ستوكهولم - مني المصري
تمكّن علماء من المعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد، من تخليق خشب شفاف مُعدل هندسيًا ذو صلابة عالية يستطيع أن يحبس الحرارة ثم يطلقها عند الحاجة، ما يجعله مادة مناسبة لتوفير تكاليف الطاقة عند استخدامه كمادة للبناء في المستقبل القريب. وأكد العلماء أن هذه المادة الثورية يمكن أن تتحمل أعباء ثقيلة وهي أيضًا قابلة للتحلل، مما سيسمح باستخدامها في بناء المنازل "الصديقة للبيئة" وغيرها من المباني.
ووفقا لسيلين مونتاناري، وهي طالبة دكتوراه في المعهد، فإن الخشب الشفاف أظهر في عام 2014 أنه يمتلك خصائص عازلة للحرارة جيدة جدًا مقارنتا بالزجاج، بالإضافة إلى نفاذيته العالية للضوء ،كما ساعد في تقليل الطاقة.
وقد ارتفع استهلاك الطاقة مع تقدم التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، حيث يتم استخدام جزء هائل من هذه الطاقة لإضاءة المنازل والمكاتب والمباني الأخرى وفي التدفئة والتبريد. وتستطيع النوافذ الزجاجية نقل الضوء، مما يساعد على إنارة المنازل وتدفئتها، لكنها لا تخزن الطاقة للاستخدام عندما تغرب الشمس.
ولصنع الخشب الشفاف، قام الباحثون أولاً بإزالة مكون ممتص للضوء يسمى اللجنين من جدران خلايا خشب البلسا، ولتقليل تشتت الضوء، قاموا بدمج مادة الأكريليك في سقالة الخشب المسامية. ولم يستطيع الباحثون الرؤية بشكل جيد خلال الخشب فكانت الرؤية ضبابية مما يوفر المزيد من الخصوصية حال الاستخدام كمادة بناء رئيسة. وتمتع الخشب الشفاف أيضًا بخواص ميكانيكية، جعلته يتحمل الأحمال الثقيلة.
أثناء صنع الخشب الشفاف المعدل، أضافت الباحثة مونتاناري والبروفيسور لارس بيرجلوند مركب كيمائي يدعى البولي إيثيلين غليكول (PEG) وقالت السيدة مونتاناري: "لقد اخترنا هذه المادة لقدرتها على تخزين الحرارة، وتقاربها الكبير مع الخشب".
ويُعرف مركب PEG، بأنه مادة صلبة تذوب عند درجة حرارة 80 درجة فهرنهايت، ويسمح بتخزين الطاقة في هذا النوع من الخشب. ومثل الإصدار السابق، كان الخشب المعدل شفافًا، على الرغم من كونه ضبابيًا وقويًا إلى حد ما، لكنه كان لديه ميزة إضافية تتمثل في تخزين الحرارة.
قد يهمك أيضًا: