لندن ـ سليم كرم
استخدم العلماء نظام المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، لإنشاء نسخة رقمية دقيقة من مومياء الطفلة البالغة من العمر 5 سنوات من مصر والمحنّطة منذ 2000 عام، وكشف كيف تبدو المومياء من الخارج والداخل، حسث تبيّن أنّ الرفات يعود إلى فتاة يتراوح عمرها بين 4.5 و 6 سنوات، ومن المحتمل أن تكون قد ماتت بسبب الزحار أو التهاب السحايا.
وجمع الباحثون من شركة "Artec 3D"، المسح ثلاثي الأبعاد، والتصوير المقطعي المُحوسب، لمسح مومياء الطفلة المصرية المحنطة، والتي أطلق عليها "شريت"، وهي تعني بالمصرية القديمة "الطفلة الصغيرة"، وأفاد المدير التنفيذي لمتحف روزيكروشيان المصري في سان خوسيه، حيث يتم عرض المومياء، جولي سكوت، بأنّه "بالنسبة لنا، تكمن قيمة هذا المشروع هو أحياء قصة هذه الفتاة الصغيرة. جاءت إلى متحفنا في الثلاثينيات، ومع ذلك كنا نعرف القليل جدا عنها. لقد أردنا أن نجد وسيلة لمعرفة المزيد عنها دون الإضرار بلفائف المومياء."
وخضعت شريت، في عام 2005، إلى المسح المقطعي، مما سمح للباحثين بتحديد عمرها وحالتها الصحية. وتشير الفحوصات إلى أن الفتاة كانت يتراوح عمرها بين أربع سنوات ونصف وست سنوات عندما توفيت إما بسبب مرض الزحار أو التهاب السحايا. وبعد وفاتها، كان جسدها ملفوفا بالكتان ومغطاة بأقراط مستديرة، وتميمة وقلادة رومانية - مما يشير إلى أنها جاءت من عائلة ثرية، وقد تم دمج الأشعة المقطعية الآن مع المسح ثلاثي الأبعاد عالي الدقة، لتوفير صورة ثلاثية الأبعاد بالألوان الكاملة للمومياء.
وقالت الباحثة التي فحصت المومياء آنا غالدينا "كانت هذه المومياء سهلة جدا لمسحها لأنها تتسم بالهندسة المعقدة، والمتنوعة، والملمس غير المتكرر، وتشوهات السطح الطبيعية، الصعوبة الطفيفة الوحيدة التي واجهتها كان طلب المتحف بعدم حمل الماسح الضوئي فوق المومياء. ولعل هذا حد من نطاق الزوايا التي يمكن أن أصورها، ولكن بفضل براعة الماسح الضوئي لم يكن ذلك مشكلة كبيرة"، وأعُطيت السيدة غالدينا 30 دقيقة لاستكمال الفحص، ولكنه استغرق 10 دقائق فقط في النهاية، وقالت إنّه "قررت بعد ذلك القيام بعدد قليل من عمليات المسح الإضافية، لقد استخدمت الوقت المتبقي لمضاعفة التحقق في إذا ما قمت بتصوير كل الشقوق والتجاويف".