الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
الروائي الشاب ميسرة الهادي

القاهرة - أحمد سامي

كشف الروائي الشاب ميسرة الهادي، صاحب رواية "النحت في صخور الألماس" الفائزة بجائزة "دبي" الثقافية للإبداع، عن انتهائه من رواية "مراثي الدمى" التي تتحدث عن احتلال العراق، مشيرًا إلى أنها ستُطرح قريبًا.

وأعرب الهادي في حوار مع "المغرب اليوم"، عن سعادته بحصول روايته على المركز الأول على مستوى الوطن العربي، مشيرًا إلى أنَّ أكثر ما أسعده أنَّ لجنة التحكيم كان يرأسها الروائي الكبير واسيني الأعرج، قائلًا "لهو أمر يجعلني فخورًا وراضيًا إلى حد كبير".

وأكد أنَّه "عندما أكتب كتابًا لا أنتظر منه شيئًا سوى أن يحدث تغييرًا في العالم، أن يغير إنسانًا واحدًا على الأقل، هذا فقط كل ما أرجوه ولا أعلم إن كنت سأراه يتحقق أم لا"، موضحًا أنَّ المثقف العربي يحتاج إلى أن يكون حرًا كي يقود الفكر البناء.

وأضاف "عليه أيضًا أن يحرر عقله كي يتقبل الآخر، لاسيما أنَّ قبوله الآخر أول خطوات الفكر البناء، مهما اختلف هذا الآخر معه، كما أنَّ قبولك للآخر يعني أنك ستسمعه وستقرؤه وستأخذ منه وترد، وأنَّ هذا الإطلاع على فكر الآخر هو أول خطوات بناء فكرك الخاص".

وانتقد الهادي، الوضع الحالي للمفكر العربي، مبرزًا أنَّه "يتخذ أيدلوجية ويدافع عنها باستماتة ويتشرب فكرها ويتحدث عنها كأنها الحل المقدس لكل أزمات البشر، حتى لو لم يؤمن بها صانعوها أنفسهم مثل هذا الإيمان!، على سبيل المثال داروين بعدما أنهى نظريته قال إنه لم يصل إلى شيء وإنه فقط كان يحاول، لكنه لم يتأكد من أي شيء، بينما المثقف العربي حاليًا ينطبق عليه قول ابن سينا: بُلينا بقومٍ يحسبون أن الله لم يهدِ سواهم، وهذا القول حتى ينطبق والله على المثقف الملحد العربي نفسه!".

وأشار إلى أنَّ علاقة المثقف بالسلطة تلخصها الرواية العبقرية "عو" للفلسطيني إبراهيم نصر الله، قائلًا "من لم يقرأ هذه الرواية ينقصه شيء لن يكتمل إلا به"، مضيفًا "علاقة المثقف بالسلطة هي علاقة السلطة الرقابية من وجهة نظري، دور المثقف هو أن يكون رقيبًا صارمًا على السلطة، فإن حادت يمينًا أو يسارًا كان قلمه لها بالمرصاد، لهذا تجد السلطة دائمًا تستميل أقلامًا أحبارها رخيصة كي تحارب بها الأقلام الحادة الواضحة الصارمة".

وأوضح الهادي، أنَّ السلطة الحاكمة "أي سلطة" دائمًا تبحث عن تعزيز لوجودها، عن قاعدة تعترف بشرعيتها، ولا شيء أكثر تأثيرًا في الناس من المثقف، لذا السلطة دائمًا تحاول شراء المثقف، ليس لثقافته ولكن فقط لتكتسب منه مزيدًا من الشرعية والتبرير لسرقاتها وجرائمها، أو كما عبر "نصر الله" في روايته: هي فقط تريد كلبًا يعوي حارسًا على بابها وحاميًا لها، وإذا حاول أن يذهب يمينًا أو يسارًا تنقلب عليه السلطة في لحظة وتستبدل به غيره، فهو بالنسبة إليها مجرد وسيلة لا أكثر، وهناك أمثلة كثيرة للمثقفين الذين استمالتهم السلطة، وهناك أمثلة أقل للمثقفين الذين حاربوا السلطة ولنا مثلًا في نجيب سرور وصلاح جاهين عبرة.

وعن رؤيته لمستقبل الأدب العربي استدرك، "إذا بقي الوضع كما هو عليه الآن، فالأدب العربي إلى زوال قريب، نحن في تراجيديا أتعس من تراجيديا شكسبير، هل شاهدت معرض الكتاب الأخير؟ أنا صدمت من كل أسماء الروايات الأجنبية هذه، إذا كان هذا جيل الشباب، جيل الثورة، فماذا تنتظر؟ الأدب العربي أولًا عليه أن يهدم كل هذه الأصنام القديمة الموضوعة الآن على رأسه، وثانيًا أن يذهب إلى العالم هو، لا ينتظر أن يأتي إليه أحد، نقول لماذا لا ينال عربي نوبل بعد محفوظ؟ وماذا يترجم من العربية إلى العالم؟ الفيل الأزرق مثلا؟".

وعبَّر الهادي، عن استيائه للحال التي وصلت إليها اللغة العربية في المنابر الإعلامية المختلفة، وأشار إلى أنَّه قليل جدًا عدد الإعلاميين الجادين الذين يتحدثون بفصحى جيدة، وأنَّه لا إعلام عربي حقيقي إلا باستثناءات قليلة جدًا وقابلة للنقاش".

وأعرب عن إيمانه بأنَّ حامي اللغة الحقيقي هو الأدب، ورغم أنَّ هناك أدباء عرب حاليًا لغتهم جديرة بالاحترام، إلا أنهم ربما لا يكملون أصابع اليدين، وأضاف "حاليًا أنا لدي إشكالية كبيرة مع اللغة، وأبحث في علاقة اللغة بالعلم تحديدًا، بمعنى آخر هل اللغة مخادعة حقًا؟ هل هي تستطيع أن تعبر عما يجول في أنفسنا؟ هل تستطيع مواكبة العلم؟ أم أنَّ اللغة لا تستطيع أن تكون بناءً قائمًا لذاتها".

وأشار إلى رأي الكاتب الروائي الكبير يحيى حقي في اللغة العربية الذي أكد فيه أنَّ العودة إلى اللغة السليمة هو أول طرق النهضة، وكان من الذين حاربوا اللغة العامية ودعا إلى استخدام الفصحى السهلة، في زمن كان فيه العقاد وطه حسين ومحفوظ وغيرهم، وأشار إلى وجود مجموعة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اسمهم "بالعربي"، ويعملون على إحياء الفصحى بعمل مسابقات تفاعلية لطيفة جدًا، وهناك أيضًا كتاب اسمه "المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم، وهذا الكتاب بحر شاسع في اللغة".

وأبرز هادي، أنَّه لا يؤمن بالأدب التنظيري أو الأكاديمي، لأنه لا يحب قولبة الأدب في أشكال محددةوأنَّ الإبداع في الحقيقة لا معيار له، موضحًا أنَّ هناك كتابًا صنعوا أشكالًا جديدة من السرد كجويس وكافكا وفوكنر وغيرهم، وهؤلاء عانوا من "المعايير" ثم أدرك العالم إبداعهم الذي دام وانقرضت هذه المعايير، والأديب هو من يصنع المعيار،  وتساءل "كيف تضع معايير لتقييم شيء مراوغ وعنيد أنت أصلا لا تملك تحديده؟".

وشدَّد على أنَّ هناك شيئًا واحدًا يؤمن به وهو "الذوق الأدبي"، ورغم أنَّه "رُبَّ حُسنٍ عند زيد هو قبحٌ عند بكر، إلا أنَّه لا يوجد اختلاف مثلًا في إسفاف السبكي وهذه النوعية من الأدب يسميها "أدب السبكي".
واختتم حديثه، "لا نختلف أيضًا في أنَّ ديستوفيسكي كاتب عبقري، وهكذا فإنَّ هناك قاعدة عامة مشتركة لا تقولب الأدب وتقبل بالتجديد والحداثة لكنها أيضًا تملك ذوقًا أدبيًا حقيقيًا، المهم في الإبداع في النهاية أنَّ يخدم الإنسانية، هذا هو المعيار الحقيقي".       

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر…
وزير الثقافة المغربي يُشارك بالمؤتمر الوزاري التحضيري لقمة الفرنكوفونية…
إنطلاق حفل أَقرأ الختامي وتتويج الفائزين بلقب قارئ العالم…
مراكش تستضيف المؤتمر العالمي لمنظمة مدن التراث العالمي لعام…
حفل اشهار كتاب "السهل الممتنع" للكاتب الأردني علي القيسي

اخر الاخبار

إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي للنقل "غير القانوني"…
رئيس الحكومة المغربي والشيخة المياسة يفتتحان منتدى الأعمال القطري…
إرسال دفعة إضافية من المساعدات المغربية إلى مدينة فالنسيا…

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الثقافة المغربي يُشارك بالمؤتمر الوزاري التحضيري لقمة الفرنكوفونية…
إنطلاق حفل أَقرأ الختامي وتتويج الفائزين بلقب قارئ العالم…
مراكش تستضيف المؤتمر العالمي لمنظمة مدن التراث العالمي لعام…
حفل اشهار كتاب "السهل الممتنع" للكاتب الأردني علي القيسي
مهرجان "همسة للفنون" يُكرّم عمار بركات عن مشاركته في…