لندن ـ سليم كرم
لطالما ساد الاعتقاد منذ فترة طويلة بأن طائر الوقواق بارع في التمويه، ولكن تشير البحوث الجديدة أنهم أكثر خداعًا مما كان يُعتقد سابقا.ومن المعروف أن طائر الوقواق يقوم بخداع الطيور الأخرى لتربية صغاره عندهم، حيث أن هذا الطائر ينتظر الطيور الأم ليطيروا بعيدًا عن أعشاشها, ثم يضع بيضه في عشها. ومن خلال عملية تقليد البيض, حيث تبدو بيضة الوقواق شبيهه بشكل ملحوظ مثل البيض الذي تضعه الطيور الحاضنة. وهذا يخدع الطيور الأم اعتقادًا من أنها لا تزال تجلس على بيضها، وعندما يفقس، يقلد طائر الوقواق الصغير صوت صغار الطيور الحاضنة حتى أنها تنخدع اعتقادا من أنها تغذي صغارها هي.
وتقول الأبحاث الجديدة إن أنثى الوقواق تقوم بتقليد صوت الصقور فيما يتعلق بتحويل انتباه الطيور الحاضنة بعيدا عن عشهم والتفكير فقط في سلامتهم الخاصة، وبعد وضع بيضها في أعشاش طيور "هازجة الغاب"، تصدر إناث الوقواق نداءًا يشبه صوت الصقور، فتشتت انتباه طيور هازجة الغاب وبالتالي تقليل فرص أن يتم ملاحظة بيض الوقواق المتطفل.
وقد أراد باحثون من جامعة كامبريدج أن يفهموا لماذا تنادي إناث الوقواق بشكل واضح بعد أن تضع بيضها في عش الطيور الحاضنة، على الرغم من أن نداءات الوقواق الذكور يُعتقد أن تلعب دورا في الدفاع الإقليمي, لكن في تجاربنا الميدانية، لم يلقي طائر هازجة الغاب انتباهًا لنداءات هذه الطيور الذكور مثل صوت ونداء الإناث من فصيلته، ومع ذلك، فإن نداء الوقواق الإناث كان له نفس التأثير كصوت الصقور المفترسة في تشتيت انتباه طيور هازجة الغاب وتقليل فرص رفض البيض الغريب عنها. فقام العلماء بتشغيل تسجيلات لنداءات الوقواق من الإناث والذكور ولاحظوا ردة فعل طائر هازجة الغاب. ووجدوا أن طيور هازجة الغاب يستجيبون للصوت الذي تصدره الوقواق الإناث, فيذكرهم بصوت الصقر لتحويل انتباههن من العش إلى سلامتهن، ولكنهم كانوا يتجاهلون صوت الوقواق الذكور.