الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
حيوان الغرير

لندن - ماريا طبراني

طورت الحكومة البريطانية برنامجًا لقتل حيوان الغرير، في محاولة لوقف انتشار مرض السل من الحيوانات للماشية، ويقوم الرماة في الظلام بصيد الحيوان، بينما يرفض مشاهير جماعات حقوق الحيوان مثل عازف الجيتار بريان ماي وبيل أوديي، في تقبل فكرة إطلاق النار على واحد من أفضل الحيوانات البرية المحببة.

وأنفقت الحكومة على مدى العقد الماضي 500 مليون أسترليني، في محاولة للسيطرة على مشكلة السل البقري، التي يتسبب حيوان الغرير في نشرها، واضطر المزارعون الإنجليز إلى إعدام 227.835 من الماشية المصابة منذ عام 2008 ما يضع سبل العيش برمتها في خطر، ويرى الناشطون أن الحل يكمن في برنامج للتطعيم، بدلًا من إعدام الحيوان، إلا أن جريدة "ديلي ميل" كشفت أنه في مناطق التطعيم لم تنخفض أعداد الأبقار المصابة، لكنها في الواقع ارتفعت بشكل كبير.

وأشارت إحصاءات Defra خلال 12 شهرًا حتى نهاية يوليو/ تموز 2016، أن عدد الماشية التي أعدمت في ويلز، بسبب مرض السل 7380 بزيادة قدرها 25% في نفس الفترة عام 2015، ويعدّ غرب ويلز بؤرة ساخنة لمرض السل البقري، ولكن طوال السنوات الأربعة لم يتم إطلاق النار على الغرير، ولكن تم حقنه في إطار تجربة برنامج التطعيم، إلا أن الخسائر كانت فادحة ما يعادل 20 رأس من الماشية يوميًا، وتشير بعض الدراسات إلى أن ما يصل إلى 50% من الغرير في المناطق المعرضة للخطر، يحمل السل البقري ما يعني أن تطعيمه غير مُجدي.

وأكد خبراء في جامعة ستراثكلايد، أن التطعيم في حيوان الغرير لم يكن فعال إلا بنسبة 76%، وربما ينخفض إلى 54%، كما أنه ربما يكون هناك مشكلة في ملاجئ الغرير، نتيجة التطعيم ما يدفع الحيوانات إلى التفرق وبالتالي نشر المرض. وأوضح أحد المزارعين الذين فقدوا 30 حيوانًا، قائلين "بذلنا ما في وسعنا، وأقمنا سياج خاص لمنع الغرير القادم من الخارج، أعتقد أننا ذهبنا بعيدًا في التقاعس عن العمل، بسبب الحساسية السياسية التي تحيط بالقضية".

وتبين أنه بعد عمليات الإعدام السنوية للماشية في غرب سومرست وجلوسيسترشاير، أوضح خبراء الماشية والأطباء البيطريين والمزارعين، أن معدلات السل البقري، تنخفض حتى أن بعض قطعان الماشية بدت خالية من المرض، وأشارت إحصاءات Defra الجديدة لعام 2016 أن عدد حالات الماشية المصابة في المناطق المعرضة للخطر، انخفض بنسبة 3%، وانخفضت نسبة إصابة حالات جديدة بالمرض في المناطق المعرضة للخطر بنسبة 11%، وفي ظل استمرار الإعدام التجريبي لمدة 4 أعوام، يجب على الوزراء اتخاذ قرار بشأن كيفية التحكم في السل البقري والضرر الذي يلحقه، فين حين أعربت جماعات حقوق الإنسان عن استنكارها لعمليات الإعدام، بما في ذلك الممثلة جوانا لوملي وجيني سيجروف والشاعر بنيامين صفنيا وغيرهم.

وأضاف أودي من جماعات أنصار الحيوان "بالطبع نريد هزيمة السل البقري ولكن قتل الغرير ليس الحل، ويجب آلا يتم تضليلنا بواسطة أقلية متعجرفة، الأمر لا يتعلق بالسياسة، ولكن بمخلوقات حية بما في ذلك البشر، لم أشاهد قضية أثارت هذا الرفض الواسع من قبل المنظمات غير الحكومية والعلماء والجمهور والمزارعين والسياسيين"، وأوضح أحد المخضرمين في التعامل مع الماشية، والذي يعمل في منطقة إعدام غرب سومرست، قائلًا "قبل بدء عمليات الإعدام كان 90% من الماشية مصابة بالمرض، ولكن بعد الإعدام انخفضت النسبة إلى الثلثين، ذهلني مستوى المعاناة في الماشية والأعداد التي تُعدم بسبب السل البقري غير مقبولة، علينا أن نفعل شيء، وهناك تقارير أيضا عن زيادة أعداد القنافز والطيور التي كان يفترسها الغرير".

وواصل عالم الحيوان روجر بلوي الذي أمضى 47 عامًا، في التعامل مع السل البقري، "لم تنجح استراتيجية التطعيم في أي مكان في العالم، فليس هناك غرير واحد ثبت حمايته بواسطة التطعيم، كل ما يفعله هو تأخير المرض فقط، ولكن إذا ما عاش الغرير فترة أطول فيمكنه أيضا إصابة الماشية بمعدل أقل ولكن لفترات أطول، واتفق مع الدراسات العلمية التي أجريت على الماشية وأثبتت فشل التطعيم، وبدأت ويلز أيضا في التخلي عن التطعيم والبدء في الإعدام، وتشير دراسة حديثة إلى أننا لن نرى أثرًا للإعدام الحالي إلا عام 2023، والواضح أن الإعدام حقق نجاحًا، وجميع من شاركوا في هذه العملية سعداء بهذا المشروع بالغ الأهمية، وأعتقد أن شركات الإعدام والحكومة والمزارعين أدركوا الموضوع جيدًا، وإذا طُلب مني تكرار الأمر في منطقة أخرى سأساعد فيه"، ويبدو أن عمليات الإعدام الكريهة ستعود مرة أخرى، نظرًا لفشل برنامج التطعيم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الإعصار "ميلتون" يبدأ باجتياح سواحل فلوريدا
صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…
وزارة التجهيز والماء في المغرب تُعيد فتح 35 من…
المملكة المغربية تسعى لتعزيز قدرتها على توليد طاقة الرياح…
المغرب يحتفل باليوم العربي للأرصاد الجوية تحت شعار “الأثر…

اخر الاخبار

أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…
عزيز أخنوش يحل بمجلس المستشارين المغربي في جلسة حول…
مجلس النواب المغربي يعقد جلسات عمومية للتصويت على مشروع…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…

الأخبار الأكثر قراءة

صديقي يترأس حفل الانطلاقة الرسمية للسنة الدراسية 2024-2025 للتكوين…
وزارة التجهيز والماء في المغرب تُعيد فتح 35 من…
المملكة المغربية تسعى لتعزيز قدرتها على توليد طاقة الرياح…
المغرب يحتفل باليوم العربي للأرصاد الجوية تحت شعار “الأثر…
مدينة درنة الليبية تشهد ورشة إعمار لكن الخدمات تنقصها…