الرباط -المغرب اليوم
بحلول فصل الصيف الذي تصل فيه درجات الحرارة أعلى المستويات بأقاليم جهة درعة تافيلالت، تتجدد مخاوف الساكنة المحلية، خاصة القاطنة بالقرى والجبال، بسبب انتشار الأفاعي والعقارب التي تشكل الكثير من الخطر على صحة هؤلاء المواطنين وسلامتهم.ارتفاع شديد لدرجات الحرارة بأقاليم جهة درعة تافيلالت يجعل العديد من أنواع الأفاعي والحشرات السامة تخرج من جحورها؛ وهو ما يجعلها تدخل الهلع والخوف في نفوس المواطنين، لكونها ترسل سنويا العديد منهم إلى المستشفيات من أجل تلقي العلاجات الخاصة بهذه الحشرات السامة بالرغم من قيام المواطنين بالعديد من الحملات للقضاء على الأفاعي والعقارب فإن فصل الصيف لدى أهل الجنوب الشرقي يعتبر من أصعب الفصول في السنة، ليس فقط بسبب ارتفاع درجات الحرارة؛ بل أيضا لخروج أنواع مختلفة من الحشرات السامة التي تهدد سلامتهم وصحتهم.
سموم العقارب
تبدأ العقارب في كل فصل صيف في الخروج من جحورها التي تتخذها ملجأها في الفصول الثلاثة الأخرى، وتزداد معها مخاوف الناس من سمومها “التي قد تصيبك بعاهة مستديمة أو تنهي حياتك”، يقول مبارك ايت بنداود، فاعل جمعوي من إقليم زاكورة.وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن العقارب لا يمكن تحديد مكانها في إقليم واحد؛ بل إن هذه الحشرة السامة منتشرة في جميع أقاليم درعة تافيلالت على غرار باقي الأقاليم الأخرى بالمملكة، مشيرا إلى أن العقارب هي الأكثر فتكا بالناس لكونها موجودة بكثرة وفي كل مكان، وفق تعبيره.
من جهتها، أكدت نعيمة سرغين، وهي من ساكنة إقليم الرشيدية، أن الحد من المشاكل التي تسببها العقارب السامة للمواطنين، خصوصا صغار السن، لا يمكن بالطرق البدائية التي تقوم بها الساكنة من حين إلى آخر؛ بل يجب على الدولة توفير معقمات ورشها في جميع المناطق التي تنتشر بها هذه السموم، كما يتم مع الجراد، وفق تعبيرها وأوضحت المتحدثة ذاتها، ضمن تصريحها لهسبريس، أن سنوات الجفاف والحشرات السامة تسبب مشاكل عديدة لساكنة الجنوب الشرقي عموما بدون استثناء، مضيفة أنه يجب على الدولة التفكير في بناء سدود كثيرة لضمان استمرارية الماء لري الزراعة وضمان وجود المساحات الخضراء الفلاحية، وبالتالي ضمان انخفاض مسببات وجود الحشرات السامة، بتعبيرها.
خطورة الأفاعي
بحلول فصل الصيف، تغص مواقع التواصل الاجتماعي في الجنوب الشرقي للمغرب بتنبيهات تحذر من انتشار الأفاعي بكل ربوع جهة درعة تافيلالت، خاصة مع تسجيل حالات تعرضت للدغات هذه الحشرات السامة التي يكون مصير مصابها التوجه إلى الرشيدية أو مراكش.
وأكد عدد من الأشخاص الذين حاورتهم جريدة هسبريس بخصوص موضوع الأفاعي والعقارب أن هذه الحشرات السامة تظهر فقط في فصل الصيف ولا وجود لها في الفصول الأخرى، مشيرين إلى أن ذلك يؤكد أنها تخرج في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي بات من الضروري التفكير في بناء سدود وتوفير الماء للفلاحة التي تساهم بشكل أو آخر في محاربة ظاهرة تكاثر الحشرات السامة، وفق تعبيرهم.
ولم يخف حسن أمجوط من ساكنة إقليم ورزازات خطورة الأفاعي بهذه المناطق الشبه الصحراوية، مشيرا إلى أن أنواعا خطيرة من الأفاعي موجودة بأقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير والرشيدية، وتبقى ميدلت الأقل خطورة من حيث وجودها باعتبارها منطقة باردة صيفا وشتاء.
وأضاف المتحدث ذاته،، أن وجود هذه الأفاعي يتطلب من وزارة الصحة توفير أمصال كافية بجميع المراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية حتى لا يضطر المصاب التوجه إلى المستشفيات الجهوية والجامعية، موضحا أن غياب الأمصال الخاصة بالأفاعي والعقارب يفاقم معاناة ساكنة الجنوب الشرقي.وأشار أمجوط إلى أن هناك إهمالا يلاحق القطاع الصحي من طرف الجهات المسؤولة، حيث إن المراكز الصحية لا تتوفر على الأدوية والأمصال الكافية، موضحا أن غياب دراسات وأبحاث عن أنواع الأفاعي الموجودة بالجنوب الشرقي لتوفير اللقاح الخاص بهذه الأنواع يجعل مهمة علاج المصابين في الحين غير واردة، بتعبيره.
المدير الجهوي يوضح
قال خالد السالمي، المدير الجهوي لوزارة الصحة بدرعة تافيلالت، إنه في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التسممات يجب اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية لتجنب لسعات العقارب ولدغات الأفاعي والثعابين، لا سيما في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا في عدد حالات الإصابة في بعض المناطق خاصة بالمجال القروي، حيث يسجل سنويا ما يزيد عن 30 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، وحوالي 350 حالة تسمم بلدغات الأفاعي على الصعيد الوطني، يتوفر المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف والمستشفيات الإقليمية لجهة درعة تافيلالت على الأمصال المضادة للدغات الأفاعي.وأضاف السالمي، في تصريح لهسبريس، “فالعلاج بالمصل، ولو أنه غير كاف في حد ذاته، إلا أنه يساهم في تحسين حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء”، مضيفا: “وقد تم إدماج العلاج بالمصل الخاص بلدغات الأفاعي في بروتوكول التكفل العلاجي منذ سنة 2011، ويتم استيراده وتوزيعه بصفة منتظمة كل سنة”.
وشدد المسؤول الجهوي لوزارة الصحة على أن العلاج بالمصل المضاد لسم الأفاعي يتم داخل المؤسسات الصحية وتحت إشراف طبيب متخصص، شريطة أن ينقل المصاب، على وجه السرعة، إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث ذاته أن المصل المضاد للعقارب لم يعد مستعملا دوليا لعدم فعاليته العلاجية، وأن العلاج بالمصل المضاد للسعات العقارب تم حذفه من بروتوكول العلاج؛ وذلك لعدم فاعليته والتي أثبتتها معظم الدراسات والأبحاث العلمية. بالإضافة إلى ذلك، فقد بينت الدراسات الدوائية أن استعمال المصل المضاد للسعات العقارب يمكن أن يعرض المصاب لخطر الصدمة الناتجة عن فرط في الحساسية، مما قد يؤدي إلى الوفاة.ولضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية خلال جائحة كوفيد-19، تقوم مختلف المندوبيات الإقليمية للصحة بتنظيم حملات تحسيسية لفائدة الساكنة. وفي حالة التعرض للإصابة، يجب التعجيل بنقل الشخص المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، إذ إن كل تأخير في تلقي العلاج تكون له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي، كما ينصح بتجنب استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي الموضع المصاب واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب، حيث تنتج عنها غالبا مضاعفات خطيرة، يقول المدير الجهوي للصحة.
وللوقاية من مخاطر التعرض لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي خاصة لدى الأطفال، ينصح بعدم إدخال الأيادي في الحفر، وتجنب الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة ارتداء أحذية وملابس واقية، إضافة إلى إزالة الأعشاب الموجودة قرب المنازل وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب وتبليط الجدران، يضيف المتحدث.وذكر السالمي أنه بفضل الإستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة، فقد تقلصت نسبة الوفيات الناتجة عن لسعات العقرب إلى 0.16 في المائة، كما تم تسجيل انخفاض مهم في نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي إذ انتقلت إلى 2 في المائة، خاصة أنه يتم تزويد المستشفيات بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية.
قد يهمك ايضا:
أنس الدكالي يُؤكّد أنّ سكان المناطق الوسطى يُعانون مِن لدغات الأفاعي