الرباط ـ المغرب اليوم
كشف تقرير جديد لمركز “الاستشارات الأميركية SOUFAN”، لشهر أكتوبر الجاري، أن عدد العائدين من المقاتلين المغربيين في سورية والعراق إلى ديارهم، بلغ نحو 200 شخص من أصل حوالي 1623 شخصا، كانوا قد التحقوا في وقت سابق بتنظيم “داعش” وتنظيمات مقاتلة أخرى.وأشار التقرير إلى أن السلطات التركية أوقفت 183 مغربيا من 2831 شخصا من شتى دول العالم، ممن تم إيقافهم أو ترحيلهم أو منعهم من الدخول إلى سوريا للقتال، ويقدر عدد الذين لازالوا يقاتلون إلى جانب التنظيم، رغم الهزائم التي لحقت به، بنحو 500 مقاتل مغربي، وأفاد التقرير الذي نشر، أول أمس، بعنوان: “ما وراء الخلافة: المقاتلون الأجانب وتهديد العائدين”، أنه منذ إلحاق
الهزيمة بتنظيم “داعش” في سورية، حيث فقد معقله الرئيس في مدينة “تلعفر” ثم “الرقة”، وقبل ذلك فقدانه السيطرة على مدينة الموصل بالعراق، ارتفع عدد العائدين من المقاتلين إلى بلدانهم، بنحو 30 في المائة.ونوّه التقرير إلى أن سقوط تلك المعاقل التي كانت في يد التنظيم، ساعد في الوصول إلى وثائق وبيانات حول أسماء المقاتلين وهوياتهم، كما ساعد في الوصول إلى خلايا إرهابية في بلدان أخرى، وتحييدها تماما. وأضاف المصدر أن تنظيم “داعش”، مثل تنظيم القاعدة، أعد وحافظ على سجلات دقيقة لمقاتليه، وأن الدول عملت جميعها على الوصول إلى تلك السجلات، كما أن الأنتربول توصل إلى أسماء 19 ألف شخص بناء على تلك السجلات.ورغم أن معدي التقرير اعتبروا أنه “سيكون من الصعب تقييم التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب والعائدون” إلى بلدانهم على الأمن والاستقرار، إلا أن التقرير شدد على أن هؤلاء “يشكلون تحديا لكثير من البلدان خلال السنوات المقبلة”. وحذر من أن يبحث هؤلاء عن “حلول عنيفة
لمشاكلهم”، خاصة إذا وجدوا الظروف التي دفعتهم إلى الالتحاق بـ”داعش” كما هي دون تغيير.وبلغ مجموع العائدين حتى الآن، 5600 مقاتل ينتمون إلى 33 دولة، منها المغرب. وشرع المقاتلون في العودة إلى بلدانهم خلال السنتين الماضيتين، مشيرا إلى أحد مخاطر هؤلاء على الأمن والاستقرار في بلدانهم، خصوصا وأن بعضهم لا يعود بشكل مباشر، بل اختاروا الالتفاف حول طرق أطول، إما عبر دول جنوب شرق آسيا أو دول جنوب الصحراء في أفريقيا.
ولاحظ التقرير أن عودة المقاتلين إلى بلادهم بدأ قبل أن يبدأ التنظيم في الانكماش، وقبل أن تلحق به قوات التحالف الدولي هزائم متتالية، وأن السبب في ذلك أن بعضهم لم يجد في التنظيم ما كانوقدّر التقرير أن عدد المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بتنظيم “داعش” منذ سنة 2013، وتنظيمات أخرى، بلغ حوالي 40 ألف شخص ينتمون إلى 110 بلدان، منهم حوالي 9 آلاف من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، وحوالي 7 آلاف من دول الشرق الأوسط، و5718 من دول أوروبا الغربية، في حين قدر عدد المقاتلين من دول المغرب العربي بـ5319 مقاتلا، ووبالنسبة إلى الدولة، فقد أكد التقرير أن المقاتلين من روسيا هم الأكثر عددا بين مقاتلي “داعش” بـ 3417 مقاتلا، تليها السعودية في المركز الثاني بـ3244 مقاتلا، ثم الأردن بـ3 آلاف مقاتل، تليها تونس بـ2926 مقاتلا، ثم فرنسا بـ1910 مقاتلين. وبالمقابل، تتفاوت أرقام العائدين من سوريا والعراق إلى بلدانهم، وسجلت تونس أعلى رقم بـ800 شخص، ثم السعودية بـ 760 شخصا، ثم روسيا بـ400 شخص، تليها فرنسا بـ271 شخصا، ثم الأردن بـ250 شخصا.