الرباط - المغرب اليوم
رفع وزير الثقافة والاتصالات، محمد الأعرج، إلى رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، ثلاثة أسماء رسا عليها اختيار لجنة انتقاء مدير للمكتبة الوطنية، واحتل فريد الزاهي الرتبة الثانية في اقتراح الوزير الأعرج من باب ذر الرماد في العيون، بخاصة وأن الزاهي سبق له أن وجه رسالة شديدة اللهجة إلى الرأي العام يفضح فيها أسلوب الزبونية الذي يشتغل وفق منطقه الوزير، الذي دفع بشخصين من معارفه للترشح للمنصب، ورفع اسميهما ضمن قائمة الأسماء المقترحة، تمامًا كما يفعل هذه الأيام بالنسبة لاقتراح التعيين لشغل منصب مدير معهد المهن السينمائية، بعد تعيين بنعيسى عسلون مديرا لـ "هاكا"، حيث استقدم أحد أصدقائه للترشح للمنصب.
وكان الأعرج أعلن عن فتح باب الترشيح للمنصب للمرة الثالثة على التوالي، بعدما رفض اختيارات اللجنتين الأولى والثانية التي يبدو أن رأيهما معا استقر على اقتراح حسن الوزاني في الصف الأول، لكنه "سقط" في الاختبار الثالث، ولم تتضمن اللائحة المقترحة على رئيس الحكومة اسمه رغم أنه رأي اللجنة استقر عليه في المرتين السابقتين وتم قبول ترشيحه في المرة الثالثة..
وفي المرة الثالثة، استعان الأعرج من جديد بجامع بيضا، الذي لا شك أنه عمل على إبعاد الذين طعنوا في لجنة الإنتقاء الأولى التي كان عضوا فيها، و حال دون قبول ترشيحهم من الأول، كما استعان بعبدالله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية، من دون أن يكون من أهل الاختصاص في المجال، والكاتب العام لقطاع الثقافة، وهو منصب إداري محض لا علاقة له بعلم المكتبات، وهو ما يجعل اللجنة، في حد ذاتها، تفتقر إلى الكفاءة العلمية اللازمة، للإشراف على مباراة الانتقاء، وهو ما يفسر الارتباك الذي وقع فيه الوزير الذي استبعد أهل الاختصاص، الذين لن يكون بمقدوره أن يسخرهم لترضية "الزبونية".
وفي السياق من حق الرأي العام أن يتساءل:
كيف تغيرت قناعات جامع بيضا في الفترة الفاصلة بين عضويته في اللجنة الأولى واللجنة الثالثة؟
ولماذا تم استبعاد ترشيح جميع الأشخاص الذين سبق لهم أن طعنوا في اللجنة الأولى من المثول أمام اللجنة: هل لانعدام شرط الكفاءة العلمية أم من باب الانتقام؟