صنعاء ـ مصر اليوم
مدينة صنعاء القديمة الشهيرة بمبانيها المرتفعة الفريدة من نوعها والمشيدة من الطين اللبن وأسواقها والمسجلة ضمن قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أضحت مهددة بشكل حقيقي الآن. فقد ضمت الأمم المتحدة في العام 1986 صنعاء القديمة لقائمة مواقع التراث الإنساني العالمي في مسعى للحفاظ على الهندسة المعمارية التقليدية للمدينة، لكن يونسكو هددت في الآونة الأخيرة برفع المدينة من قائمة مواقع التراث إذا لم تبذل السلطات اليمنية مزيدا من الجهد لمنع إزالة المباني القديمة لبناء مبان حديثة بالخرسانة مكانها. وجاء التحذير أيضا مع استخدام السلطات للأسمنت أيضا في ترميم الكنوز المعمارية للمدينة القديمة في انتهاك لقواعد يونسكو. فيما كشفت نائب اللجنة الفنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة أمة الرزاق جحاف لـ "مصر اليوم"، في وقتٍ سابق، البدء في تطبيق خطة مرورية وصفتها بـ "الاستثنائية" ستغلق منافذ المدينة القديمة في وجه مادتي الحديد والأسمنت، للحد من أي استحداثات جديدة، وتنظيم حركة الباعة المتجولين، وحذرت جحاف من انهيار عدد من المباني القديمة في صنعاء بسبب تسرب المياه من شبكة مشروع المياه المتهالكة، مطالبة المؤسسة العامة للمياه في بلدها ببذل مزيد من الجهود لمراقبة الشبكة. وقال رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، ناجي ثوابه، إنه يتفهم الحاجة للحفاظ على تراث المدينة لكنه أضاف ان هناك معوقات تتعلق بالتمويل. وقال ثوابه "البيوت كلها منها ما يحتاج إلى صيانة ومنها ما يحتاج إلى ترميم، والجزئية البسيطة في حدود 20 % إلى 25 % يحتاج إلى إعادة تأهيل، طبعا إعادة التأهيل ليست مثل بناء مبنى جديد، فالمبنى الجديد يكلف قرابة الثلاثين ألف دولار، يبنى بالنمط نفسه، لكن هذا لأنه موروث عالمي يكلف أكثر من 150 ألف دولار، للبيت الواحد". وناشد ثوابه العالم توفير الدعم لإنقاذ المدينة القديمة مقترحا مشروعا لجمع التبرعات كأحد الحلول الممكنة. وعلى الرغم من أنها مأهولة منذ قرون فان مدينة صنعاء القديمة لا تزال تنبض بالحياة حيث تعج أزقة أسواقها بالنساء اللائي يرتدين ملابس سوداء تقليدية ويحملن متاعهن كما يلعب الأطفال في الأزقة وتقيم العائلات في بيوتها التي يتراوح ارتفاع كل منها بين ستة وسبعة طوابق. وحمل أحد سكان المدينة ويدعى أحمد الصديق الأمطار الغزيرة مسؤولية معظم الدمار الذي يلحق بمباني صنعاء القديمة التاريخية. وقال "صنعاء أصبحت الآن مهددة.. مهددة جدا خاصة أيام المطر، الآن في بيوت وقعت في الخريف السابق يعني لأنها تأثرت جدا (بالمطر)". وقال مسؤول محلي في صنعاء القديمة، يدعى سليم الهيمي إن السلطات اليمنية ستكثف جهودها للتيقن من حماية التراث المعماري في المدينة والحفاظ عليه. وأضاف الهيمي "يهمنا جدا مثلما يهم اليونسكو بقاء صنعاء ضمن التراث الثقافي العالمي صراحة. صنعاء ليست ملكنا .. ملك العالم ونحن نرجو من المجتمع الدولي ان ينظر بعين الاعتبار لما حدث في اليمن وأن يقدم العون والدعم. لا نريد أن يكون بيننا عوامل تهديد وما غير ذلك، نحن سنثبت للعالم أننا نعم وسوف نعمل ما نستطيع". لكن نائب وزير الثقافة هدى أبلان قالت إن تهديد يونسكو يتناقض مع الجهود التي بذلت على مدى سنوات للحفاظ على المدينة. وأضافت أبلان "نحن في وزارة الثقافة نأخذ بجدية مفرطة وأيضا نعتبر أن وصول هذا الإنذار هو مساس بكل العمل الثقافي والتاريخي الذي حظيت به مدينة صنعاء القديمة على مدار 30 عاما". وتطلعت اليمن في السنوات الأخيرة للسياحة كمصدر هام للعملة الصعبة، وعادة ما يزور اليمن مئات الآلاف السائحين الأجانب سنويا لمشاهدة المواقع التراثية والثقافية القديمة به. وعلى الرغم من ذلك يجاهد اليمن حاليا لجذب السائحين من الغرب وآسيا نظرا لحالة عدم الاستقرار التي تعمه وخطر المسلحين واعتداءات رجال القبائل.