كوبنهاغن - وليد محسن
كشف باحثون في الدانمارك في دراسة حديثة أن ذكر العناكب الحاضنة الذي لم يقدم هدية لشريكته يكون أكثر عرضة للالتهام في حين أن من التزموا بإحضار هدية مُرضية للأنثى يحظون بمزيد من الوقت لممارسة الجنس، ومن المعروف أن ذكر العناكب يستخدم الحشرات الميتة الملفوفة في الحرير هدايا زواج لشريكته ما يعمل كدرع يحمي الذكر من التهام الأنثى له، وأوضحت أبحاث سابقة أن هذه الممارسة غير مهمة إلا أن أبحاث جديدة أشارت إلى أن هذه العروض والهدايا ربما تشكل الفرق بين الحياة والموت.
ووجد باحثون من جامعة آرهوس في الدنمارك أن الهدايا المقدمة لإناث العناكب الحاضنة من الذكور تعد تكتيك احترازي، وفي حين تنتشر فكرة الالتهام الجنسي في مجتمع العناكب تعد ذكور هذه العناكب من بين الأنواع العنكبوتية القليلة المعروفة بتقديم الهدايا للإناث، ورُصد سلوك مماثل في جميع أنحاء المملكة الحيوانية.
وحلل فريق الباحثين طقوس التزاوج لأكثر من 280 زوجا من العناكب، ووجد الباحثون أن الذكور الذين ظهروا خالي الوفاض عند التزاوج تعرضوا للالتهام بواسطة الأنثى 15% من الوقت، في حين انخفضت نسبة الالتهام إلى 3.6% في حالة تقديم الهدايا للأنثى، وكتب الباحثون " أظهرت النتائج أن الالتهام الجنسي زاد في حالة عدم تقديم الذكور للهدايا وكان ذلك أمر مستقل عن جوع الأنثى من عدمه، ونعتقد أن تقديم الهدية للتزواج سمة تطورت جزئيا في إطار التكيف ومواجهة عدوان الأنثى في هذه الأنواع من العناكب".
وبيّن الباحثون أن تقديم هدية للتزاوج يحد من التعرض لخطر الإلتهام حتى إن لم تكن الأنثى عدوانية بشكل كبير، وكانت الإناث فير عدوانية في معظم الأحيان حتى تجاه الذكور الذين لم يتقدموا لها بهدايا حتى بعد معاناتها من الجوع لمدة أسبوعين، وبصرف النظر عن الحماية المحتملة من التعرض للإلتهام ربما يكون لهدايا الزواج غرض آخر وهو الحصول على وقت أطول لعملية الجماع، وأفادت سورين توفت خبيرة علم الحشرات في جامعة آرهوس والتي قادت الدراسة " تعزز الهدية من فرصة حصول الشريك على التزاوج وزيادة مدته فضلا عن زيادة كمية الحيوانات المنوية التي ينقلها إلى الأنثى"، وفي ظل تزاوج الأنثى مع عدة شركاء فإن العنكبوت الذي يقضي معظم وقته في التزاوج هو أكثر عرضة لتأمين الأبوة.