تجارب نموذجية بالمنطقة، كتجربة مدينة الحسيمة التي تعتبر رائدة في مجال النظافة، وكمواطن ناظوري أعتقد أن الحل اليوم هو اعتماد دفتر تحملات جديد والانفتاح على مؤسسات أخرى تعمل في هذا المجال، وإجراء دراسة ميدانية معمقة بمشاركة كل الفعاليات، واعتماد استراتيجية عمل وليس العمل بالفوضى كما نعيش اليوم".
وأضاف: "يجب جعل المواطن في صلب هذه العملية، وتدعيم طاقم الشركة في الأشهر التي تعرف توافد عدد كبير من المواطنين على الناظور، خصوصا في المناسبات والعطل، وتزويد المطاعم والمتاجر الكبرى بحاويات للأزبال، وفرض غرامات على الشركة المكلفة بجمع النفايات في حالة تقصيرها وعلى المخالفين لنظام رمي الأزبال، بعد أن يتم وضع هذا النظام والعمل به، ولكن قبل كل هذا على المسؤولين الاعتراف بأنهم فشلوا في تدبير هذا الملف وترك العناد جانبا واستحضار مصلحة المدينة والمواطن".
بدوره، شدد محمد بوزكو، مخرج ومنتج، على ضرورة الانكباب على جمع النفايات من كل الشوارع بشكل مستعجل، وذلك بكراء أكبر عدد من الشاحنات، وتجنيد عمال كثر، وإطلاق حملة من أجل تنظيف المدينة ودعوة الساكنة للانخراط فيها.
وطالب المتحدث المسؤولين بـ"تغيير طريقة تدبير قطاع النفايات والقطع مع تفويت هذا التدبير للشركات الخاصة"، موردا أن "البلدية لديها ميزانية يجب أن توظفها في شراء شاحنات للأزبال، ويمكن لها في هذا الصدد طلب مساعدة من العمالة والمجلس الإقليمي لتوفير الاعتمادات إن اقتضى الحال".
كما دعا بوزكو إلى "إطلاق عملية تحسيسية يومية لتوعية المواطنين بضرورة احترام توقيت إخراج النفايات من المنازل، مع تنظيم أوقات مرور شاحنات النظافة، وعقد اجتماع موسع مع أصحاب المطاعم والمقاهي لحثهم على احترام معايير رمي النفايات، وتفعيل خدمة الشرطة الإدارية من أجل مراقبة احترام تطبيق القانون"، على حد تعبيره.
وقد سبق لعدد من النشطاء بالمدينة أن أطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بالوضع، وذلك عبر التقاط صور للنفايات بأحياء الناظور ونشرها لتنبيه المسؤولين مركزيا إلى خطورة الوضع الذي يعاني منه قاطنو المدينة الساحلية.
قد يهمك ايضا:
شاب يتعرض إلى هجوم خطير من كلب شرس في مدينة الناظور
ألسنة النيران تطال مقهى شعبي في الناظور وتخلف خسائر مادية جسيمة