لندن - المغرب اليوم
تقع "توشيتي" في الركن الشمالي الشرقي ل جورجيا، وتمتاز بموقعها الفريد بين القمم الجبلية والوديان في أحضان جبال القوقازوهو ما جعلها مقصدا لعشاق التجول لمسافات طويلة والسياح، الذين يرغبون في التعرف على ثقافة البلاد الرائعة.
ودائما ما تنصح المرشدة السياحية تيناتين إيديدزي السياح بجعل منطقة توشيتي آخر وجهة سياحية في جورجيا؛ نظرا لأنه لا يوجد ما يثير اهتمام السياح بعدها.ويتأكد السياح من صحة مقولة المرشدة السياحية فور الوصول إلى منطقة توشيتي؛ حيث يمر طريق الوصول الوحيد إلى توشيتي عبر ممر أبانو، والذي يبلغ ارتفاعه 3000 مترا، وتتأرجح سيارة الدفع الرباعي المخصصة للأراضي الوعرة بشدة في المنعطفات الحادة، وقد تتوقف السيارة في بعض الأحيان بسبب مرور جرافة أو عبور قطيع من الأغنام للطريق.
وبعد اجتياز المنعطف في أومالو بعد السير لمسافة 5 ساعات يشاهد السياح ما تعنيه المرشدة السياحية تيكو؛ حيث يمكن لصناع السينما تصوير مشاهد ملحمية من القرون الوسطى بدون أعباء كبيرة في إعادة تصميم المنطقة؛ حيث تظهر المنازل المشيدة من الأحجار المكدسة فوق بعضها، والمغطاة في بعض أجزائها بألواح الإردواز، ولا يخلو هذا المشهد التاريخي من ظهور مجموعة من الأبراج الدفاعية على قمم التلال المحيطة بالبلدة.
طفرة سياحية كبيرة
وشهدت هذه المنطقة طفرة سياحية كبيرة في السنوات، التي سبقت جائحة كورونا وتحولت جميع المنازل تقريبا في أومالو إلى "بيوت ضيافة للسياح".
وإذا رغب السياح في معرفة المزيد من المعلومات عن ثقافة السكان المحليين، فإنه يتعين عليهم الانتقال إلى مركز المحمية الطبيعية الكبير، بصحبة نوجزار إيدويدزي، والذي كان يرأس قسم توشيتي في المتحف الإثنوغرافي في العاصمة تبليسي خلال حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم، ولكنه عاد إلى هذه المنطقة منذ 20 عاما ويقوم بجمع القصص والحكايات من كبار السن في توشيتي.
وأوضح نوجزار إيدويدزي قائلا: "تعد توشيتي المنطقة الوحيدة في جورجيا، التي حافظت على ثقافتها الرعوية القديمة". ولم يشكل النشاط السياحي أي خطورة على الثقافة والتقاليد المحلية حتى الآن، كما أنه يشجع السكان المحليين على الاهتمام بالحرف اليدوية، التي أوشكت على أن يطويها النسيان؛ حيث تقوم النساء حاليا بحياكة الجوارب ونسج السجاد المنقوش بالألوان الزاهية والقبعات المصنوعة من اللباد، كما ساعدت جولات ركوب الخيل في الحفاظ على سلالة الخيول المحلية.
الحقبة السوفيتية
وفي صباح اليوم التالي ظهرت المرشدة السياحية على طريق ترابي وهي تمسك بلجام حصانها المفضل، ويشاهد السياح على حافة الطريق بعض المعدات الصدئة، والتي ترجع إلى الحقبة السوفيتية، وتتفتح الزهور في الحدائق تحت أشجار التفاح اليانعة، ولا يخلو هذه المشهد البديع من القمم الصخرية، التي تظهر من بعيد.
وأضافت المرشدة السياحية أن معظم الجبال تقع على الحدود بين جورجيا وروسيا، ولذلك يحظر على السياح تسلق قممها، ويمكن للسياح من عشاق التجول التنزه في الوديان حتى منتصف الطريق، وخلال رحلة التجول يمر السياح بالعديد من القرى التراثية، ويشاهد السياح في قرية "شيناكو" نباتات الأوريجانو والبابونج المجففة والمعلقة على الجدران الصخرية، وبجانبهم تظهر الجوارب والنعال والهدايا التذكارية المعروضة في الهواء الطلق.
وقد لاحظ السياح أن قرية تشيجو عبارة عن قرية مهجورة؛ حيث تعيش عائلة واحدة في وسط الأطلال بعدما حولت منزلها إلى "مكان لإقامة" المتجولين، وينعم السياح هنا بإطلالة رائعة على المناظر الطبيعية البديعة، والتي تجمع بين الضوء والظلال على المنحدرات الجبلية.
متحف مفتوح
ويأتي جميع السياح إلى قرية "دارتلو" سواء أثناء رعي الماشية أو في جولة في المنطقة، وتظهر أجمل قرية في توشيتي فوق مضيق صغير، وتحمل الأبراج النحيفة سقفا هرميا، وقد تم ترميم هذه المنازل الحجرية بصورة جيدة، وتعتبر قرية "دارتلو" منذ 1986 متحفا مفتوحا؛ حيث تم استبدال جميع الأسطح المصنوعة من الصاج المموج بالألواح الخشبية التقليدية من خلال مساعدة البنك الدولي.
ولا تزال التقاليد المحلية قبل دخول المسيحية إلى هذه المنطقة حاضرة بقوة، والتي يمكن ملاحظتها في المزارات بكل قرية؛ حيث تظهر جماجم الكباش والقرون على برج صغير مصنوع من الألواح الحجرية، وعندما حاولت إحدى السائحات وضع قدمها على نصف دائرة من الأحجار السائبة والموجودة أمامها، صاحت المرشدة السياحية قائلة: "توقفي!" الأضرحة من الأمور المحرمة على النساء، وفي أماكن أخرى يحظر على الرجال المرور بجانبها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
روسيا تتخذ إجراءات جديدة تخص السياحة والسفر
ارتفاع درجات الحرارة ينعش السياحة في الشواطئ المغربية