جنيف ـ سامي لطفي
كشفت دراسة صادرة عن "المؤسسة الاتحاديّة السويسريّة" لاختبارات المواد، أن باحثيها تمكّنوا من ابتكار نسيج إسفنجيّ يمتص المخلفات النفطيّة من المسطحات المائيّة بكفاءة غير مسبوقة.وأكّدت الدراسة، أن "النسيج يتكون من خلايا سيليولوزيّة مُستخلصة من الورق القديم والقش وبعض المخلفات الزارعيّة، وتمكّن الباحثون من خلطها بتقنية (نانو) وصولاً إلى هذا النسيج الذي يمتص النفط ومشتقاته فقط، وأن استخدام هذه التقنية في التصنيع سمح بنسبة مسام عالية للغاية في مساحات صغيرة من النسيج الإسفنجي، مما ساهم في رفع كفاءة امتصاص المخلفات النفطيّة 50 مرة أفضل من الطرق التقليديّة الشائعة حاليًا، مما يعني أن مساحة متر مربع واحد من هذا النسيج، يمكنها امتصاص كمية مخلفات نفطيّة كانت تحتاج إلى 50 مترًا مربعًا من أي مادة أخرى لامتصاص مثل تلك المركبات البتروكيميائيّة، مما يُساهم في التخلص من تلك النفايات في وقتٍ أسرع".
وأظهرت الدراسة، التي شارك فيها باحثون من جامعة "بوردو" الفرنسيّة، أن "تصنيع هذا النسيج بتقنية (نانو) المتناهية الدقة، أكسبه خاصية امتصاص أنواع المخلفات النفطيّة كافة، سواء كانت ثقيلة أو خفيفة، وبمشتقاتها كافة، بما فيها الكلوريّة والسليكونيّة رغم حساسيتها الفائقة في التعامل مع الكيميائيّات الأخرى،وأن عدم امتصاص هذا النسيج الإسفنجي للماء يجعله طافيًا، حتى بعد أن يتشبع بالزيوت والمخلفات النفطيّة، مما يسهّل جمع النسيج إلى اليابسة لتخليصه من تلك النفايات، عن طريق الضغط وإعادة استعماله مُجدّدًا"، فيما تعول الدراسة على تسويق هذا النسيج بمعدلات جيدة، نظرًا للخسائر البيئيّة الفادحة التي تتسبّب فيها البقع الزيتيّة في المسطحات المائيّة، وتنتقل تبعاتها إلى الكائنات البحريّة، ومنها أيضًا تلوث الشواطئ والهواء، كما يمكن الاستفادة من الكيميائيّات المستخرجة من هذا النسيج بعد استخراجها بالضغط على النسيج الإسفنجيّ، ثم فصلها تمهيدًا لإعادة استخدامها ثانيةً، مما يفتح أيضًا بابًا للحصول على كيميائيات أساسيّة يمكن استخدامها في صناعات مختلفة.
يُشار إلى أن المنظمة البحريّة الدوليّة التابعة للأمم المتحدة، رصدت وجود 10 آلاف طن متري من النفط تتسرّب سنويًّا في البحار والمحيطات، من الناقلات العملاقة والسفن، وهي نسبة وإن كانت ضئيلة مقارنة بحجم إنتاج النفط العالميّ يتجاوز 1600 مليون طن سنويًّا، فإن الأضرار الناجمة عن تلك النفايات تخلّف خسائر باهظة على الإنسان والبيئة.