مراكش ـ ثورية ايشرم
أكد المصمم المغربي مهاب عبدي أهمية الديكور المنزلي، وأنَّه لا بد من الاهتمام به جيدا في جميع الفضاءات، مشيرًا إلى أنَّ الديكور هو اللمسة المميزة التي تُظهر ذوق أفراد الأسرة والتعبير عن شخصيتهم وتميزهم.
وشدد في حديث خاصٍ إلى "المغرب اليوم" أنَّ الديكور لا يقتصر فقط على تزيين الصالون الذي يعتبر الفضاء الذي نستقبل فيه الضيوف بل على العكس الاهتمام يجب أن يشمل جميع الفضاءات، مثل: غرف النوم وغرفة المعيشة ومدخل المنزل والمطبخ والحمام وغرفة الطعام وغيرها، وحتى الحديقة والشرفة إذا كان المنزل يتوفر عليها.
وأوضح عبدي أنَّ الديكور يجب أن يكون متناسقا بين هذه الفضاءات جميعا في النمط والألوان والصيحات، مشيرًا إلى أنَّه ليس مهمًا اقتناء أغراض وأثاث باهظ الثمن بل يكفي أن يتوفر بعض الذوق الرفيع والحسي للحصول على منزل أنيق.
وبيَّن أنَّ تنسيق القطع ليس باقتناء أبهظها ثمنًا، بل على العكس قد يكون ذلك بما هو متوفر في المنزل، مشيرًا إلى أنَّ جمالية ديكور المنزل لا تكمن فقط في الأثاث والديكورات والإكسسوارات والسجاد وغيرها بل في اعتماد بعض الأركان الخاصة في المنزل كركن القراءة الذي أصبح من الأمور المهمة، التي يجب اعتمادها وتخصيص فضاء لها في المنزل حتى يحظى أفراد الأسرة بمكان خاص لممارسة هواية القراءة والاستمتاع بها في فضاء خاص.
وكشف عن أنَّ ذلك الفضاء يلعب دورا مهما ليس فقط على مستوى القراءة والمطالعة وتنمية الفكر لدى أفراد الأسرة بل كذلك يساهم في منح المنزل جمالية متألقة ومميزة، كونه المكان الذي يعتبر ثقافيا بامتياز يحمل مجموعة من الكتب والمجلات التي يمكن ترتيبها بشكل أنيق في خزانة حائطية مثبتة بشكل جيد لجعل المكان متسع قليلا، مع إضافة بعض الكنبات أو كرسي خاص بممارسة المطالعة.
وأشار إلى بعض الخطوات لتحقيق التناسق المميز بين ركن القراءة ومختلف الفضاءات لجعله أنيقًا ومتألقًا، مضيفًا: من بين الأساسيات لجعل فضاء القراءة راقيًا الابتعاد عن المزج والإكثار في الألوان في ديكور وتأثيث المكان، إضافة إلى اختيار القطع العصرية التي تملئ زوايا المكان بأجمل الإكسسوارات والقطع المريحة للنظر وللقراءة سواء أكانت هذه الخزائن الخشبية الداكنة أم الفاتحة من حيث اللون، أو حتى عصرية وزجاجية ومتألقة.
وشدد على أنَّه يجب الحرص عند البدء بتصميم الخزانة الخاصة بفضاء القراءة على تنسيقها مع الديكور المنزلي إما عصريا أو تقليديا أو كلاسيكيا ومن الأفضل دائما تنسيق الألوان في ما بينها وعدم الإكثار من المزج بينها لاسيما في الفضاء الخاص بالمطالعة، حيث يفضل اختيار الألوان الداكنة والخشبية لاسيما إذا كان الفضاء واسعا.
وللحصول على المزيد من الراحة داخل هذا الفضاء الذي قد يكون غرفة أو فضاء مفتوحا على باقي فضاءات المنزل؛ أكد المصمم مهاب عبدي أنَّه يجب اعتماد بعض اللمسات التي تساهم في جعله جميلا ومريحا وأنيقا كاعتماد بعض الديكورات الخفيفة والإكسسوارات كالمرايا التي يمكن تثبيتها في الجدران لجعل الفضاء مميزا ومختلفا نوعا.
وأكد المصمم مهاب أنَّ فضاء القراءة المنزل كباقي فضاءات المنزل يجب الاهتمام به جيدًا والدقة والحذر في اختيار القطع المناسبة لهذا الفضاء لجعله متناسقا من جميع الجوانب، واعتماد مختلف اللمسات التي تزيد من أناقته كالإضاءة التي تعتبر عنصرًا مهما في هذا الفضاء، ويمكن أن تكون عبارة عن أباجورات من الحجم الكبير توضع في أركان المكان وتكون ألوانها قريبة ومتناسقة بشكل أنيق مع الديكور والإكسسوارات واللمسات المعتمدة في هذا الفضاء.
وأوضح أنَّه يمكن اختيار أباجورات صغيرة ووضعها قرب الكنبة أو على طاولة القراءة أو المكتب الذي يمكن اعتماده كذلك في الفضاء، أو يمكن اعتماد إضاءة قوية في السقف باستخدام ثريات أنيقة وتتماشى مع ديكور الفضاء لمنحه الجمالية المتألقة التي تحول هذا الفضاء من مكان بسيط إلى مكان مريح ومشع بالثقافة التي تفتح نفس كل أفراد الأسرة على ممارسة المطالعة في أوقات الفراغ والاستمتاع بديكور مريح للعين والجسد.
وأكد عبدي أنَّ تصميم الديكور عالم كبير وواسع ويتطلب البحث المستمر من المصمم والقراءة الدائمة لتجديد تصاميمه ومواكبة الموضة وآخر الصيحات العالمية وحتى يكون ظاهرًا بتصاميمه المميزة في السوق التي تفتح أمامه الفرص الكبرى للتعرف على مختلف الثقافات والصيحات العالمية من كل أنحاء العالم.
وأشار إلى أنَّ التجديد والبحث يجعلان من المصمم شخصًا منفتحًا على ثقافة الغير وعادات وتقاليد الناس وطباعهم وأذواقهم التي تختلف من شخص إلى آخر، فضلا عن أنَّ المصمم يجب أن يتحلى بصفات عدة، أهمها: الصبر وتحمل آراء الآخرين وانتقاداتهم وتجنب إغضاب الزبائن ومحاولة إرضاء الأذواق كافة؛ والأهم هو تلك الابتسامة العريضة التي يجب أن يتحلى بها مهما كانت الظروف حتى يكسب ثقة الزبون ويرضيه مهما تطلب الأمر ذلك.