واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت دراسة جديدة، أنّه يمكن أن نتنبأ في المستقبل بثورات كارثية للبراكين الفائقة التي تهدّد بالقضاء على الحياة على الأرض، ورصد الخبراء الأصوات الصادرة التي تنتجها الصهارة بينما تتحرك، وهم يعتقدون أن هذه الأصوات يمكن أن تساعدهم على تطوير نظام تنبؤ أكثر فعالية لبعض المناطق الأكثر خطورة في العالم من النشاط التكتوني، بما في ذلك يلوستون "متنزه وطني أميركي"، وكشف الخبراء أنه إذا ما كان من المفترض أن ينفجر، فان البركان الفائق في المتنزه الوطني الأميركي ستكون قوته ألف مرة مثل ثورة جبل سانت هيلينز عام 1980.
وقام باحثون من جامعة ستانفورد وجامعة ولاية بويز بتتبع الموجات فوق الصوتية التي اكتشفتها محطات المراقبة على سفوح بركان فيلاريكا في جنوب شيلي، وهي واحدة من أكثر المناطق نشاطا في العالم، وهذه الضوضاء، التي لها ترددات أقل من الحد الأدنى من المسموعية البشرية، تأتي من بحيرة مضطربة الحمم داخل حفرة في ذروة البركان وتتغير اعتمادا على نشاطها، ووجد الفريق أن التغيرات في هذا الصوت البركاني تشير إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى بحيرة الحمم البركانية قبيل اندلاع كبير حدث في عام 2015، وقد صاحبه تحركات سريعة صعودا وهبوطا للبحيرة المرتفعة بالقرب من حافة الحفرة.
ويمكن أن يساعد تتبع الموجات فوق السمعية في الوقت الحقيقي والجمع بينها وبين المعلومات الأخرى، بما في ذلك القراءات الزلزالية وانبعاثات الغاز، على تنبيه الناس إلى متى سيكون البركان على وشك الانفجار، ومع ذلك، فإن الباحثين لم يحددوا بعد كم من التحذيرات التي من شأنها رصد البركان بهذه الطريقة، فيقول الباحث المشارك في الدراسة ليتون واتسون، وهو طالب دراسات عليا في جامعة ستانفورد قام بالمشاركة في الدراسة: "تشير نتائجنا إلى كيف يمكن أن يساعد التصوير دون السمعي في التنبؤ بالانفجارات البركانية، من المحتمل أن يكون التصوير دون السمعي جزء أساسي من المعلومات المتاحة لعلماء البراكين لقياس ساعات أو أيام الثوران المحتملة المقبلة"،وبالنسبة للدراسة، درس الباحثون بركان جبل فيلاريكا المغطى بالثلوج، الذي يبلغ ارتفاعه 9,300 قدم (2,834 متر)، ويلوح البركان فوق بحيرة ويوجد عبر مدينة بوكون، التي يزيد عدد سكانها إلى ربع مليون شخص في الموسم السياحي الصيفي، وفي الليل، يمكن أن يرى سكان بوكون في كثير من الأحيان توهج قرمزي صادر من بحيرة الحمم فيلاريكا، عادة ما تكون مخبأة أسفل حافة البركان.
وبعد 35 عاما منذ ثورة البركان الأخيرة، اندلع البركان مرة أخرى في 3 مارس/آذار 2015، وقد اندلعت نافورة من الحمم البركانية من قمة الجبل على بعد ميل تقريبا (1.6 كم) إلى السماء، مما أدى إلى تصاعد الرماد والحطام وإطلاق البرق من الغيوم السميكة المتولدة بالحرارة التي تغلف القمة، وقد قام حوالي 4 آلاف شخص بإجلاء المنطقة، لكنهم سرعان ما تمكنوا من العودة إلى ديارهم حيث كانت مخاطر الانهيارات الطينية والفيضانات الناجمة عن ذوبان الثلوج ضئيلة، ونشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة رسائل البحوث الجيوفيزيائية Geophysical Research Letters.