الرئيسية » سياحة وسفر
الرحلة إلى بورما والاستمتاع بتراثها فرصة العمر

نايبيداو ـ كريم الصفدي

تشتهر بورما بالجسور العملاقة حيث يقف جسر يو باين في بورما الذي يبلغ طوله 1300 ياردة، والذي يعلو المياه الضحلة، ويخفي معظمه تجمعًا رائعًا للضباب لا يكشف سوى طيف الجسر، في حين يبعد عن ماندلاي في  بورما جسر آخر عملاق في وسط العاصمة، وهو أول جسر خشبي ضيق في العالم، وهو الأقدم أيضًا على الإطلاق أيضًا في بورما، حيث يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر.  يمثل هذا الجسر أحد مكونات التراث البورمي، حيث يسخدمه البورميون في العبور سيرًا على الأقدام مرتدين الأزياء التقليدية، وتعبره الفتيات بالأزياء الملونة يضعن على وجوههن معجون ثاناكاها، لب خشب الصندل، الذي يُستخدم في بورما كأحد مواد التجميل.   ينزل الصياد البورمي إلى قاربه الصغير ويبدأ يومه سعيًا وراء صيده الأول الذي يفتح له باب الرزق، وخلفه طابو طويل من قوارب الصيد فيها كلٌ يسعى وراء الرزق في مشهد بديع، كما تركب الفتيات الصغيرات بكامل زينتهن الدراجات ليعبرن الجسر في مجموعات وقد زيَّنَّ الدراجات بأكاليل الزهور. جدير بالذكر أن بورما وقعت تحت واحد من أكثر أنظمة الاستبدادية في العالم، الذي وصل به إلى حكم البلاد انقلاب عسكري العام 1962، ومنذ ذلك الحين يقع شعب بورما تحت نَيْرِ الاستبداد بجميع أشكاله، حيث تسود ممارسات وحشية مثل الإبادة الجماعية، الاغتصاب الممنهج، استعباد الأطفال وتحويلهم إلى رقيق، حتى داخل القوات المسلحة، وهو ما وصل بالبلاد إلى حالة مزرية على مستوى السياسة والاقتصاد في الوقت نفسه، حيث بدأت البلاد تعاني من تراجع في الأوضاع الاقتصادية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها لانتهاكات حقوق الإنسان، وسوء إدارة العسكريين شؤون البلاد، بما فيها الشأن الاقتصادي. مع ذلك، بدأت بورما تشهد بعض التغيير الذي يعطي الأمل في إنهاء هذه الممارسات الوحشية، وبداية عهد جديد خالٍ من القمع والاستبداد، منذ أن تولى الفريق ثين سين حكم البلاد بعد انتخابات رئاسية شهدتها بورما في 2011.  بدأ هذا الرئيس عهده في التركيز على النواحي الإنسانية والاقتصادية، وهو أمر كان من النادر أن يقوم به الرؤساء من ذوي الخلفية العسكرية، الذين تعاقبوا على حكم بورما منذ العام 1962، كما اتخذ القرار بإطلاق سراح ما يزيد على 6000 معتقل سياسي، بمن فيهم المناضل الوطني أونغ سان سو كيا. واكتسب الرئيس البورمي الجديد بهذا قدرًا كبيرًا من الشعبية، حيث بدأ مسيرة التغيير الحقيقي التي شعر بها الشعب، رغم استمرار بعض الممارسات الوحشية مثل اضطهاد الأقلية المسلمة في بورما، وما يتعرضون إليه من قهر وقتل، وهو ما قد يؤهل الرئيس الحالي للفوز في الانتخابات المقبلة العام 2015، والتفوق على المناضل المطلق سراحه حديثًا سان سو كيا. ومع ذلك، هناك مخاوف تحيط بالتغيير إلى الأفضل في بورما أولها موقف العسكر من مستقبل السلطة، وهل سيتقبل المجلس العسكري أن يُسحب بساط السلطة من تحت أقدامه تدريجًا، أم ستكون هناك وقفة تطيح بكل ما نجح سين في تحقيقه حتى الآن.  أما النوع الثاني من المخاوف فهي المخاوف الثقافية، حيث من المتوقع أن يؤدي التغيير إلى الأفضل في بورما على المستوى السياسي أن تتحول بورما إلى دولة أكثر انفتاحية على العالم الخارجي، مما قد يؤدي إلى إفساد الهوية البورمية، لذلك نتساءل، متى يُفتتح أول مطعم من مطاعم "ماكدونالدز" في ماندلاي؟ وبالانتقال إلى مواطن الجمال في بورما، يمكن التوجه إلى يانجون، العاصمة السابقة لدولة بورما، حيث المباني المدعومة بالبلوط، والباعة الجوالون ينتشرون في الطرقات بمنتجات أصلية من صنع الطبيعة تتضمن مستحضرات تجميل، منها شامبو الشعر المصنوع من نبات القنب.  ويدل على الحفاوة التي يستقبل بها شعب بورما السائحين تلك المشروبات المجانية التي يقدمونها لرواد أسواق الشارع مجانًا.  كما ينتشر الرجال المحليون في تلك الأسواق يعلو شفاهم وأسنانهم لون بنفجسي من أثر التنبول الذي يمضغونه طوال الوقت. وعن الشعائر الدينية السائدة في بورما، يتوجه المحليون إلى بحيرة كانداواجيا حيث معبد بوذا، الذي يطلق عليه المحليون شويداجون بايا.  ويقف هيكل بوذا شامخًا في باجودان، ويتوجه الناس إليه من جميع أنحاء بورما في ماندلاي في معبد ماهاموني باجودا، وهو الهيكل المصنوع من الذهب الخالص بارتفاع 13 قدمًا، حيث يغسله خدام المعبد كل يوم في الرابعة والنصف صباحًا، حيث تشير معتقدات البوذيين في بورما إلى أن هذا الهيكل يحقق النبوءات المستقبلية حال غسله في هذا التوقيت كل صباح. يُذكر أن الرحلة السياحية الجيدة المناسبة لاستكشاف كل مواطن الجمال في بورما تستغرق 16 يومًا، وتصل تكلفتها إلى 2379 جنيهًا إسترلينيًا، شاملةً تذاكر الطيران والإفطار لمدة 13 يومًا.  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وجهات سياحية نابضة بالحياة والطبيعة والثقافة يمكن زيارتها في…
الخطوط الملكية المغربية تدشن خطاً مباشراً منتظماً يربط الدار…
أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون
أماكن جذّابه في أوروبا لا يعرفها كثيرون مليئة بالمعالم…
وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
مدينة مراكش العريقة وجهة فريدة تجمع بين الثقافة والفن…
سريلانكا وجهة سياحية جذّابة تجمع بين الطبيعة الخلابة وعبق…
اكتشف أفضل ما في فرنسا بمعالمها السياحية المميزة وأجواء…
وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة…