لندن ـ كاتيا حداد
كشفتْ دراسة جديدة عن أنَّ دودة صغيرة للغاية بلا أعين، لها قدرة على أن تكون أكثر حساسية من أي مخلوق آخر. وتلفت هذه الدراسة الى اكتشاف خلية المستقبلات الحسيَّة لتلك المخلوقات، حيث تبيَّن أنها أشدُّ حساسية للضوء بحوالي 50 مرة أكثر من عين الأنسان. ويقول العلماء بأن الخواص غير الطبيعية للمستقبل الحسي يمكن أن توظف في العديد من الأشياء كصناعة المستحضرات الواقية للشمس عالية الجودة.
وقد توصل الى هذ الاكتشاف فريق دولي من العلماء تحت قيادة جامعة "ميتشيغان"، إذ يقول الفريق بأن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى وجود "مستقبل ضوئي ذي الترتيب الثالث"، حيث أعطى الفريق العلمي أسم " LITE-1 " لمستقبل الضوئي الجديد من بين مجموعة الديدان الأسطوانية. ويقول الدكتور شون شو رئيس الفريق العلمي بأن المستقبل الضوئي الجديد جاء من مستقبل "كيمياء حيوية" والمكتشف في المقام الأول من الحشرات، فيختلف حساسية هذا المستقبل من خلية الحشرات إلى خلية الثدييات.
وأثبت العلماء في دراستهم بأن هذا المخلوق يكره ضوء "فلاش الكاميرا" الساطع على الرغم من خلقته بدون عين، وهذا يدلُّ على أن أجهزة الحس لديها لا تزال تثار بالتحفيز الضوئي. كما أن الدراسة الجديدة في طريقها لأخذ خطوة أخرى بإثبات أن هذا المخلوق يستطيع أن يمتصَّ الضوء أكثر من أن يتأثر به. إذ يشير الدكتور شون شو بأن المستقبلات الضوئية قادرة على تحويل الضوء إلى إشارات للمخ يمكن أن يستخدمها الجسم. فمن غير الطبيعي أن هذا المخلوق يستطيع أن يمتص الأشعة فوق البنفسجية (A و B ) أكثر بنحو 10 إلى 100 مرة من مخلوقات المملكة الحيوانية الذين يمتلكون "بروتين Cry1 " وهو بروتين حساس للون الأزرق.
بينما تختص المرحلة الثالثة من هذه الدراسة بالإجابة على سؤال لماذا كل هذه السمات المذهلة لهذا الخلوق؟ ويضيف الدكتور شون شو بأن العلماء يمكن أن يحصلوا على مستقبلات جديدة للضوء باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية. ويعتقد الفريق البحثي بأن اكتشافهم يمسُّ ضرورة من ضروريات الحياة كصناعة مستحضرات واقية لشمس أكثر فاعلية تعمل على امتصاص نسبة كبيرة من الضوء، حيث أن هذ الاكتشاف يمكن استخدامه في العديد من الأبحاث العلمية الأخرى.