باريس ـ مارينا منصف
أعلن الوزير اللبناني السابق غسان سلامة استقالته بعد خمس سنوات أمضاها عميدًا لـ "معهد الشؤون الدولية" في باريس، الجمعة.
وكان سلامة، وهو أيضًا مبعوث دولي سابق الى العراق، أسس المعهد عام 2010 وأداره وجعل منه خلال سنوات أكبرَ معهد من نوعه في العالم يخرج سنويًا نحو 650 طالب، يأتون إليه من نحو 120 دولة لينالوا شهادة"ماجستير" في مختلف مجالات الشؤون الدولية، كالسياسات الاقتصادية والصحة العامة والطاقة والأمن وحقوق الإنسان والبيئة والتنمية والعلوم السكانية. كما ضم المعهد سبع برامج خاصة بالدراسات الإقليمية عن مختلف مناطق العالم، من بينها برنامج خاص بالدراسات العربية والإسلامية.
واستقطب المعهد، الى جانب الكادر التعليمي العالي المستوى، عدداً من الشخصيات العاملة في المجال العام، والتي ارتأت إشراك طلابه بتجربتها العملية الثرية، ومن بينها الأخضر الإبراهيمي الأمين العام المساعد سابقاً للجامعة العربية (ومبعوث الأمم المتحدة)، وميغيل أنخل موراتينوس وهوبير فيدرين، وزيرا الخارجية السابقان في كل من إسبانيا وفرنسا، وهاورد ديفيس الرئيس السابق لمعهد الدراسات الاقتصادية في لندن (لندن سكول أوف إيكونوميكس)، إضافة إلى رئيس مصرف "رويال بنك أوف سكوتلاند" والعالم المعروف في مجال اقتصاد التنمية، بول كوليير، ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي السابق، إنريكو ليتا، والمفوض الأممي لمبادرة "الحق بالغذاء" أوليفيه دو سكوتر وغيرهم.
وتحول المعهد خلال سنوات قليلة الى منبر للحوار في الشؤون الدولية من خلال مؤتمرات علمية واسعة، عن النزاعات الأفريقية والحد من الإسراف باستعمال حق النقض في مجلس الأمن وتحولات العالم العربي ومفاوضات التغير المناخي. وحاضر في أرجائه عدد كبير من الشخصيات الزائرة، منهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسلفه كوفي أنان والمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ورئيس غينيا ألفا كوندي ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
كما تمكن المعهد من توقيع عدد من الاتفاقات مع جامعات بارزة في العالم تبادل معها المدرسين والطلاب مثل جامعتي "كولومبيا" و"جورجتاون" وجامعة بكين ومعهد لي كوان يو في سنغافورة ومعهد الدراسات الاقتصادية في كل من لندن واستوكهولم.
وفي رسالة مؤثرة، شكر سلامة الجهاز التدريسي والإداري الذي عاونه في تحقيق هذا الإنجاز، كما شكر الطلاب للثقة التي أولوها للمعهد تهيئة لمستقبلهم المهني.
ويتوقع أن يعلن عن اسم من سيخلف سلامة خلال أسبوع أو أسبوعين، فيما اكتفى الوزير والمبعوث الدولي السابق بالقول إنه يرحب بخلف له ملء الثقة بقدراته على المحافظة على المركز المرموق الذي تمكن المعهد من الفوز به خلال سنوات قليلة وعلى دفعه نحو إنجازات جديدة.