الرباط -المغرب اليوم
أحد البحر و الشواطئ، المغربية والبحث عن نسمات ريح خفيفة علها تخفف من القيظ على الأجساد.. هذا ما عاشه سكان مدينة الدارالبيضاء نهاية الأسبوع، ما جعل شواطئ المدينة وضواحيها تكتظ عن آخرها بالهاربين من شدة الحر، بحثا عن انتعاشة وسط المياه.فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حادي عشر يوليوز الجاري، كانت وجهة الآلاف صوب الشواطئ انطلاقا من عين الذئاب، سيدي عبد الرحمان، مدام لولا، وصولا إلى الشواطئ الخاضعة لنفوذ جماعة دار بوعزة وهي: واد امرزك، جاك بيش، فلوريدا وطماريس بتفريعاته وأرقامه، والتي تتصل بالشواطئ الخاضعة لجماعة السوالم الطريفية ومنها إلى شاطئ سيدي رحال، الخاضع لنفوذ عمالة اقليم برشيد... كل هذه الشواطئ وغيرها كثير كانت وجهة لمن لفحت وجوههم حرارة الموجة غير المعتادة، التي عمت الكثير من المدن والأقاليم، فجعلت الأجساد تلتهب لتتصب عرقا وهي متوقفة بدون حركة، أما مع الحركة فإن كثيرين يحسون أن صبيب مياه يتقاطر من أجسادهم، حيث تلفظ مسام الجلود عرقا كثيفا بفعل الحرارة..
شواطئ البيضاء ضاقت بمرتاديها ولأن موجة الحر تتزامن مع العطلة الصيفية، فإن الإقبال كان كبيرا على الشواطئ، حيث عاينت (أحداث أنفو) خلال جولة لها، كيف ضاقت مواقف السيارات، عصر اليوم الأحد، انطلاقا من شاطئ واد امرزك - الذي صنفت مياهه هذا العام (كذلك) بأنها مياه ملوثة وغير صالحة للاستحمام، ورغم ذلك كان الإقبال عليها اليوم كبيرا - وصولا إلى شاطئ طماريس، الذي ضاقت الطريق إليه بالوافدين على الشاطئ عبر ما يوصف ب (بلاج بريفي)، حتى غدا المرور عبر الطريق الساحلية امتحانا عسيرا، بفعل كثرة السيارات التي فاق عددها التوقعات، وبلغت عشرات الآلاف من العربات المختلفة الأحجام والانواع، الأمر الذي جعل هذا اليوم من الصيف "استثنائيا بكل المقاييس"، كما صرح بذلك عدد من أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، وحتى حراس السيارات اعترفوا بأن المواقف المتوفرة ضاقت بالسيارات الوافدة عليها، حيث تحولت الأزقة الكائنة وسط المساكن و"البنكلوهات" مواقف للمصطافين الباحثين عن بلوغ الشاطئ عبر مختلف السبل...لا شيء يعلو على "العوم"
وفي ظل أجواء الحر، كانت مياه شاطئ طماريس ملاذا لمن اكتووا بالحرارة، فرغم أن أشعة الشمس كانت متوارية وغير ظاهرة في أجواء هذا اليوم الاستثنائي من صيف العام 2021، إلا أن القيظ ولفحات الحر، كانت السمة الغالبة، ما جعلت أغلب المصطافين يفضلون قضاء معظم أوقاتهم داخل المياه، تارة يغطسون في المياه الباردة، وأخرى يلاعبون أطفالهم الصغار وسط للمياه التي كان الجميع لا يريدون عنها فكاك، لأنها كانت الملاذ المخفف من وطأة الحر.
وحسب ما صرح به أحد السباحين المنقذين بشاطئ طماريس، فإن "يومي السبت والأحد من هذا الأسبوع، شكلا استثناء حقيقيا بالشاطئ"، مؤكدا أن "أعداد المصطافين الذين قصدوا طماريس بلغت مستويات قياسية"، قدرها محدثنا بالآلاف، دون أن يستطيع الإدلاء برقم محدد.
شواطئ البيضاء ضاقت بمرتاديهاولأن الإقبال كان كثيفا، فإن "مهمة السباحين المنقذين اليوم الأحد، كما يقول، كانت صعبة، وتطلبت الرفع من مستوى المراقبة والضبط والتتبع الآلاف من المصطافين، وهم يخوضون حصصا سباحة تواصلت ساعات عديدة، منذ الساعات الأولى للصباح".وحدها "خروج الأمور بسلام"، كما قال هذا السباح المنقذ، تجعلهم "يحمدون الله على أن يومهم لم يسجل أية حوادث غرق"، ما يعني أن المهمة اليومية مرت في أمن وأمان.
قد يهمك ايضا:
هل سيسمح للمغاربة بالتوجه إلى الشواطئ في فصل الصيف
ارتفاع الحرارة يدفع المغاربة إلى الشواطئ والغابات