الرباط - مكتب "المغرب اليوم"
أكّدت صحيفة "لاليبر بلجيك"، الثلاثاء، أنّ بلجيكا مهتمة بالتكوين الذي يتلقاه الأئمة في المغرب، مبرزةً في هذا السياق نجاح النموذج المغربي لتكوين الوعاظ والأئمة.
وبعد أن أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الشؤون الخارجية البلجيكي ديديي رايندرس، التي أوضح فيها أنّ بلاده "قد تتجه نحو شراكة في مجال تكوين الائمة، وهو المجال الذي راكم فيه المغرب خبرة جيدة"، ذكرت بأن المغرب سبق له تكوين 500 إمام من مالي على مدى سنتين وسيستقبل العدد نفسه من الأئمة الغينيين".
وتابعت في هذا السياق، أن المغرب أطلق في مايو 2014، عملية تشييد معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي سيمكن من تكوين حوالي 500 إمام في الوقت نفسه.
وأشارت "لاليبر بلجيك"، إلى أنّ الأئمة الأفارقة يتم تكوينهم وفقا للثوابت المعتمدة في المغرب، والقائمة على ثلاثة ركائز وهي المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية المتمثلة في الإسلام الوسطي، والتصوف الذي يعتبر بمثابة مدرسة تربي الجانب الروحي والوجداني لدى المسلم.
وأكد خالد حجي الكاتب العام للمجلس الأوربي لعلماء المغرب إلى الصحيفة، أن "المذهب المالكي يتصف بالمرونة، لأنه يقبل اعتماد عدة مصادر للتشريع مثل التعاقد الاجتماعي بالإضافة إلى النصوص القرآنية".
ومن ناحيته، صرّح عزيز حلاوة عن مركز جان بيرك في الرباط، والمختص في الاسلام في المغرب، إلى الصحيفة بأنّ ''نجاح النموذج المغربي في إفريقيا أثار انتباه أوربا، لأنه حتى مع وجود العديد من المدارس الاسلامية، يظل المنهج المغربي، نموذجًا مستقرًا وقائمًا بذاته ومؤسسيًا.
وقال كاتب المقال إن النموذج المغربي "يقدم نفسه كنموذج جاهز قابل للتطبيق في أفريقيا، وذلك بفضل إحدى أهم وظائفه المتمثلة في القدرة على التصدي للتأثيرات الدينية الخارجية مثل السلفية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه يتم سنويا إرسال حوالي 30 إمامًا إلى بلجيكا خلال شهر رمضان، مبرزةً أنّه ما بين 2011 و2014، تلقى ما بين 600 و900 إمام بلجيكي، تكوينًا لمدة أسبوع في المجلس الأوربي للعلماء المغاربة الذي تتمثل أولويته، حسب كاتبه العام، "فضلا عن تكوين الأئمة وفقا للمذهب المالكي، في الانفتاح على المجتمع الأوربي من خلال الاجتهاد والحرية والقيم".