الرباط -المغرب اليوم
يرتقب أن تشهد السّوق السياحة المغربية انتعاشة طفيفة بعد إعلان عن رفع القيود الاحترازية المرتبطة بكوفيد 19، بينما سيكون على المغرب تنويع شركائه الاقتصاديين والانفتاح أكثر على السوق الآسيوية الواعدة، بالنظر إلى الفرص التي تتيحها للاستثمار وجذب العملات.وحدّت جائحة كورونا في المغرب ” من تحرك السياح الصينيين الوافدين على المملكة؛ ففي وقت سجلت السياحة الوطنية عام 2018 زيارة 180 ألف سائح صيني، تكبّد القطاع خلال العامين الماضيين خسائر كبيرة، بسبب تداعيات الجائحة.
وحسب إحصائيات وزارة السياحة المغربية فإن الصين أصبحت سوقا مهمة للسياحة في المغرب، إذ ارتفع عدد السياح الصينيين الذين يتوافدون على المملكة في السنوات الثلاث الأخيرة إلى حوالي 180 ألف سائح.ووفقا لصحيفة “لوموند” الفرنسية فإن هناك عوامل داخلية مرتبطة بتكاليف السّفر وضبابية الوضع تتداخل مع نظيرتها الصّحية والسياسية وراء انكماش عدد السياح الصينيين في مختلف بقاع العالم.
وكان المغرب قرّر إلغاء التأشيرة لفائدة السياح الصينيين بهدف تشجيعهم على زيارة المملكة، لكن ظروف الجائحة قيدت تحركات جميع السياح وألحقت أضرارا كبيرة بالقطاع السياحي.وقال الباحث في العلاقات المغربية الصينية مصطفى كرين إن “هناك عوامل جيو-إستراتيجية وراء انخفاض أعداد السياح الصينيين في أوروبا وأمريكا”، مبرزا أن “الصّراع الصيني-الغربي بزعامة أمريكا وأوروبا يحدّ من تحركات الصينيين في مختلف العالم، إذ يفضلون الاستثمار داخليا من خلال تشجيع السياحة الوطنية”.
وأوضح كرين في تصريح لهسبريس أن ”موقع المغرب في ما يخص السوق السياحية الصينية لا ينفصل عما يقع في الخارطة الجيو-إستراتيجية العالمية”، مبرزا أن “هناك تكاسلا من طرف المؤسسات الرسمية المغربية المفروض فيها جذب سياح من الصين”.
وشدد الباحث ذاته على أن “مسؤولي القطاع السياحي في المغرب مازالوا سجناء عقلية قديمة مرتبطة بالزبونين الفرنسي والإسباني”، موردا أن “السياح الصينيين يأتون إلى المغرب على شكل مجموعات من أجل اكتشاف الثقافة والمجتمع المغربي، عكس السياح الفرنسيين الذين يبحثون عن المخدرات والدعارة”.وأوضح المتحدث ذاته أن “السياح الصينيين ينفقون كثيرا من الأموال في المغرب عكس الفرنسيين، وتحكمهم هواجس ثقافية”، موردا أن “وكالات الأسفار لم تنفتح على السوق الأسيوية”.
قد يهمك ايضا: