الكويت ـ المغرب اليوم
جلست جليلة على الأرض وهي ترسم على جدران إحدى الغرف في المنزل، وعندما اكتشفت والدتها، ليديا القطان، آثار الرسوم، حاولت أن تزيلها لكن دون جدوى، لذا قررت استخدام نهج مختلف، من خلال استخدام بقايا مرآة مكسورة، وبعض الغراء، والخشب، لصنع بيت من المرايا، ما يفسح المجال أمام ابنتها للرسم، دون تكبد عناء محاولة إزالة الرسوم عن الجدار.
وبطريقة إبداعية وجميلة، غطت القطان، جدار المنزل بموزاييك من الزجاج الملون، وانتظرت حتى يعود زوجها، الفنان التشكيلي الكويتي، خليفة القطان، إلى المنزل لرؤية ردة فعله، وعندما أُعجب بالعمل المنبثق من صدفة بسيطة، قررت زوجته الإيطالية أن تكمل عملها الفني في أرجاء المنزل كله، ليُصبح اليوم موقعاً يستقطب السياح.
وما إن انتهت من غرفة المعيشة حتى لاحظت القطان، بأن خطراً آخر يهدد منزلها. ولم يتمثل هذا الخطر بأقلام تلوين ابنتها، بل بـ"جيش" من النمل الأبيض الذي بات ينخر في أرجاء المنزل، وبدلاً من الاستسلام لذلك، كما فعل باقي الجيران في الحي، وإعادة بناء المنزل مجدداً، قررت ليديا أن تعيد هيكلة المنزل بتصاميم من الموزاييك، وبعض المكونات التي لا يمكن للنمل الأبيض النخر فيها.
واستذكرت ليديا القطان رحلة بناء لوحات الموزاييك الجدارية الكبيرة في منزلها، حيث قالت لـCNN بالعربية إنها "لم تكن قادرة على العمل عندما كان زوجها في المنزل"، ولكنها عند سفره، كانت تتفرغ بشكل كبير إلى عملها الفني في المنزل.
وتحمل كل غرفة في المنزل تصاميم مختلفة مستوحاة من قصص معينة عاشتها الفنانة وعائلتها، وبدلاً من التخطيط والرسم قبل بدء العمل الفعلي على الجدار، أشارت القطان، إلى أنها، كانت دائماً ما تتخذ من الجدار لوحة أولية لعملها، دون التخطيط المسبق على الورق.
واستغرق العمل الفني في أرجاء المنزل حوالي سنة وستة أشهر من العمل المستمر لإعادة تصميم المنزل، فلم تكتف القطان بتزيين الجدران فحسب، بل قررّت أيضاً أن تزيّن الأرض وأجزاء من السقف لحماية منزلها من النمل الأبيض.
ولا يعتبر منزل ليديا وخليفة القطان مسكناً للعائلة فحسب، بل أصبح اليوم متحفاً مفتوحاً للزوار من داخل وخارج الكويت، إذ باتت ليديا، تشرح فيه قصة منزلها وتشارك أعمالها وأعمال زوجها الفنية مع محبي الفن من شتى أنحاء العالم.
وقد يهمك أيضًا:
انخفاض هائل بأعداد الحشرات الطائرة يُهدِّد الحياة على الأرض
"محادثات الأمم المتحدة تتجنب قضايا الخلاف في "التغيّر المناخي