كانبيرا - ريتا مهنا
فحص الباحثون، الحمض النووي لثلاثة أصناف من نباتات الجرة الآكلة للحوم، في جميع أنحاء العالم ووجدوا أن النباتات الثلاثة تطوروا بشكل مستقل عن بعضهم البعض باستخدام نفس الخدعة الوراثية، وفحص الباحثون نباتات الجرة، من أستراليا وأميركا لفهم كيف تطورت، وذكر أحد الباحثين من جامعة ولاية نيويورك، الدكتور فيكتور ألبرت، في بوفالو: "هذه النباتات لديها مجموعة من الأدوات الجينية في محاولة للتوصل إلى إجابة لمشكلة كيف أصبحوا من آكلي اللحوم، وفي النهاية توصلوا جميعًا إلى نفس الحل".
وأظهرت أبحاث سابقة أن الأنواع الثلاثة من النباتات تطورت بشكل مستقل لتصبح من آكلي اللحوم، وكشفت الدراسة الجديدة بالتفصيل كيف تبنت هذه النباتات نفس بروتينات جهاز المناعة لخلق الإنزيمات لهضم الفريسة، وحدد الباحثون الجينات التي تم تفعيلها في جرة النباتات، وشاركت هذه الجينات في صنع البروتينات التي شملت كيتيناز الأساسي الذي يقوم بتكسير "كيتين" وهو العنصر الرئيسي في هيكل الحشرات الصعبة، وهناك إنزيم آخر هو الفوسفاتيز، والذي يمكن النباتات من امتصاص الفوسفور الحيوي من أجسام الضحايا.
ويضيف ألبرت: "يشير ذلك إلى وجود مسارات محدودة ليصبح نبات لاحم"،ويشير هذا التطور المتقارب بين أنواع لا علاقة لها ببعض إلى تكيف قيّم، وبالنسبة للنباتات آكلة اللحوم التي تميل إلى العيش في بيئات فقيرة بالمغذيات تعد القدر على هضم الحيوانات ميزة رئيسية، وأوضح الدكتور كينجي فوكوشيما، المؤلف المشارك للدراسة: "غالبا ما تعيش النباتات آكلة اللحوم في بيئات فقيرة بالمغذيات وبالتالي فالقدرة على هضم الحيوانات تعد ميزة لا غنى عنها نظرا لندرة مصادر التغذية الأخرى".
وأفاد الباحثون: "تعني نتائج الدراسة وجود قيود على الطرق المتاحة لتطوير النبات آكل النبات"، وخلال مسار التطور غالبا ما يتم تبديل اللبنات الأساسية لإنزيمات تسمى الأحماض الأمينية ويتم الاستعاضة عنها بأحماض أمينية أخرى، وتتشارك الإنزيمات الموجودة في جرة النباتات في أحماض أمينية مماثلة والتي لا تتواجد في الأنواع غير الآكلة للحوم، ونشرت الدراسة في مجلة Nature Ecology and Evolution.