واشنطن - عادل سلامة
توصّلت دراسة جديدة إلى أن أكثر من 1.700 مدينة وبلدة أميركية بما فيهم بوسطن ونيويورك وميامي أكثر عُرضَة للخطر من ارتفاع منسوب البحر ممّا كان يُخشى منه سابقًا، ونشر تحليل في دورية لـ "الأكاديمية الوطنية للعلوم"، الإثنين
، أنه مع حلول العام 2100، فمستقبل جزء من 1.700 منطقة على الأقل سوف تنغمر في انبعاثات الغازات الدافئة التي تراكمت في الغلاف الجوّي، ولم تُحدّد الدراسة وقتًا مُعيّنًا سوف يغمُر فيه الماء هذه الأماكن أو جزءًا منها، بدلاً من ذلك، هي حدّدت أنه وقت غمر الماء لهذه الأماكن في المستقبل فهذه نقطة اللاعودة.
وقالت الدراسة: إنه بسبب القصور الذاتيّ في صلب النظام المناخي، وأنه حتى لو توقّفت كل انبعاثات الكربون في الحال، فذلك سوف يستغرق وقتًا حتى ترتفع درجات الحرارة ذات الصلة للتخفيف من ذلك، وهذا يعني أن مصير بعض هذه الدول محتوم بالفعل.
وقال الباحث في مركز المناخ وكاتب هذا البحث بنجامين سترواس أنه حتّى إذا توقفت الانبعاثات العالمية غدا على عشرة سنتات، فإن فورت لودرديل، حدائق ميامي، هوبوكن ونيو جيرسي سوف تكون تحت سطح الماء.
وتوصّلت الدراسة أن التخفيضات الهائلة في الانبعاثاث، وهي أكبر بكثير مما وافق عليه الرئيس أوباما وغيره من زعماء العالم يمكن أن تنقذ ما يقرب من 1000 مدينة من خلال تفادي ارتفاع منسوب البحر.
وأكد سترواس أن المئات من المدن الأميركية انغمرت بالفعل في المستقبل المائي، ونحن ننمي هذه المجموعة بصورة كبيرة فنحن نغمر هذة المدن أكثر من استمرارنا في بعث الكربون إلى المناخ الجوي.
ووجدت دراسة حديثة نُشرت أيضًا في "PNAS" بواسطة عالم المناخ أندرس ليفرمان أن كل 1 C ارتفاع في حرارة المناخ سوف تؤدي في النهاية إلى زيادة 2.3 متر في منسوب البحر، وأخذت الدراسة الأخيرة هذه الأرقام والعوامل من المعدل الحالي لانبعاثات الكربون، بالإضافة إلى أفضل تقدير لحساسية المناخ العالمي من التلوث.
وطبقًا للدراسة، فمن المعتقد أن هذه الأماكن تحت التهديد، حيث إن 25% من سكانها الحاليّين يعيشون تحت خطر انغمارهم تحت الماء في المستقبل بسبب ارتفاع منسوب البحر، وبعض من 1.700 مكان في خطر واضح. وحتى لو تمّ بناءً سد أعلى فـ50% من السكان الحاليّين و 1.400 مكان سوف يكونون تحت التهديد مع حلول 2100.
وتمتدّ لائحة المجتمعات المهددة إلى سكرامنتو، كاليفورنيا –واللتان تقعان بعيدًا عن البحر ولكنهما ستكونان عُرضة للفيضانات في دلتا سان جوكين- ونورفولك، فيرجينا (وهي أكبر موطن للقواعد البحرية الأميركية)، والمنشآت التي على بعد أميال من الواجهة المائية ستكون في خطر من انغمارها تحت الماء بارتفاع منسوب البحر مع حلول 2040، وبدأ وزارة الدفاع بالفعل بالتخطيط للمستقبل تحت التغييرات المناخية، وتشمل تغيير أماكن القواعد، وحوالي نصف سكان كامبريدج، ماساتشوستس عبر نهر تشارلز من بوسطن ليستوطنوا في هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتقنية، ووجدت الدراسة أن العديد من المدن الساحلية في تكساس مُهدّدة أيضًا، وأنها سوف تنغمر بالماء في بدايات 2060.
وتوصّلت الدراسة إلى أن المنطقة الأكثر تَعرّضًا للخطر هي فلوريدا التي فيها العشرات من المدن، والتي سوف يتمّ تأمينها مع نهاية القرن، وتاريخ اللاعودة لمعظم ميامي يمكن أن يكون في 2041.
ويمكن أن يكون نصف شاطئ بالم مع ملايين العقارت المتواجدة على طول البحر السبب وراء الإنقاذ حتى حلول 2060، وتأتي نقطة اللاعودة لمدن أُخرى مثل فورت لودرديل يمكن أن تأتي بعد ذلك.
وقال سترواس: إنه من الجميل أن تجد نفسَك تسير تحت الماء إلا إذا كنت تَبني نظامًا ضخمًا من السدود الحلقية والسدود.
ونُشر المقال في 30 تموز/ يوليو 2013 لتصحيح خطأ في الدراسة، فالمقال الأصلي أَقَرّ أن 1.700 مدينة أميركية سوف يغمرها الماء مع حلول 2100، وفي الواقع أقَرّت التحليلات أن هذه المناطق أو جزءًا منها على الأقلّ سوف يغمرها الماء في وقت لاحق غير مُحدّد.