الرباط - كمال العلمي
لليوم الثاني على الوالي، فتح مركز تشخيص وعلاج الأمراض المزمنة بمدينة المحمدية، صباح الإثنين، أبوابه لاستقبال الراغبين في التبرع بالدم، استجابة للنداءات الداعية إلى توفير هذه المادة الحيوية لفائدة المصابين في الزلزال الذي ضرب، ليلة الجمعة، عدة مدن وقرى مغربية، وخلف أزيد من 2100 قتيل وأكثر من 2400 جريح، وفق حصيلة سابقة.
وكانت حملة التبرع بالدم بمدينة المحمدية انطلقت في الساعة التاسعة من صباح السبت، وعرفت إقبالا كبيرا من طرف سكان المدينة والمناطق المجاورة، حيث حجّ إلى مركز تشخيص وعلاج الأمراض المزمنة مئات المتطوعين من مختلف الفئات العمرية القادرة على التبرع بالدم والمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.
وأكد منظمو حملة التبرع بالدم أن اليوم الأول من المبادرة عرف تسجيل 652 متطوعا ومتطوعة (مدنيّون)، تبرع منهم 426 شخصا بالدم، دون احتساب المتبرعين المنتمين إلى الأمن الوطني والسلطة المحلية والقوات المساعدة الذين حجوا بأعداد غفيرة للمشاركة في هذه الحملة التطوعية، وجرى تسجيل المتبرعين منهم وفق برنامج خاص.
وبالنظر إلى الإقبال الكبير الذي سجله اليوم الأول من حملة التبرع بالدم، وعدم إمكانية تلبية رغبة جميع المتطوعين في يوم واحد، طلب الساهرون على إنجاح المبادرة من مئات الأشخاص العودة إلى المركز ابتداء من صباح الإثنين، من أجل تعزيز بنك الدم بالمزيد من الأكياس الكفيلة بإنقاذ أرواح المصابين في “زلزال الحوز”.
بشرى زهر، الكاتبة العامة لجمعية الأمل لمرضى السرطان بالمحمدية، قالت باسم الساهرين على تنظيم حملة التبرع بالدم إن “تنظيم القوافل وحملات التبرع بالدم يدخل ضمن إستراتيجية الجمعية التي ترمي إلى الاهتمام بصحة المريض بالسرطان، حيث تحرص عادة على تنظيم قافلة للتبرع بالدم كل شهر”.
وأضافت المتحدثة، في تصريح، أن “الحملة الحالية للتبرع بالدم تأتي في سياق الفاجعة والكارثة الطبيعية التي عرفها المغرب ليلة الجمعة، حيث سارعت جمعية الأمل بالمحمدية، كباقي الجمعيات المغربية، إلى تنظيم حملة للتبرع من أجل توفير احتياطي مهم من الدم لفائدة المصابين في المناطق المنكوبة”.
وأكدت بشرى زهر أن “الجمعية كباقي مكونات المجتمع المغربي حاولت الانخراط في هذا العمل الإنساني التضامني بتنظيم حملة للتبرع بالدم”، مع الإشارة إلى أن “الحملة لا تقف وراءها الجمعية فقط، بل تم التنظيم بتنسيق مع عمالة المحمدية، في شخص العامل، ومندوبية الصحة، وكافة فعاليات المجتمع المدني التي تستحق كل الشكر على انخراطها الدائم في المبادرات الإنسانية بشكل عام، وحملات التبرع بالدم بشكل خاص”.
وأوضحت الفاعلة الجمعوية ذاتها أن “المجتمع المدني المغربي يتميز بحس تضامني استثنائي، خاصة حين تدعو الضرورة الإنسانية إلى التجند والتآزر، وهو ما يفسّر الاتصالات المكثفة التي تلقتها الجمعية منذ الإعلان عن وقوع ضحايا في زلزال الحوز، من أجل مطالبتها بتعجيل موعد تنظيم الحملة التي كانت مبرمجة في منتصف الشهر الجاري”.
وجاء ضمن تصريح الكاتبة العامة لجمعية الأمل لمرضى السرطان بالمحمدية أن “الإقبال لم يسجل في صفوف الراغبين في التبرع بالدم فقط، بل إن عددا كبيرا جدا من السكان حجوا إلى المركز من أجل التبرع بدمائهم أولا، والمشاركة أيضا في عملية التنظيم، واستقبال المتطوعين، ومساعدة الأطقم الطبية في أداء مهامها…”.
وختمت بشرى زهر توضيحاتها بالإشارة إلى أنه “كان من المقرر إعطاء انطلاقة حملة التبرع بالدم صباح السبت، لكن تعذّر ذلك لأسباب لوجيستيكية، لذلك انطلقت صباح الأحد وستستمر طيلة الإثنين، وإذا اقتضى الحال سيتم التمديد، باستقبال المتطوعين يوم الثلاثاء أيضا”، مع التأكيد على أن “الحملة المبرمجة يومي 16 و17 شتنبر الجاري مازالت قائمة قرب مسجد القصبة بمدينة المحمدية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
جماعة طنجة تُعلن تبرعها بخمسة ملايين درهم لفائدة ضحايا زلزال الحوز