الرباط - المغرب اليوم
استضاف برنامج مدارات على أمواج الإذاعة الوطنية ليلة الثلاثاء 17 غشت 2020، الكاتب والباحث الأستاذ رضوان أحدادو، لمواكبة ذكرى 20 غشت المجيدة واستحضار صفحات من تضحيات المغاربة من أجل عودة المغفور له محمد الخامس من منفاه إلى عرشه.
وسلط معد البرنامج ومقدمه الزميل عبد الإله التهاني الضوء على جوانب أساسية من التاريخ الثقافي للحركة الوطنية، وأبرز من خلال النبش في ذاكرة الضيف، روافدها الفكرية والأدبية بالموازاة مع العمل السياسي للحركة الوطنية، والتي جسدت أدب وثقافة المقاومة من أجل استقلال المغرب.
أوضح ضيف مدارات الأستاذ رضوان أحدادو في بداية حديثه عن موضوع أدب المقاومة، بأن الحركة الوطنية في المغرب "كانت تربط جسور التواصل والفعل بين الشمال والجنوب"، وأكد بأن الحركة الوطنية في الشمال (المنطقة الخليفية) "لم تكن تشتغل في معزل عن الحركة الوطنية في الجنوب (المنطقة السلطانية) ". في هذا السياق يقول الباحث رضوان أحدادو "كانت الحركة الوطنية موحدة، وتجسد وحدة الوطن، ووحدة النضال والمقاومة".
و فتح ضيف مدارات صفحات مشرقة من كتاب الحركة الوطنية في شمال المغرب التي "اشتغلت بتنسيق مع الحركة الوطنية في جنوب المغرب من أجل الضغط لانتزاع إصلاحات مهمة".
وأوضح الكاتب والباحث أحدادو بأن الحركة الوطنية في الشمال قد "اهتمت بالتعليم الوطني، وأسست المدارس، والأندية، والجمعيات كواجهة عملية للتعبئة والفعل الثقافي.. وأعطت للإعلام نصيبه في أدب المقاومة من خلال ..إصدار المجلات والصحف" بالإضافة يقول نفس المتحدث بأن الحركة الوطنية قد "انصب عملها على محاربة كل مظاهر الفساد، ورموزه المعرقلة للتطور بشكل عام". لذلك شدد أحدادو على أن "منطقة الشمال شكلت ملاذا لأقطاب الحركة الوطنية لمواصلة النضال، وإغناء حقل المقاومة عبر كل الواجهات...السياسية والثقافية والإعلامية والفنية والأدبية..."
وبألق يتذكر رضوان أحدادو الأسماء الوازنة التي كانت استقطبتها صفحات صحف ومجلات الشمال للدفاع بالمقالة السياسية والكتابة في مختلف المواضيع والأجناس الأدبية كتعبيرات تعكس طموح أقلام الحركة الوطنية من أمثال "علال الفاسي، و عبد الخالق الطريس، عبد الله كنون، محمد داوود، التهامي الوزاني، محمد المكي الناصري، عباس محمود العقاد، بشارة الخوري، شكيب أرسلان..."
وعن أهداف المدرسة الوطنية في شمال المغرب أكد الكاتب رضوان أحدادو على أن "كل الأساتذة كانوا وطنيين متطوعين لخدمة الوطن، لأن الغرض من إنشاء المدارس كان هو مواجهة مناهج التعليم الرسمي الإسباني الذي يغيب ويطمس الهوية المغربية وكل ما هو مغربي... وكان الغرض كذلك هو بث الروح الوطنية في نفوس الناشئة بشتى الوسائل التعليمية". واستحضر ضيف مدارات باعتزاز محطة الاحتفال بعيد العرش التي و صفها بالقول: "عيد العرش كان من أهم المناسبات التي تفجر فيها المواهب الشبابية طاقاتها الإبداعية في مختلف صنوف ومناحي الإبداع "
صفحات تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب كما قدمها الباحث رضوان أحدادو شكلت مظاهر الحضور الأدبي والفكري، وتوزعت عبر عدة ميادين تعتبر جسرا سهلا للوصول بسرعة للمتلقي وتمرير رسائل الخطاب الوطني "الحركة الوطنية نسجت جسور التواصل والفعل بين الجنوب والشمال، في شتى الحقول والمجالات ولم تكن تقتصر على العمل السياسي لوحده، بل امتد التأطير والفعل الوطني إلى سلاح الثقافة والمعرفة من خلال توظيف الغناء والمسرح والموسيقى والشعر والمقالة الأدبية والقصة.." يؤكد ضيف مدارات
وعلاقة الشعر بأدب المقاومة قال الكاتب الأستاذ أحدادو "كان الشعر أكثر تداولا من جنس القصة، نعم الشعر كان حاضرا بقوة عند الرواد ". وذكر على سبيل المثال لا الحصر بـ " الحاج محمد بنونة، ومحمد الطنجي، و محمد داوود، و أحمد عبد السلام البقالي، و عبد الواحد أخريف. و محمد اللواح، محمد المختار العلوي، عبد الكريم الطبال، محمد البوعناني..."
و في سياق تشجيع البحث في ذاكرة أدب المقاومة وتاريخ منطقة الشمال اعتبر الأستاذ رضوان أحدادو بأن "المكتبة العامة للمحفوظات بتطوان تحتوي على وثائق هامة بالعربية والإسبانية.. و التاريخ الثقافي في منطقة الشمال يمثل تراثا كبير وغنيا بوثائقه و صوره ومخطوطاته، والعمل على هذا الكنز سيغير من النظرة للتاريخ.."
وقد يهمك ايضا:
التعاون السعودي ـ العراقي يُترجم في برامج عملية لترميم المواقع التاريخية