لندن ـ رانيا سجعان
كشفت دراسة علمية حديثة عن أن المرأة الحامل التي تتناول يوميًا مكملات الحديد الغذائية تنجب أطفالاً أكبر حجمًا وأكثر صحة. واكتشفت الدراسة وجود علاقة بين تناول عنصر الحديد أثناء فترة الحمل وزيادة وزن المولود الجديد، وانخفاض مخاطر احتمالات أن يكون المولود أقل من الوزن الطبيعي.
ويقول فريق العلماء إن الجرعة المناسبة من الحديد التي تتناولها الحامل تصل إلى 66 ميللغرام يوميًا. وفي هذا السياق توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة ألا تزيد الجرعة عن 60 ميللغرام يوميًا للنساء الحوامل.
يذكر أن نقص الحديد هو أكثر مظاهر سوء التغذية في العالم، كما أن نقص الحديد هو السبب الرئيسي الشائع لمرض الأنيميا خلال الحمل، وخاصة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض، وهناك ما يقرب من 32 مليون امرأة حاملاً في العالم تعاني من هذا المرض.
وتشير الدراسات العلمية إلى وجود علاقة بين أنيميا ما قبل الولادة ومخاطر الولادة قبل الأوان المعروفة باسم الولادة المبتسرة.
وتوصل باحثون في كل من بريطانيا والولايات المتحدة من خلال نتائج ما يزيد على 90 دراسة علمية خاصة بتناول الحديد قبل الولادة ومرض الأنيميا قبل الولادة، وشملت تلك الدراسة ما يقرب من 2 مليون امرأة.
واكتشف الباحثون أن تناول الحديد يزيد من متوسط معدلات الهيموجلوبين عند الأم، وبالتالي فهو يخفض من مخاطر الأنيميا. ولكن لم يكن تأثير في الحد من مخاطر الولادة المبتسرة نتيجة تناول الحديد.
وكشف مزيد من التحليل عن أنه مع كل 10 ميللغرام زيادة في جرعة الحديد يوميًا تقل مخاطر أنيميا ما قبل الولادة بنسبة 12 في المائة، ويزيد وزن الطفل 15 غرامًا وتقل مخاطر انخفاض وزن الطفل عن المعدل الطبيعي بنسبة 3 في المائة.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أنه يمكن استخدام المرأة للحديد خلال الحمل كعامل وقائي لتحسين معدلات الهيموغلوبين، وزيادة وزن الطفل عند الولادة.
وأوصوا بضرورة إجراء المزيد من الدراسات للكشف عن سبل ملائمة لتوفير الحديد، وتقييم فعالية برامج رعاية الأجنة قبل الولادة مثل التحصين والتنوع الغذائي.