باريس - المغرب اليوم
شكلت في فرنسا الاربعاء حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء الجديد مانويل فالس حافظ فيها وزيرا الخارجية والدفاع على منصبيهما واتسمت خصوصا بعودة سيغولين روايال الصديقة السابقة للرئيس فرنسوا هولاند، الى الساحة السياسية. فقد اعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء ان وزيري الخارجية والدفاع لوران فابيوس وجان ايف لودريان احتفظا بمنصبيهما في حكومة فالس. وقال الامين العام للاليزيه بيار رينيه ليماس ان فابيوس عين "وزيرا للخارجية والتنمية الدولية" بدون ان ترد توضيحات في الوقت الحاضر بشان توسيع حقيبته. والحكومة الجديدة التي ارادها الرئيس فرنسوا هولاند "مكافحة ومصغرة" تضم 16 وزيرا بدل 38 في الحكومة السابقة برئاسة جان مارك آيرولت غير انه من المتوقع استكمالها الاسبوع المقبل بتعيين عدد من الاعضاء بصفة سكرتير دولة. وعين ارنو مونتبور وزيرا للاقتصاد والنهوض الانتاج والوسائل الرقمية خلفا لوزير الاقتصاد السابق بيار موسكوفيسي الذي خرج من الحكومة، فيما تسلم ميشال سابان حقيبة المالية، وفق الاعلان ذاته. وارنو مونتبور المصنف الى يسار الحزب الاشتراكي كان حتى الان وزير النهوض الانتاجي مكلفا التصدي لتراجع القطاع الصناعي في فرنسا، فيما كان ميشال سابان وزيرا للعمل. واخيرا تكرس التشكيلة الحكومية الجديدة عودة سيغولين روايال (59 عاما) الصديقة السابقة للرئيس فرنسوا هولاند وام ابنائه الاربعة والمرشحة للانتخابات الرئاسية في 2007، الى مقدم الساحة السياسية وزيرة للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة، وهي حقيبة تولتها في الماضي في 1992. وكان هولاند اعلن مساء الاثنين ان الحكومة ستكون "فريقا مصغرا (...) لاعطاء دفع" للاقتصاد وضمان "العدالة الاجتماعية" و"لم شمل" الفرنسيين بعد انتخابات بلدية حقق فيها اليمين فوزا ساحقا وشهدت اختراقا لليمين المتطرف وهزيمة كبرى للاشتراكيين. وواجه رئيس الوزراء المكلف واجه منذ مساء الثلاثاء معارضة على جبهتين مع رفض حزب اوروبا البيئة - الخضر الانضمام الى الحكومة وابداء عدد من المقربين من الرئيس استياءهم حيال تكليف سياسي مصنف الى يمين الحزب الاشتراكي. وكان فالس عرض على انصار البيئة حكومة موسعة تضم البيئة والطاقة والمواصلات وقدم تعهدات بشأن الانتقال الى الطاقة النظيفة وازالة المركزية ووعد بتبني اسلوب حكم يشركهم في "عملية صنع القرار". لكن بعد محادثات داخلية مطولة قرر حزب اوروبا البيئة - الخضر عدم المشاركة في حكومة فالس معتبرا انه لا يحمل "الرد المناسب على مشاكل الفرنسيين". غير ان قرار البيئيين هذا لم يكن موضع اجماع حتى في صفوف مسؤوليهم ولا سيما البرلمانيين منهم. وقال دانيال كون بنديت احد زعماء الخضر في البرلمان الاوروبي ان قادة اوروبا البيئة - الخضر يرتكبون "حماقة" برفضهم مقترحات رئيس الوزراء. من جهة اخرى اجتمع عدد من المقربين من هولاند مساء الثلاثاء واعربوا عن استيائهم حيال التعديل الحكومي الجاري. ومن بين هؤلاء المقربين الوزراء في حكومة جان مارك آيرولت، ستيفان لوفول (زراعة) وتييري روبانتان (الشؤون الاوروبية) وفريديريك كوفيلييه (مواصلات) فضلا عن رئيسي الاشتراكيين في مجلس الشيوخ فرنسوا ريبسامين ومجلس النواب برونو لورو. والرسالة التي وجهها هذا الاجتماع هي بحسب ما افاد احد المشاركين فيه "تذكير رئيس الوزراء بان ثمة اصدقاء لفرنسوا هولاند في الحكومة" فيما قال اخر ان الرئيس "تخلى عنا" و"لم يعد يرد علينا". وورد اسم ريبسامين وكذلك اسم جان جاك اورفواس المقرب من مانويل فالس لوزارة الداخلية غير ان مصدرا اشتراكيا قال ان الحقيبة ستذهب في نهاية المطاف الى شخصية اخرى. وبعد تشكيل الحكومة سيترتب على رئيس الوزراء الجديد في نيسان/ابريل اقناع انصار البيئة بمنح ثقتهم للحكومة في ما يتعلق ب"ميثاق المسؤولية" القائم على خفض الاعباء عن الشركات لقاء توفيرها وظائف، في حين اعتبر العديد من قادتهم انه "لا يمكن التصويت عليه" بصيغته. ومن الممكن اقناع انصار البيئة بذلك في حال ارفق ب"ميثاق تضامن" وعد به الرئيس. ولا يملك الاشتراكيون سوى غالبية مطلقة ضئيلة في الجمعية الوطنية. ومن التحديات التي يواجهها فالس ايضا الفوز بتاييد الجناح اليساري من الحزب الاشتراكي الذي يوجه اليه انتقادات شديدة ومن المتوقع في هذا السياق اسناد وزارة هامة الى بونوا آمون الذي يتزعم احد هذه التيارات. "أ.ف.ب"