واشنطن ـ رولا عيسى
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الأشخاص الذين يرون أنفسهم على أنهم ألبرت أينشتاين هم أكثر ذكاءً, حيث توصلت دراسة إلى أن ارتداء سماعة الواقع الافتراضي التي جعلت المشاركين يشبهون الفيزيائي الشهير يجعلهم يحرزون نتائج أفضل في الاختبارات الإدراكية.
يعتقد الباحثون أن الوجود في جسد شخص ذكي للغاية يغير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى عقولهم، مما يسمح لهم بإطلاق الموارد العقلية التي لم يعرفوها, ويضيف العلماء أن هذا يحدث فقط لدى الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير ذاتي منخفض بسبب حصولهم على أكبر قدر من الاستفادة عن طريق تغيير طريقة تفكيرهم في أنفسهم.
كيف تم إجراء البحث
طلب الباحثون من جامعة برشلونة من 30 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا المشاركة في تجربة تجسيد افتراضي, وقبل التجربة، أكمل الرجال استبيانًا قيّموا مهاراتهم في التخطيط وحل المشكلات واحترام الذات والانحياز تجاه كبار السن, ثم ارتدوا بدله تتبع الجسم وسماعات الواقع الافتراضي, شهد نصف المشاركين جسمًا آينشتاينًا افتراضيًا بينما كان الباقي يعاني من شخص بالغ عادي.
وقال المؤلف الرئيسي، ميل سلاتر"يمكن للواقع الافتراضي أن يخلق وهم جسم افتراضي ليحل محل جسمك الخاص، والذي يُطلق عليه التجسيد الافتراضي", "في بيئة افتراضية غامرة، يمكن للمشاركين رؤية هذا الجسد الجديد ينعكس في مرآة ويتطابق تمامًا مع حركاتهم، مما يساعد على خلق وهم قوي بأن الجسم الافتراضي خاص بهم", ثم كرر المشاركون الاختبارات المذكورة أعلاه.
التجسيد الظاهري قد يحارب التحيز
تشير النتائج إلى أن الأشخاص الأكثر ذكاءً لا يتحسنون بعد أن يروا أنفسهم على أنهم أينشتاين، والتي قد تكون بسبب شعورهم بالملل بمهام بسيطة, وكان المشاركون في الدراسة الذين بدوا وكأنهم آينشتاين أقل انحيازًا تجاه كبار السن، والذي يعتقد أنه كان بسبب النشاط الذي يضعف التمييز بين كبار السن وأنفسهم.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن التجسيد الافتراضي يمكن أن يساعد في مكافحة العنصرية، حيث يكون البيض أقل تحيزًا إذا رأوا أنفسهم سودًا, وعلماء هذه الدراسة الأخيرة يضيفون مزيدًا من الأبحاث لتحديد كيف يمكن أن تكون هذه التجارب مفيدة.
وأضاف البروفيسور سلاتر: "من الممكن أن تساعد هذه التقنية الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير ذاتي منخفض على الأداء الأفضل في المهام المعرفية وقد يكون مفيدًا في التعليم".
ولقد نشرت النتائج في مجلة Frontiers في علم النفس.