الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الناشط الأمازيغي أحمد عصيد

الرباط - المغرب اليوم

جدل كبير رافق التصريح الذي أدلى به الناشط الأمازيغي أحمد عصيد، في منصات التواصل الاجتماعي، بشأن صوم رمضان في علاقته بفيروس "كورونا"، عندما تطرق إلى إمكانية تعرض الصائم لخطر إضعاف مناعته، وهو ما جعله يتعرض لموجة من الانتقادات الواسعة طيلة الأيام المنصرمة.وقال عصيد إن "جفاف الحلق قد يشكل خطرا على المواطن، لأن الفيروس يذهب إلى الجهاز التنفسي عوض الجهاز الهضمي، ما يستوجب ضرورة أن يبقى الحلق مبللا عبر شراب المواد السائلة كل ساعة أو نصف ساعة، لكن الخطاب الشعوذي جاء بالعكس".

ووقع عشرات المواطنين على عرائض مختلفة تدعو إلى متابعة الناشط الأمازيغي، تقول إحداها: "عصيد طالب المغاربة بإفطار رمضان دون سند علمي أو شرعي، مع العلم أن هناك هيئة هي الوحيدة المخول لها من طرف الملك الإفتاء في النوازل".

ودافع عشرات المغاربة عن عصيد، مبرزين أن الأمر يتعلق بـ"حملة يقودها أصحاب الفكر السلفي والإسلامي ضد المفكر التنويري"، لافتين إلى أن "ما قاله ورد على لسان العديد من الخبراء بخصوص شرب السوائل، لا سيما أن الفيروس لم تتضح معالمه بعد إلى حدود الساعة".

وقال الناشط الأمازيغي عادل أداسكو إنه "في حالة الوباء الخطير يستمع الناس إلى الأطباء وليس إلى الفقهاء"، مردفا: "الأولوية لصحة المواطنين، لأن الصيام يمكن تداركه في ما بعد، وما قاله عصيد جاء على لسان الأطباء لمرضى السكري أو غيره من الأمراض المزمنة".

وأضاف المتحدث ذاته: "الحملة التي تستهدف عصيد تطرح أمامنا الكثير من التحديات، أولها محاولة المتطرفين الدينيين الهيمنة على الساحة بإرهاب خصومهم، وكل من يعارضهم، ما سيمهد لهم الطريق لأن يواصلوا عملهم من أجل الاستيلاء على الدولة، وهو الحلم الذي يراودهم جميعا".

وتابع أداسكو: "التحدي الثاني هو مدى قدرة الحركة الأمازيغية على إيقاف هذا الهجوم المتطرف عند حدّه وتذكير المتطرفين بوجودهم في المغرب وليس في بلدان المشرق. بينما يكمن التحدي الثالث في قدرة الفاعلين المغاربة السياسيين والمدنيين على الحفاظ على مناخ الحوار السلمي عوض الانزلاق نحو الفتنة".

وخرج أحمد عصيد بتوضيح يخص الموضوع في صفحته على "فيسبوك"، قائلا: "تشن أطراف من التيار الإسلامي المتشدّد حملة ضدّ كاتب هذه السطور بسبب ما صرحتُ به من إمكان تعرض الصائم خلال شهر رمضان لخطر إضعاف مناعته في مواجهة الوباء، معتبرة ذلك تحريضا للمغاربة على عدم الصيام وعلى إبطال شعيرة دينية".

وأورد الناشط الحقوقي أن ما صرّح به "يتعلق بظرف محدّد غير عاد، وهو وجود وباء عالمي خطير يهدّد جميع بلدان المعمور ومنها المغرب"، وزاد: "ما اعتمدته في ذلك لم يكن اختلاقا شخصيا بل ما قيل ونشر في منابر أجنبية ووطنية عن ضرورة الوقاية باستعمال السوائل الساخنة طوال اليوم لتجنب جفاف الحلق، ومن ثمّ فاتهامي بالسعي إلى إبطال شعيرة دينية أو حكم تكليفي أمر باطل بإطلاق وغير وارد".

وأردف الناشط عينه: "جميع التدابير التي تتخذ في ظرف الوباء، كتأجيل العبادات والطقوس التعبدية الجماعية، مثل إغلاق المساجد ومنع صلاة التراويح والحج والعمرة أو التخوف من خطر الصيام، لا تعد إبطالا لتلك الشعائر الدينية أو تعطيلا لها كما اعتقد بعض المتطرفين، بل تدبيرا وقائيا ظرفيا لحماية أرواح وصحة المواطنين، لأن حفظ الحياة مقدم على حفظ الشعائر، كما أن السياق والحدث هما اللذان يحكمان تدابير الدولة والمجتمع معا".

وأوضح عصيد: "الموقف الذي عبرنا عنه يعارضه موقف آخر يعتبر أن الاحتياط في رمضان غير ضروري، وأن استعمال السوائل لا يقي من الوباء، ومن ثمّ يمكن الصيام بدون مخاطر. وهذا الخلاف بين الموقفين عرفته كل بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة الجزائر وتونس ومصر منذ أسبوع من هذا التاريخ، وقد تفاعل معه الأطباء ورجال الدين والمثقفون، وانتهى بقرار المؤسسات الرسمية إقرار الصيام، معتبرة أن التخوفات التي عبر عنها الطرف الآخر ليست مبررا للإفطار".

ولفت الناشط إلى أن "الرأي في صيام رمضان أو عدمه في ظل النقاش الدائر بين التيارين الحداثي والإسلامي هو للطبّ والعلم، والقرار للدولة بمؤسساتها"، خاتما: "كل ما قررته الدولة المغربية نعتبره تدبيرا وطنيا ينبغي أن يحترمه الجميع حتى ولو خالف القناعات الشخصية لهذا الطرف أو ذاك، وذلك كما هو شأن قرار الحجر الصحي الحالي والتدابير الأخرى المتخذة".

قد يهمك ايضا

مفتي مصري يبيح الإفطار في رمضان و يحلل الخمر

عصيد يطالب الاعتراف برأس السنة الأمازيغية عيدًا للمغاربة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الغلاف الأصلي لكتاب "هاري بوتر" يحطم الأرقام القياسية مبيعاً
المغرب ورومانيا يحتفلان بالإصدار الخاص لطابعين بريديين مٌشتركين احتفاء…
وزارة الثقافة المغربية تُوضح دفتر تحملات دعم المسرح لسنة…
مُباحثات بين المغرب والصين لتعزيز التعاون في المجال الثقافي…
وزارة الثقافة المغربية ونظيرتها الصينية توقعّان على البرنامج التنفيذي…

اخر الاخبار

الولايات المتحدة تُؤكد علي حق إسرائيل في الدفاع عن…
المدير العام للأمن الوطني في المغرب يُجري زيارة عمل…
رئيس مجلس النواب المغربي يُجري مباحثات في جوهانسبورغ مع…
الحكومة المغربية تُؤجل المصادقة على مشروع قانون دمج صندوق…

فن وموسيقى

احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار
منى زكي تُعبر عن سعادتها الكبيرة بترشيح فيلمها "رحلة…
سميرة سعيد تؤكد أن ألبوم قويني بيك من أحلى…
ظافر العابدين يبدء ثالث تجاربه في الإخراج بفيلم صوفيا…

أخبار النجوم

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
مي عمر تردّ على انتقادات عملها مع زوجها محمد…
شيرين عبد الوهاب تعلن تفاصيل جديدة عن أزمتها مع…

رياضة

هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
انتخاب عادل هالا رئيساً جديداً لنادي الرجاء الرياضي لمدة…
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
جدري القردة يُؤجل النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة…
"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد

الأخبار الأكثر قراءة

كيف تكتب رواية و دليل عملي من أصحاب الإختصاص…
هيئة الترفيه السعودية تُطلق جائزة القلم الذهبي للرواية