إسلام آباد ـ أ.ف.ب
قتل مسلحون في اسلام اباد ناصر الدين حقاني الذي يعد مسؤول جمع الاموال في شبكة حقاني التي تحمل اسم والده وتعتبر واحدة من اخطر الحركات التي تهدد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان، بحسب ما اعلن مسؤولون الاثنين. وقال هؤلاء المسؤولون لوكالة فرانس برس ان مسلحين مجهولين هاجموا ناصر الدين حقاني احد ابناء جلال الدين حقاني مؤسس هذه الشبكة، امام مخبز في بارا كاهو احدى ضواحي اسلام اباد. وقال مصدر في حركة طالبان لوكالة فرانس برس "استطيع ان أؤكد أن ناصر الدين حقاني (36 عاما) قتل باطلاق النار عليه في منطقة بارا كاهو ليل الاحد الاثنين. وفتح اربعة مسلحين على الاقل النار عليه". واضاف انه تم نقل جثة حقاني الى ميرانشاه البلدة الرئيسية في شمال وزيرستان ومعقل شبكة حقاني، لدفنه. ويعد ناصر الدين حقاني مسؤولا عن هجمات مروعة ضد اهداف للحكومة الافغانية والحلف الاطلسي في افغانستان، اضافة الى عمليات الخطف والقتل. وجلال الدين حقاني في اواخر السبعينات من العمر ويعاني من وهن الشيخوخة. وانتقل مقعده في مجلس القيادة في طالبان الافغانية الى نجله سراج الدين الذي يدير العناصر المقاتلة في الشبكة والبالغ عددهم 2000 شخص على الاقل. وياتي مقتل ناصر الدين حقاني بعد اسبوع من مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود في غارة جوية بطائرة بدون طيار في منطقة شمال وزيرستان القبلية. وتعتبر واشطن عائلة حقاني مسؤولة عن عدد من اعنف الهجمات في افغانستان ومن بينها حصار السفارة الاميركية في 2011 والهجوم على عناصر وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) في 2009. واثار وجود رجل اسمه مدرج على لائحة الولايات المتحدة للارهاب في احدى ضواحي العاصمة الباكستانية، تساؤلات. وقال احد لجيران حجي ناصر لفرانس برس "قال لنا انه بائع سيارات". واضاف "لم نكن نعرف ان قائدا بهذه الاهمية يقيم في حينا مع عائلته". واكد محمد فيصل الذي يملك محلا تجاريا في السوق "كنت جالسا في محلي عندما اطلق مسلحون على دراجة نارية النار على رجل طويل ملتح كان يشتري خبزا". واكد متحدث باسم طالبان الباكستانية مقتل حقاني متوعدا بالانتقام ومتهما الاستخبارات الباكستانية بالتورط في قتله. واتهمت حركة طالبان الباكستانية التي اعلنت ولاءها لطالبان افغانستان، الاستخبارات الباكستانية بتصفية ناصر الدين حقاني بسبب قربه من حكيم الله محسود القائد المحلي الذي قتل في غارة لطائرة اميركية بدون طيار قبل عشرة ايام. وقال شهيد الله شهيد لفرانس برس ان "ناصر الدين قتل بسبب دعمه لحكيم الله محسود. هناك اتفاق بين باكستان والولايات المتحدة. الولايات المتحدة قتلت حكيم الله والباكستانيون قتلوا نصير الدين حقاني". لكن مسؤولا في الاستخبارات الافغانية رأى ان حقاني "قتل في اسلام اباد بالقرب من منزله بسبب نزاعات داخلية". الا ان هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لم يوضح طبيعة هذه الخلافات. ووضعت الولايات المتحدة شبكة حقاني على القائمة السوداء للمنظمات الارهابية في ايلول/سبتمبر 2012، وقال البنتاغون ان الجماعة تمثل "تهديدا كبيرا" على الامن القومي. واتبعت الامم المتحدة ذلك بفرض عقوبات دولية على الشبكة بعد ذلك بشهرين، وقالت ان الحركة مرتبطة بتنظيم القاعدة وبحركة اوزبكستان الاسلامية وبمجموعات مسلحة في باكستان من بينها حركة طالبان الباكستانية. وتسببت شبكة حقاني بتوتر في العلاقات بين واشنطن واسلام اباد، حيث وصف قائد الجيش الاميركي السابق الاميرال مايك مولن الشبكة في 2011 بانها "الذارع الحقيقية" للاستخبارات الباكستانية. وجلال الدين حقاني هو مؤسس شبكة حقاني وهو زعيم ميلشيا افغاني منضبط كان يحظى بتمويل من الولايات المتحدة لمحاربة القوات السوفياتية في افغانستان في ثمانينات القرن الماضي. ويعيش الان مع عائلته في باكستان. وفي الثمانينات كان جلال الدين مقربا من الاستخبارات الباكستانية والاميركية. وتحالف مع طالبان بعد ان تولوا السلطة في كابول في 1996 حيث عمل وزيرا في الحكومة تحت حكم القائد الاعلى الملا عمر. وعندما غزت القوات الاميركية افغانستان عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، لجأ حقاني الى شمال وزيرستان واصبح واحدا من القادة الذين يحاربون القوات الاميركية من مقره في مناطق باكستان الحدودية. وتعتبر شبكة حقاني الاكثر قدرة عسكريا بين فصائل طالبان، وتعمل بشكل منفصل عنها الا انها لا تزال موالية للملا عمر. وترفض طالبا عرض حوار مباشر مع الرئيس حميد كرزاي وتعارض بقاء قوات اجنبية في افغانستان بعد انسحاب 87 الف جندي في الحلف الاطلسي مقر نهاية 2014. وقد حذرت اليوم من انها تعتبر المشاركين في اجتماع المجلس التقليدي الكبير (لويا جيرغا) الذي سيجتمع في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر "اهدافا" اذا ايدوا الابقاء على وجود عسكري اميركي في البلاد بعد 2014. وقال المتمردون في بيان ان طالبان "ستعتبر كل المشاركين (في هذا المجلس) خونة واهدافا" اذا اقر الاتفاق بين كابول وواشنطن.