لندن ـ كاتيا حداد
كشفت أبحاث حديثة، أن الفطر السحري يمكن أن يعالج الاكتئاب بشكل فعال، دون "تخفيف" المشاعر مثل مضادات الاكتئاب، كما أنه مناسبًا للمرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة ولا يتحسنون بالأدوية، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وجدت الدراسة الجديدة، أن غالبية المرضى الذين تناولوا الفطر السحري خفضت لديهم أعراض الاكتئاب، كما يقول الخبراء أنه "علاج جيد للجروح النفسية العميقة".
واكتشف باحثون في كلية "إمبريال لندن"، أن مادة "سيلوسيبين"، التي توجد في الفطر السحري، تؤثر على الحالة النفسية للمرء وتعيد تشغيل الدماغ، وفقًا لوصف الأشخاص الذين شملتهم الدراسة. إذ أعطيت الـ "سيلوسيبين" لـ 20 مريضًا يعانون من الاكتئاب ولم تتجاوب حالاتهم مع العلاجات التقليدية سابقًا، على جرعتين: الأولى 10 ملغ وبعد أسبوع 25 ملغ.
ويقول الباحثون إن الفطر السحري، يمكن أن يحقق فوائد مماثلة لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية "مثبطات استرداد السيروتونين الاختيارية هي فئة من المركبات تستخدم عادة كمضادات اكتئاب في علاج الاكتئاب" – وتمكين المصابين من “إعادة الاتصال مع عواطفهم”.
ويعد الاكتئاب من أسوأ الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب على الأغلب الشباب وكبار السن مع اختلاف الأسباب وهو مرض شائع في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 300 مليون شخص ويعد السبب الرئيسي للإعاقة والموت، ويقول الدكتور لور روزمان، المشرف على الدراسة: إن "الفطر السحري قادرًا على معالجة الجروح النفسية العميقة، وأعتقد أنه من خلال التحقيق في آلياتها العصبية والنفسية، يمكننا أن نفهم سبب هذه الإمكانات"،
وكان فريق روزمان مهتمًا بشكل خاص بمنطقة الدماغ المعروفة باسم "اللوزة"، والتي ترتبط بالمعالجة العاطفية والكشف عن التهديدات، وقد ذكرت العديد من الدراسات أن الاكتئاب يرتبط مع ردود أكبر سلبية الحزن والخوف والعواطف على الوجوه، وقد خضع 20 مريضًا يعاني من الاكتئاب الرئيسي لجلستين علاج بمساعدة الفطر السحري وأعطي المشاركون في الدراسة فحص الدماغ قبل العلاج الأول وبعد الدورة الثانية. خلال عمليات المسح تم عرض صور للوجوه مع تعبيرات خائفة وسعيدة ومحايدة.
ووجدت دراسة سابقة من قبل بعض الباحثين أنفسهم أن الفطر السحري يعمل على "إعادة" تشكيل دوائر الدماغ التي تعاني من الاكتئاب، وقد أبلغ المرضى عن تحسينات استمرت لمدة تصل إلى خمسة أسابيع بعد العلاج، وأكد روزمان: "العلاج بمساعدة بسيلوسيبين قد يخفف الاكتئاب عن طريق زيادة الاتصال العاطفي، وهذا هو على عكس مضادات الاكتئاب الأخرى التي يتم انتقادها لأنها قد تصيب المرضى بالانهيار العاطفي العام"، ونشر البحث في مجلة "نيوروفارماكولوغي-Neuropharmacology" العلمية.