الرباط - المغرب اليوم
شوط جديد من إعادة تنظيم الطائفة اليهودية المغربية، أعلنَ خطوطَه العريضة عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أمام الملك محمد السادس، في مجلس وزاري.وأعلن وزير الداخلية إحداث مجلس وطني للطائفة، في وقت كان دور التدبير منوطا بمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، الذي استمر سيرج بيرديغو على رأسه منذ عهد الملك الحسن الثاني.
كما أعلن لفتيت إحداث لجنة خاصة باليهود المغاربة القاطنين خارج المملكة، في وقت كان ينظم فيه أنشطة متعلقة بالمغاربة اليهود القاطنين بالمهجر مجلس الجالية المغربية بالخارج؛ وهي مبادرة ثمنها هذا الأخير، مبرزا دورها في تعزيز مشاركتهم في “الارتباط المكين بالهوية المغربية”، وتمكينهم من “خدمة قضايا وطنهم الأم والدفاع عن مصالحه العليا”.
كما أعلن الوزير تأسيس مؤسسة “الديانة اليهودية المغربية”؛ وهي مؤسسة رسمية يذكر أنها تضاف إلى “مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي”، ومؤسستين حديثتَي التأسيس (2019) هما “بيت دين” اليهود المغاربة ومركز الدراسات التلموذية “يشيفا شوفا”.
وغاب عن النقط التي عرضها وزير الداخلية الحديث عن انتخابات مجلس الطوائف اليهودية، التي أمر الملك محمد السادس باستئناف تحضيرها، في 2019، بعد توقف بلغ 50 سنة، وهي انتخابات خلقت جدلا في بعض صفوف الطائفة؛ لكن مصدرا مسؤولا قد أكد لـ هسبريس أنها كانت جزءا من المشاورات التي جمعت لفتيت بعدد من مسؤولي وأعضاء الطائفة اليهودية المغربية.
وقال بيان لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب إن “الطائفة اليهودية المغربية بالمغرب والعالم” قد تلقت بـ”عرفان عميق وفخر عظيم” مضامين بلاغ الديوان الملكي.
ووصف المجلس الوصي على شؤون الطائفة الإجراءات المعلنة لتنزيل إعادة التنظيم بـ”المتبصّرة”، مضيفا أنها تسمح بـ”تدبير فعّال ومتناغم للطوائف في مجموع التراب الوطني”.
كما أبرز المجلس ما تقدمه الإجراءات لـ”أعضاء جاليتنا من إطار يمكنهم من تقوية روابطهم بالمملكة، والانخراط بحماس في الدفاع عن القضايا الوطنية”.
وتمكن هذه التدابير، حسب المصدر ذاته، “تحت مظلة إمارة المؤمنين، من السهر لحفظ القيم المقدسة لليهودية المغربية، وإعادة تأهيل وتشجيع التراث الثقافي المادي وغير المادي للرافد العبري للحضارة المغربية الغنية”.
في انتظار التعليمات
وفي تصريحة حاليا في يد وزير الداخلية”، بعدما “كنا جزءا من المشاورات”.
وأضاف المصدر ذاته، في تصريح قال مصدر مسؤول من الطائفة اليهودية المغربية إن وزير الداخلية قد قدّم “الخطوط العريضة” خلال المجلس الوزاري بعد “الخطوط الكبرى التي رسمها جلالة الملك”. وتابع: “المسؤوليس، أن وزير الداخلية قد قدم “الخطوط العريضة” خلال المجلس الوزاري بعد “الخطوط الكبرى التي رسمها جلالة الملك”.
وتابع: “المسؤولية حاليا في يد وزير الداخلية”، بعدما “كنا جزءا من المشاورات”.وتفاءل المصدر بطريقة تدبير إعادة التنظيم هذه، قائلا إن “الأمور تسير بشكل جيد جدا”، قبل أن يزيد: “ننتظر تعليمات وزير الداخلية”.هذه التعليمات المنتظرة تهم، وفق المتحدث، “الانتخابات، والنقط الثلاث الأساسية” الواردة في بيان المجلس الوزاري.
وواصل المصرح: “ننتظر التعليمات حول كيفية إجراء الانتخابات”، علما أنه “قبل كوفيد (جائحة كورونا/2020) جرت المشاورات، في 2019، بعد الأمر الملكي بإطلاق الاستعداد للانتخابات، واستُؤنفت بعد ذلك”.
يذكر في هذا الإطار أن وزارة الداخلية قد عممت، في شهر أبريل من سنة 2019، بلاغا عن إعطاء الملك محمد السادس تعليماته لوزير الداخلية قصد تنظيم انتخابات الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية المغربية، التي لم تُجْرَ منذ عام 1969، وورد فيه ذكر أن الملك قد طالب وزير الداخلية بأن يحرص مستقبلا على ضمان احترام تجديد هذه الهيئات بشكل دوري، طبقا لمقتضيات ظهير 7 ماي 1945، المتعلق بإعادة تنظيم لِجَان الجماعات اليهودية.
وسبق أن أثار موضوع المعنيين بالاستشارة من أجل تنظيم الانتخابات جدلا داخل الطائفة، قبل استدراك الداخلية الأمر بإجراء استشارات موسعة.
ويذكر الظهير المتعلق بإعادة تنظيم لجان الجماعات الإسرائيلية (أي اليهودية) المغربية، الصادر في عام 1945، أن اختصاصاتها هي مساعدة الفقراء، وتدبير الأوقاف الإسرائيلية (Israélites:يهودية) إن اقتضى الحال، والسهر على تدبير الشؤون الدينية، وإبداء آراء في ذلك مؤيَدَة بأسبابها، وتقديم اقتراحات في جميع المسائل التي تهم جماعتَها.
وقد قدم وزير الداخلية، الأربعاء 13 يوليوز الجاري، عرضا أمام الملك محمد السادس حول التدابير المعدة لتنفيذ التعليمات الملكية المتعلقة بتنظيم الطائفة اليهودية المغربية.
وقال بلاغ للناطق الرسمي باسم القصر الملكي إن هذه التدابير تستمد روحها من “الأمانة العظمى، التي يتولاها جلالة الملك، أمير المؤمنين، الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية، لكل المغاربة على اختلاف عقائدهم الدينية، وتكريسا للرافد العبري كمكون للثقافة المغربية الغنية بتعدد روافدها”.
وذكر البلاغ ذاته أن المنظومة المرفوعة إلى نظر الملك أعدت بعد مشاورات موسعة مع ممثلي الطائفة اليهودية وشخصيات منتسبة إليها، وتهم إحداث “المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية” الذي من المرتقب أن يدبر “شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية وقيمها المغربية الأصيلة”، و”لجنة اليهود المغاربة بالخارج” التي “تعمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة”، و”مؤسسة الديانة اليهودية المغربية” التي أنيط بها “النهوض والاعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي والمحافظة على تقاليده وصيانة خصوصياته”.
قد يهمك أيضا
الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف أعضاء الطائفة اليهودية المغربية