الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الكردية بيجان ماتور والسورية مرام المصري شاعرتان لامعتان في هذا الجيل

دمشق - نور خوام

تعاني مدينة حلب السورية بسبب تعرضها لهجمات القنابل الروسية والمدفعية الحكومية والأسلحة الكيميائية، كما أن القوات التركية والمقاتلين الأكراد يقاتلون بعضهم بعضاَ بدلاً من قتالهم سويًا عدوهم المشترك وهو تنظيم "داعش". ولكن على الرغم من كل تلك الفوضى الموجودة في الشرق الأوسط، برزت قوى أخرى وهي الشعر والأدب. وتعد الكردية بيجان ماتور والسورية مرام المصري اثنين من ألمع الشاعرات في هذا الجيل بسبب أن كل منهما تكتبان بطريقة مختلفة تماماً عن الاخرى حيث تتحدث المصري بوضوح في شعرها عن هشاشة الحالة البشرية في المجتمع الوحشي، بينما يحتوي شعر ماتور على معانٍ اكثر غموضاً.


وقالت ماتور التي تواجه مشكلة حيث أن جميع اشعارها حتى الآن مكتوبة باللغة التركية وليست بالكردية:  "بالنسبة لي، لا استطيع الوصول إلى آفاقي الا من خلال كتابة الشعر". وأضافت: "لقد عشنا حياة سعيدة ولكن كنا دائماً محبوسين، كنت اعرف ذلك عندما كنت طفلة. أنا كردية، وأنت تعلم أن الآخرين لا يحترمون الأرض التي وُلدت بها مثلك".

وقالت ماتور، التي ولدت في عام 1968 في مدينة "مرعش" التركية، إنه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان يتم قمع كل الأكراد العلويين مثل أسرتها الذين يُعاملون كأعداء للدولة، مشيرة إلى أنه لا يوجد أحد يشعر بالأمان في تركيا بسبب أن الموالين للنظام يهاجمون المجتمعات الكردية.

وأثناء اضطهاد صدام حسين للاكراد على حدود العراق في ثمانينات القرن الماضي، تم الاشتباه ببعض الطلبة الأكراد واعتقالهم وكانت من بينهم ماتور التي تم الحكم عليها بالسجن لمدة عام. اوضحت ماتور أنها بدأت مشوارها مع الشعر اثناء تواجدها السجن حيث بدأت في تأليف الشعر وكتابته من أجل أن تساعد نفسها على البقاء على قيد الحياة في السجن المظلم.
 
ونشرت ماتور كتابها الأول في عام 1996، وبعدها فازت بالعديد من الجوائز الأدبية. "أنا لا استخدم لغة سياسية، ولكن شعري سياسي جداً فانا اسأل لماذا نحن موجودون؟ وما هو الغرض من وجودنا؟ وعند مرحلة معينة، تصبح هذه الاسئلة حتماً مسائل سياسية أيضاً"، قالت ماتور.

ومع استمرار الاوضاع السيئة في حلب، قالت مرام المصري: "حلب هي الانتقام النهائي ضد المدينة التي كانت مهد الثورة السلمية حيث تشهد الآن إبادة جماعية ضد جميع الناس الذين لم يهربوا منها". واوضحت: "يقولون أن الشعر يعد سلاح ولكنني لا أعتقد ذلك، لماذا يجب أن تكون القصائد أسلحة؟ إذا كانت كذلك فهى ببساطة تعيدنا الى ساحة الحرب. ينبغي أن يكون الشعر مضاداً للأسلحة ووسيلة لمحاربتها."

وقالت المصري: أحلم بالحرب اثناء نومي على الرغم من انني لست هناك، ولكن عائلتي وأصدقائي هناك في سورية والأهم من ذلك أن شعبي هناك". واضافت: "قبل الحرب كانت المرأة التي بداخلي هى مصدر إلهامي، ولكن بعد الحرب أصبحت هشة وأنا دفعت ثمن ذلك. كان هذا الأمر مثل الوقوف عارية أمام الناس. لقد استخدم محامي زوجي قصائدي في قضية الطلاق المرفوعة ضدي. لقد اتفق القاضي معه أن شعري كان غير متوافق مع الزواج".

ويُعد شعر مرام المصري معقداً ومختلفاً، فهو شعر يعبر عن المغتربين وأولئك الذين ليسوا متواجدين في اوطانهم ويعيشون في طي النسيان. وتقول في احدى قصائدها: "نحن المغتربين .. نعيش على حبات المهدئات .. وطننا أصبح الفيسبوك.. ننام حاضنين هواتفنا الخلوية وعلى ضوء الشاشة نغفو حزناً ونفيق أملاً"،.

وُلدت المصري في مدينة اللاذقية بسوريا، حيث نشأت في ما وصفته بمفترق الطرق بين جذورها العربية والثقافة الغربية. كانت المصري تحب القراءة والكتابة منذ الصغر ولهذا قررت دراسة الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق. وبدأت المصري بنشر شعرها في المجلات العربية خلال سبعينيات القرن الماضي، ولكن خلال فترة الثمانينيات انتقلت إلى فرنسا لتعيش متنقلة بينها وبين وطنها الأم. وفي عام 1997، نشرت المصري ديوان يسمى "كرزة حمراء على بلاط أبيض".

وفي عام 2012، نشرت مرام المصري ديوان بعنوان "تمضي عاريةً إلى الحرية" والذي يعد واحداً من اعظم المجموعات الخاصة بشعر الحرب. فازت الشاعرة السورية بثماني جوائز ادبية بما في ذلك جائزة "دانتي أليغييري" وجائزة "أدونيس" المسماة باسم الشاعر الأكثر شهرة في العالم العربي، بالاضافة لوجود تحركات في باريس من أجل ترشيحها لجائزة نوبل.
 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الثقافة المغربي يُشارك بالمؤتمر الوزاري التحضيري لقمة الفرنكوفونية…
إنطلاق حفل أَقرأ الختامي وتتويج الفائزين بلقب قارئ العالم…
مراكش تستضيف المؤتمر العالمي لمنظمة مدن التراث العالمي لعام…
حفل اشهار كتاب "السهل الممتنع" للكاتب الأردني علي القيسي
مهرجان "همسة للفنون" يُكرّم عمار بركات عن مشاركته في…

اخر الاخبار

الصحراء المغربية سانت لوسيا تجدد دعمها للوحدة الترابية للمغرب
انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول…
إنشاء ثاني أكبر محطة لتحلية المياه البحر في مدينة…
ملك المغرب يؤكد أن هناك من يستغل قضية الصحراء…

فن وموسيقى

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تعود إلى الغناء بعد غياب طويل…
حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
أحمد السعدني يحلّ أزمة أمينة خليل في رمضان

رياضة

المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…
محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة

مراكش تستضيف المؤتمر العالمي لمنظمة مدن التراث العالمي لعام…
حفل اشهار كتاب "السهل الممتنع" للكاتب الأردني علي القيسي
مهرجان "همسة للفنون" يُكرّم عمار بركات عن مشاركته في…
الموت يغيب الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني أحد أبرز…
أسامة الرحباني يؤكد أن المسرح منبر ثقافي مهم لكل…