الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
معرض سيربنتين للفن المعاصر

لندن ـ كاتيا حداد

كشف هانز أولريش أوريست، المدير الفني لمعرض سيربنتين للفن المعاصر في لندن، أن الهندسة المعمارية هي ما تعطينا الأكسجين لنتنفس، ويستشهد بتصميمات المهندس المعماري الراحل سيدريك برايس، الذي أعاد "الأكسجين" -على حد وصفه- إلى حي مانهاتن في الولايات المتحدة. ويقول أوريست "أعتقد أن الأكسجين يتم تقديمه حقا في جناح معرض سيربنتين هذا العام، والذي صمم من قبل المهندس المعماري الفرنسي فرانسيس كيري".

واُختير فرانسيس كيري، كأول مهندس أفريقي، لتصميم جناح معرض "Serpentine" السنوي، وقد خطط كيري، لإنشاء هيكل تجريدي متأثرا بالقرى في وطنه "بوركينا فاسو". وكان كيري يهتم بالبناء منذ طفولته، حيث نشأ في بوركينا فاسو، وكان يساعد عمه في أعمال الترميم لاستعادة المباني الطينية التي تتدهور من الأمطار كل عام، ثم ذهب إلى برلين للدراسة، وانبهر بالهندسة المعمارية التي صممها "لودفيغ ميس فان دير روه"، وهو الأسم الأول الذي يأتي له عند سؤاله من هو ملهمك الأساسي.

ودرس كيري مبنى من تصميم "ميس فان دير روه" في برلين الشرقية، وأعجب كيف كان "قليلا ولكنه قوي جدا". كان يحب "عقلانية" المهندس المعماري. وقرر كيري جلب هذه الصفات إلى مسقط رأسه قرية غاندو، في بوركينا فاسو. وقال إنه يريد تطوير طرق البناء التي بشكل أفضل دون اللجوء إلى تقنيات مكلفة من الخرسانة المسلحة وتكييف الهواء التي يفضلها المستثمرين من الخارج. وفي موقع لم يكن لديه كهرباء، أو الوصول إلى آلات البناء الثقيلة، وقال انه اختار ذلك لتحسين الأساليب التقليدية.

وصمم وأثار تمويلا لمدرسة، بنيت من الأرض مع خليط من الخرسانة بنسبة 10٪، مع سقف معدني أعطى حماية من الشمس، وحماية الجدران من المطر. ويسمح التصميم لتبريد الهواء لتمريره عبر وحول المبنى. والغرض الأساسي من هذا البرنامج هو رفع معدل الالتحاق بالمدارس في بلد كان من بين أقل البلدان نموا في العالم، إذ كان الهدف منه هو التحاق 150 تلميذا، وبلغ عدد التلاميذ حتى الآن 1.000 تلميذ وكان المبنى أيضا فخما ومنظم بطريقة قد توافق لأعمال ميس.

وفاز المبنى بجائزة الآغا خان الدولية للعمارة في عام 2004 وساعد كيري على بناء سمعة عالمية. وتم تمديد المدرسة لبناء مكتبة. وقد تم تكليفه بتصميم مشاريع أكبر في أماكن أخرى في بوركينا فاسو وفي مالي المجاورة، ثم في الصين وموزامبيق وكينيا وتوجو والسودان وألمانيا وسويسرا. كما فاز بتصميم جناح معرض "Serpentine" السنوي بعد أن دعاه المعرض للمشاركة في مسابقة، التي حكم عليها المهندسون المعماريون البريطانيون ريتشارد روجرز وديفيد أدجاي. وفي افتتاح الجناح الأسبوع الماضي في لندن، تحدث كيري عن طريقة لصنع الأرضيات في بوركينا فاسو، حيث تقوم النساء بالرقص على الأرض حتى يتم ضغطها. 

ويشرف على تسليم المبنى شركة ايكوم للهندسة المعمارية والتصميم الاستشاري، وقال كيري "هذا هو واحد من أكثر البلدان تطورا في العالم"، "سألت نفسي، ماذا يمكنني أن أفعل في هذا المكان؟ لديهم كل شيء". وأضاف "تأملت تصميمات الـ 16 معماريًا الذين صمموا أجنحة المعرض بداية من زها حديد في عام 2000 كان ذلك عبئا ثقيلا جدا"، ثم جاءت له فكرة جعله نسخة معمارية من شجرة كبيرة في غاندو، حيث يمكن للناس أن تتجمع تحت الظل. وهيكلها هو مهرجان من المثلثات، مع الجدران المنحنية تحت سقف فروع البرتقال مع اللون الأزرق العميق التكميلي.

والتصميم كان لديه الكثير للقيام به مع الطقس، حيث أنه افتتح الجناح في درجات حرارة عالية في الأسبوع الماضي، لكنه سيستمر حتى 8 اكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما يتسبب في تغير في درجة الحرارة، التي يمكن أن تختلف كثيرا. وتنتشر مجموعة من القطع الرئيسية المصنوعة من الصلب لدعم مظلة الطبقات من الخشب والبولي الشفافة بمثابة مرشحات لأشعة الشمس. 

والجدران الزرقاء المنحنية توفر درجات من النسيم والحماية من الريح ومياه الأمطار، وهو ما يعتقد كيري أن البريطانيين يقدرون ذلك قليلا، وسينزلق من المظلة إلى الفراغ المركزي الذي شكل بين الدعم والسرعة والحجم، لجعل الشلالات البيضاوي الشكلية المؤقتة.

وقام باختيار الأزرق العميق، حيث أنه لون ترتديه في بوركينا فاسو في المناسبات الخاصة، عند الذهاب في موعد على سبيل المثال، أو في وقت آخر عندما "تذهب لتلبية حلمك". الجدران، مصنوعة من تجميعات الثلاثية مكدسة من أقسام الأخشاب البسيطة، ويهدف إلى أن يكون له نظرة من الغزل والنسيج.

وينظم كيري حاليا في برلين حيث يدير فريق من 12 شخصا، واستخدم كيري مهمته في أوروبا لدعم العمل في الوطن وبعضها أعمال بأجر رمزي أو تطوعية، ويقوم كيري بتصميم متاجر العلامات التجارية مثل Camper والمخططات التجارية في ألمانيا، كما يعمل في بناء المدارس والمراكز الصحية والمكتبات في الهند ومالي واليمن، فضلا عن الحرم الجامعي في كينيا وكذلك في القرية التي ولد فيها والد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ويعد مشروع "قرية أوبرا"  في لونغو بالقرب من واغادوغو أكثر مشاريعه طموحا، ويتردد كيري على المؤتمرات والمعارض الدولية باعتباره معماري أفريقي من طراز عالمي، وشارك كيري في معرض الأكاديمية الملكية عام 2014 وبينالي شيكاغو عام 2015 وبينالي فينيسيا العام الماضي حيث قدم مشروع ربما يصبح مشروع حياته، وهو مبنى لبرلمان وطني في بوركينا فاسو. 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق
الدكتورة هبة القواس تتحدث عن حفلها الفني الثقافي الخيري…
خطاط كسوة الكعبة المشرفة يحرز المركز الأول في ملتقى…
انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"
المستشارة هالة الطويل تُطالب "اليونسكو" بعدم التزامها الصمت وإدانة…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني…
هبة مجدي تكشف أسباب مشاركتها في الجزء الخامس من…
بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

رحيل شاعر الملحمة السوداني هاشم صديق
الدكتورة هبة القواس تتحدث عن حفلها الفني الثقافي الخيري…
خطاط كسوة الكعبة المشرفة يحرز المركز الأول في ملتقى…
انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"
المستشارة هالة الطويل تُطالب "اليونسكو" بعدم التزامها الصمت وإدانة…