مدريد ـ لينا عاصي
نعرف فالنسيا لكننا لا نعلم أن مناخها المعتدل على مدار العام واحدة جعلها من أجمل الوجهات السياحية في العالم، فيمكن للسائحين التجول في شوارعها وبين مزاراتها المميزة حتى في أكثر أشهر
الشتاء برودة، كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، إلا أن البقاء في الأماكن المفتوحة في أشهر الصيف ربما يسبب بعض الضيق لارتفاع درجة الحرارة.
وليست هذه هي السمة الوحيدة الغالبة على الصيف في فالنسيا، حيث تساعد الشواطئ العدة التي تعج بها المدينة على التخلص من عناء الحرن، وهي الشواطئ القريبة جدًا من وسط المدينة، ولا تحتاج لقطع مسافات طويلة للوصول إليها.
أما عن أهم المزارات والجولات السياحية التي من الممكن أن تستمتع بها الوفود التي تتوالى على المدينة الإسبانية الرائعة صيفًا فتتضمن ما يلي:
حدائق توريا: (Turia Gardens)
كان نهر توريا يحيط بالمدينة قبل أن تشهد فالنسيا فيضانًا مدمرًا أودى بمجرى النهر في الخمسينات من القرن العشرين ليتحول النهر الذي جف في أعقاب هذا الفيضان إلى متنزه مفتوح، حيث يمارس المحليون رياضة المشي والعدو والتزلج على الألواح وركوب الدراجات.
ويمكن للسائحين المشاركة في المرح باستئجار الدراجات من دويوبايك Doyoubike الكائن بـ 143 أفنديًا ديل بيورتو.
الكاتدرائية:
تُعد الكاتدرائية الفالنسية من أهم معالم المدينة، حيث تقف شاهدًا على عصور عدة منها عصر القوطيين وعصر الباروك.
ويشهد المعبد الروماني القديم والمسجد الموجودان، وهو المسجد الذي بُني قبل إنشاء الكاتدرائية في الفترة ما بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، بالقرب من موقع الكاتدرائية الفالنسية على أن المدينة كانت ملتقى للحضارات وكانت ولا تزال حافلة بالتنوع الحضاري والثقافي.
وداخل الكاتدرائية في فالنسيا توجد لوحة الكأس المقدسة المستوحاة من كاتدرائية الفاتيكان والتي رسمها جويًا.
السوق المركزية:
تحتوي هذه السوق على 1000 محل تجاري ومنفذ بيع بضائع تتضمن الكثير من المنتجات الموسمية جميعها تذكر السائحين المتوافدين عليها بأنه لا يزال هناك طعام حقيقي، وأن الأمر لم يعُد يقتصر على المعلبات والأطعمة المحفوظة.
وتأسس هذا السوق في العشرينات من القرن العشرين ليكون واحدًا من أكبر الأسواق المجمعة في أوروبا.
وتعج هذه السوق المركزية بالزبائن من المحليين والوافدين إلى فالنسيا للسياحة، ليستمتعوا بأشهى المأكولات الطازجة التي تشجعهم على ممارسة الطهو.
وتزين السوق الضخم ألواحُ الزجاج المصنفر والموزايك، بالإضافة إلى القباب الساحرة، التي يحتوي عليها سقف البناية المعدنية.
لا لونغا: La Lonja
تعتبر هذه البناية الأثرية من رموز الحضارة القوطية في أوروبا كلها، وتجسد العصر الذهبي لفالنسيا. بُنيت لا لونغا في القرن الخامس عشر.
بيوبارك: Bioparc
هي النسخة الأحدث على الإطلاق من حدائق الحيوان على مستوى العالم، حيث تعيش الحيوانات في بيئة أقرب ما تكون إلى بيئاتها الأصلية ومواطنها الأساسية.
ويوفر المتنزه المفتوح أنظمة بيئية عدة منها بيئة غابات السافانا، غابات مدغشقر وغيرها من غابات أفريقيا الاستوائية، وهناك فصائل عدة من الحيوانات البرية في حديقة حيوان فالنسيا، منها الغوريللا ذات الظهر الفضي، الأسود الأميركية، الأسود الأفريقية، وحيد القرن، أفراس النهر وغيرها من الحيوانات البرية.
ألبوفيرا: Albufera
تبعد هذه البحيرة العذبة عن المدينة بست كيلو مترات فقط يفصلها عن البحر قطاع ضيق من الكثبان الرملية وتشتهر البحيرة وجوارها بزراعة الأرز، حيث تعتبر من أهم مراكز هذه الزراعة في أوروبا.
ساغونتو:
تعتبر مدينة ساغونتو من المناطق الغنية بالتنوع الحضاري والثقافي، حيث تحتوي على عدد كبير من المزارات الأثرية التي ترجع إلى حضارات إنسانية عدة عاشت المدينة تحت جناحها، حيث احتلها الليبيريون، الرومان، القوطيون الغربيون، المور والمسيحيون، لذلك يمكن مشاهدة المسرح الروماني الذي تم تجديده إلى جوار الحي اليهودي والقلعة.