لندن - سليم كرم
توصل العلماء إلى تقنية جديدة يمكنها وقف الإجهاض المتكرر، عن طريق عملية إصابة أو "خدش" بسيطة تستغرق فقط 15 دقيقة، ويجرى تقديمها بشكل روتيني داخل عيادات أطفال الأنابيب، وفي هذه التقنية، يتم إدخال أداة تسمى "بايب أل" من خلال عنق الرحم حتى تصل إلى البطانة.
ويعتقد الأطباء أن رد فعل الجسم على إصابة صغيرة بإطلاق سلسلة من الأحداث بما في ذلك الافراج عن الخلايا الجذعية من أجل التجديد والشفاء، وأن هذا لا يزيد فقط من فرص الحمل عن طريق زرع أطفال الأنابيب، ولكن أيضًا يقلل من خطر تعرض المرأة للإجهاض.
وأكد مدير وحدة البحوث الطبية الحيوية في الصحة الإنجابية وأستاذ التوليد في جامعة وارويك، سيوبهان قينبي، أن الإجهاض ينتج بشكل كبير من القلق والتوتر والاكتئاب، كما أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النهج لدى النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر، وإذا نجح، فسيكون بمثابة تقدم كبير.
وامرأة حامل من أصل سبع ينتهي بالإجهاض خلال الأشهر الثلاثة الأولى، لكن الباحثين يقولون أنه إذا اتخذت الخسائر التي تحدث في وقت مبكر جدًا أو غير المعترف بها، في الاعتبار، فإن معدل الإجهاض الحقيقي قد يصل إلى 60%، وأن نحو 5% من النساء لديهن فرصتين أو أكثر لخسارة الحمل، في حين أن الإجهاض المتكرر يؤثر على نحو واحد من 100 من الأزواج الذين يرغبون في الإنجاب.
وفي معظم حالات الإجهاض المتكرر، لم يتم العثور على أي سبب، على الرغم من أن الأزواج يجرون اختبارات تشريحية وهرمونية للكشف عن العوامل الوراثية وعوامل الخطر الأخرى، ولكن الأبحاث في وحدة الأبحاث الطبية الحيوية في وارويك تشير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية، لاسيما في فقدان الحمل المتكرر، وجود عيوب في طريقة الرحم بشأن الاستعداد لفترة الحمل، في عملية تسمى تقدير الموقف، وأنها تنطوي على تغييرات عدة في بطانة الرحم، بما في ذلك تغيرات الخلايا الداعمة والأوعية الدموية.
وفترة تقرير الموقف تجعل بطانة الرحم أكثر تقبلاً لزرع الجنين وهكذا دعم الحمل المبكر، وأظهرت الأبحاث أيضًا أنه خلال فترة تقرير الموقف، الخلايا التي تبطن الرحم تكتسب القدرة على كشف الأجنة إذا ما كانت صالحة أو ذات نوعية رديئة، لذلك توصف بأنها "مراقبة الجودة" للحمل، ويعتقد أن هذا ما يسمى بالخلايا اللحمية، والتي لا تعمل بشكل صحيح لدى النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر.
وثبت علاج الحالة أنه بعيد المنال، حتى اكتشف باحثون إسرائيليون أن إصابة بطانة الرحم تؤدي إلى تحسين خصوبة النساء اللواتي يخضعن لعمليات التلقيح الصناعي، ووجدوا أن النساء اللاتي خضعن لخزعة الرحم، والذي يستخدم أنبوبًا لكشط بعض من بطانة الرحم من أجل فحصها، وحصلن على ضعف معدل الحمل والولادة كمجموعة تجريبية، والآن التجربة جارية في جامعة وارويك على 100 امرأة لهن تاريخ من اثنين أو أكثر من حالات الإجهاض، إذ يتم إدخال الأنبوب إلى الرحم ثم يدار 360 درجة لتحقيق تأثير الخدش.
وذكر البروفيسور قينبي أن الإجراء ينطوي على فحص داخلي مماثل لاختبار مسحة عنق الرحم القياسية، مضيفًا "يتم نقل الأنبوب بلطف داخل الرحم لمدة عشر ثوان بحيث يتم خدش جميع الأسطح، ثم يتم سحب الأنبوب الذي يحتوي على بعض أنسجة بطانة الرحم والتي يمكن استخدامها لأغراض البحث"، وهناك نظرية تقول إن الإصابة، مثل أي جرح، هي موجبات استجابة التهابية، مما يؤدي إلى إنتاج عوامل النمو وغيرها من المواد الكيميائية والتي بدورها تعزز فترة تقدير الموقف، وجزء آخر من إصلاح أي ضرر هو جذب وتنشيط الخلايا الجذعية التي لديها القدرة على حد سواء للنمو بسرعة والتغيير في الخلايا الأخرى، والخلايا الجذعية في بطانة الرحم مهمة في تقدير الموقف، وتفتقر إليه النساء في حالة الإجهاض المتكرر.