أبوظبي - المغرب اليوم
يضطرب النظام الغذائي، خلال شهر رمضان، مع تغير أوقات الأكل، وتناول الوجبات الغذائية الدسمة، التي تُعد على طاولة الإفطار، وحينها قد تفقدين السيطرة على نظامكِ الغذائي. لكن من الضروري الحفاظ على نظام غذائي متوازن، خلال هذه الفترة؛ لضمان صحة جيدة ومستويات طاقة كافية ورفاهية عامة، لذلك سنرشدكِ إلى كيفية التخطيط الدقيق، وإعداد وجبات صحية، خلال شهر رمضان المبارك.
والتغذية السليمة عنصر حيوي، خلال شهر رمضان المبارك، بفضل دورها في منع التعب والإرهاق، والحفاظ على الإنتاجية، وضمان عدم المساس بالصحة العامة، ويعد استهلاك مجموعة متنوعة من الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية (البروتينات، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن) أمراً بالغ الأهمية؛ لتزويد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية، التي يحتاجها ليعمل على النحو الأمثل.
كما أن ضمان الترطيب الكافي طوال اليوم يساعد الجسم، أيضًا، على الحفاظ على نفسه، وأداء الوظائف الأساسية، لذلك تساعد العناصر الغذائية التي يتم الحصول عليها من هذه المجموعات الغذائية في العديد من وظائف الجسم، مثل: إصلاح وبناء أنسجة الجسم، والحفاظ على نظام مناعة قوي. وعلى هذا النحو يصبح من الضروري التخطيط بعناية وإعداد الوجبات التي توفر التوازن بين هذه العناصر الغذائية الحيوية، ما يضمن تغذية جسمك بشكل جيد خلال فترة الصيام.
وتتمتع وجبة السحور بأهمية كبيرة، لأنها تمد الجسم بالطاقة اللازمة للحفاظ على نفسه طوال اليوم، ويُنصح بتضمين الكربوهيدرات المعقدة، مثل الحبوب الكاملة، والبروتينات مثل البيض أو اللحوم الخالية من الدهون، ومجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، كما يمكن أن تساعد الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان والأرز البني والعدس على الشعور بالشبع لفترات أطول، ما يمنع آلام الجوع أثناء ساعات الصيام.
وبالإضافة إلى الأطعمة الصلبة، يعد استهلاك الكثير من السوائل أمراً ضرورياً للبقاء رطباً، ويساعد دمج منتجات الألبان مثل الحليب أو الزبادي في وجبة السحور على زيادة مستويات الترطيب، ما يضمن حصول جسمكِ على كمية كافية من الماء؛ للقيام بوظائفه خلال اليوم.
ويجب التخطيط بعناية لوجبة الإفطار، وهي الوجبة التي يتم تناولها بعد غروب الشمس لكسر الصيام، لتجديد مستويات العناصر الغذائية في الجسم، كما يجب أن تكون هذه الوجبة عبارة عن مزيج من الكربوهيدرات البسيطة والمعقدة والبروتينات والدهون الصحية.
ويمكن للمرء أن يبدأ بتناول التمر والماء، لتجديد مستويات الطاقة والترطيب في الجسم بسرعة. ويجب أن تشمل الوجبة الرئيسية جزءًا من البروتين الخالي من الدهون (مثل: الدجاج والسمك) لاستعادة مخزون البروتين في الجسم، ومجموعة من الخضروات الملونة لتوفير الفيتامينات والمعادن الضرورية، وجزءاً صغيراً من الأرز أو الخبز لتوفير الطاقة، وفي الختام يفضل تضمين حصة من الفواكه الطازجة أو الزبادي للتحلية.
عندما يتعلق الأمر بخطة غذائية صحية في رمضان، فلا بد من معرفة بعض العادات، التي يمكن أن تعيق فوائد الصيام، والغرض منه.
1. الإفراط في تناول الطعام:
الإفراط في تناول الطعام هو أحد الأخطاء الأكثر شيوعاً عند الإفطار، فبعد تحمل ساعات من الجوع، يشعر المرء بالحاجة إلى التعويض الزائد عن طريق استهلاك كميات كبيرة من الطعام، وذلك قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات، مثل: عسر الهضم والانتفاخ وزيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى، ويستحب الإفطار على التمر والماء، ويتبع ذلك تناول وجبة معتدلة ومتوازنة، تمد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية دون إرباك الجهاز الهضمي.
2. استهلاك الكثير من السكر:
يميل الكثيرون من الناس إلى الإفطار بتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، بسبب مذاقها الجذاب، وتعزيز الطاقة الفورية، ويمكن أن تؤدي هذه الأنواع من الأطعمة إلى ارتفاع حاد وانخفاض لاحق في مستويات السكر بالدم، ما يؤدي إلى انهيار السكر.
وهذا يسبب التعب، والخمول، وحتى تقلب المزاج. وبدلاً من اللجوء إلى الأطعمة السكرية، من المفيد اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين والألياف، ويتم هضم هذه العناصر الغذائية بشكل أبطأ، وبالتالي توفر طاقة مستدامة، ما يجعلك تشعرين بالشبع والنشاط لفترة أطول.
3. تخطي السحور:
السحور وجبة ما قبل الفجر، التي يتم تناولها قبل بدء الصيام، وهي عنصر حاسم في الصيام. وعلى الرغم من أهميتها، فإن الكثيرين يتخطون هذه الوجبة بسبب ضيق الوقت، أو لأنهم لا يشعرون بالجوع في مثل هذه الساعة المبكرة. وتخطي وجبة السحور يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة طوال اليوم، ما يجعل الصيام أكثر صعوبة، ولضمان حصولك على الطاقة اللازمة طوال اليوم، من المهم تناول وجبة متوازنة على السحور، تحتوي على مزيج جيد من الكربوهيدرات المعقدة، والبروتين، والدهون الصحية.
4. قلة الترطب:
يعد البقاء رطباً بشكل كافٍ أمراً ضرورياً خلال شهر رمضان، لكنّ الكثيرين من الناس لا يشربون كمية كافية من الماء بين الإفطار (وجبة الإفطار) والسحور، وهذا يؤدي إلى الجفاف، الذي يظهر في أعراض، مثل: الصداع، والتعب، وجفاف الجلد.
ولمنع ذلك، من الضروري استهلاك الكثير من الماء خلال ساعات الليل، بهدف تناول ما لا يقل عن ثمانية أكواب موزعة طوال المساء وقبل الفجر.
5. استهلاك الأطعمة المصنعة:
الأطعمة المصنعة، على الرغم من أنها مريحة ولذيذة في كثير من الأحيان، فإنها عادة تكون غنية بالملح والدهون غير الصحية والمواد المضافة الاصطناعية، واستهلاك هذه الأطعمة عند الإفطار يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسمنة. وبدلاً من هذه الأطعمة المصنعة، اختاري الأطعمة الصحية والطبيعية مثل: الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، فهذه الأطعمة ليست أكثر صحة فحسب، بل هي أيضاً أكثر إرضاءً وإفادة لجسمكِ ومستويات الطاقة لديكِ.
6. الأكل بسرعة كبيرة:
بعد يوم كامل من الصيام، قد تكون هناك رغبة في تناول الطعام بسرعة هائلة، لكن تناول الطعام بسرعة كبيرة يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، حيث يستغرق الدماغ وقتاً لتسجيل مشاعر الشبع. وذلك يؤدي، أيضًا، إلى عسر الهضم وعدم الراحة. خذي الوقت الكافي للاستمتاع بوجبتكِ بشكل كامل، ومضغ كل قضمة جيداً، وإعطاء جسمك وقتاً كافياً للتكيف مع تناول الطعام.
7. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم:
غالباً، يؤدي تغيير جدول الأكل والنوم في شهر رمضان إلى الحرمان من النوم. ويمكن أن يكون لقلة النوم تأثير سلبي في صحتكِ البدنية، حيث تُضعف جهاز المناعة، كما يمكن أن تعيق القدرات العقلية، مثل: التركيز، واستقرار المزاج. ومن الضروري التأكد من حصولك على قدر كافٍ من النوم كل ليلة؛ للبقاء بصحة جيدة، ومنتبهة، وقادرة على المشاركة الكاملة في أنشطتكِ اليومية.
قد يهمك أيضــــاً:
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول