الرباط - المغرب اليوم
توصّل فريق دولي من العلماء إلى رصد سلوك جماعي يعود إلى ملايين السنين لدى بعض الحيوانات بفضل حفريات لمفصليات ثلاثية الفصوص (ترايلوبيت)، وُجدت في المغرب ويعود عمرها إلى 480 مليون سنة.
وحسب الدراسة العلمية التي نُشرت في مجلة Scientific Reports التابعة لمجلة Nature المعروفة، فإن هذا الاكتشاف شارك فيه علماء مغاربة وأجانب ضمن فريق دولي متخصص.
وقالت جامعة القاضي عياض بمراكش على موقعها الرسمي إن "هذا الاكتشاف يميط اللثام عن أقدم تنظيم جماعي واجتماعي يعود تاريخه إلى 480 مليون سنة". وشارك في هذا الاكتشاف أساتذة من الجامعة المغربية.
وأوردت المجلة العلمية Scientific Reports أن هذا الاكتشاف يؤكد أن "هذه الحيوانات المنقرضة اكتسبت خلال التطور ومنذ 480 مليون سنة سلوكيات جماعية مذهلة، من بينها الاجتماعية التي تعتبر لا غنى عنها لاستمرارها".
ويضم فريق العمل جون فانيين، موريل فيدان وروبن مارشانت، وخديجة الحريري وخولة قريص، وعبد الرزاق الألباني، وبرنارد بيتيت وأرنود مازوريير وإيمانوين مارتن. وحظي هذا العمل أيضًا بدعم من أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالمغرب.
ومعروف أن هذه السلوكيات الجماعية والاجتماعية توجد لدى الجراد أو النمل والنحل والطيور المهاجرة ولدى الإنسان في بعض الحالات. وقد درس العلماء منذ مدة هذه السلوكيات والعوامل البيولوجية والبيئية التي تلعب فيها دورًا.
لكن هذه الدراسة العلمية الجديدة تساءلت حول ما إذا كانت هذه السلوكيات ظهرت مؤخرًا أم أنها قديمة جدًا. وتعد آثار الحفريات أفضل مؤشرات على السلوك الحركي رغم أنها لا تقدم معلومات دقيقة حول أصحابها.
وذكرت جامعة القاضي عياض المشاركة في الدراسة: "الحالة المعروضة في هذه الدراسة استثنائية للغاية، فالأمر يتعلق بترايلوبيت من العصر الأوردوفيشي للمغرب، حيث يشكل أفرادها سلسلة نحو نفس الاتجاه بشكل منتظم ويحافظون على اتصال وثيق في ما بينهم".
وأظهر تحليل هذه الارتباطات غير التقليدية والرواسب التي تحتويها الحفريات التي وجدت في المغرب أن هذه المفصليات ثلاثية الفصوص قد دفنت في وضعية حياة بفعل رواسب العواصف؛ كما أن الحفريات تشير إلى أنها تجمعت وتنقلت جماعة في قاع البحر.
وتقدم بعض الحيوانات الموجودة حاليًا أجوبة عن هذا السلوك، فعلى سبيل المثال يتحرك الكركند (langouste ) الموجود في أميركا الشمالية في شكل طابور وخط واحد، هربًا من الاضطرابات البيئية للعواصف الموسمية، ويتفاعل مع الإشارات الهيدروديناميكية ويحافظ على تماسك المجموعة من خلال الاتصال اللمسي.
وتكشف معطيات هذه الدراسة الجديدة أن السلوك الجماعي له أصل قديم جدًا، وربما تطور خلال التنوعين الحيويين للحيوان من العصر الكامبري إلى العصر الأوردوفيشي، استجابة للزيادة في الضغط الانتقائي المرتبط بتعقيد النظم الإيكولوجية. وقد يمثل هذا السلوك لدى الحيوانات الأولية ميزة تطورية للهرب من الإجهاد البيئي وزيادة فرصها في التكاثر.
قد يهمك ايضا
"الديناصورات" تبوح بسر جديد وتكشف عن مستعمرات ضخمة من البكتيرية النادرة