مراكش - ثورية ايشرم
صرَّح مصمم الديكور المغربي إيهاب ايبوركي، بأنَّ تصميم الديكور مهمة ليست سهلة، لاسيما أنَّه مجال يستهدف إرضاء عدد كبير من الأذواق المختلفة، موضحًا أنَّه "يجب أن يكون المصمم صبورًا ومتحملًا حتى يستطيع أن يرضي مختلف الأذواق ويسعد كل الأشخاص لتلبية رغباتهم وتساعدهم في تغيير وتحسين ديكور منازلهم أو مكاتبهم".
وأوضح ايبوركي، في مقابلة مع "المغرب اليوم"، أنَّ مجال تصميم الديكور يقدم فرصًا كبيرة لكسب معارف جديدة ومهمة في المجتمع، فضلًا عن الفرص الكبيرة للمشاركة في مختلف المناسبات من معارض وتظاهرات سياسية وثقافية واجتماعية وفنية.
وأضاف "إنني أميل إلى تصميم الديكور التقليدي الذي أجد فيه نفسي كثيرًا، وأعبر فيه عن ذوقي ولمساتي وأتفنن في جعل الفضاءات التي أكلف بإعادة تصميمها وتحسين ديكوراتها بطريقة أولية أنيقة وراقية تفتح النفس وتبعث الروح في المكان، كوني أمنحها كل وقتي ومشاعري وإحساسي لأحوّلها من فضاء عادي إلى فضاء مميز عصري بلمسة تقليدية تشع في المكان وتجعلني أبدو مختلفا عن الآخرين، وهذا سر إقبال الكثيرين على تصميماتي، لاسيما فيما يخص الصالون المغربي".
وتابع ايبوركي، "إنَّ لمستي تجعل الطلبات على تصاميمي تأتي من مختلف الشخصيات في المجتمع، إذ أنني أتلقى طالبات عدد كبير من أصحاب المؤسسات الفندقية سواء في المدينة أو خارجها، كما أني أساعد في إعادة أحياء الفضاءات وجعلها تشع بالأناقة من جهة اختيار الألوان والتصاميم والديكورات والإكسسوارات التي يتم توزيعها بشكل مختلف ومرتب في الفضاء ومنحه الرقة المطلوبة".
واستدرك "لقد أطلقت الكثير من التصاميم التي حققت نسبة إقبال كبير، لاسيما من أصحاب المحلات التجارية الخاصة بتأثيث المنازل العتيقة والرياض القديمة والدور العتيقة، لما لها من ميزة تقليدية تظهر من ناحية الألوان المعتمدة التي تعود بك إلى زمن البشوات الذي عاشته المملكة المغربية منذ زمن، ولذي أوليه اهتمامي بشكل كبير لأجل المكان تاريخيًا بلمسة عصرية حديثة دون الخروج عن اللمسة المغربية".
واستطرد "التشكيلة الجديدة الخاصة بالصالون المغربي التي صممتها ابتكرت فيها الكثير من التفاصيل الجديدة دون أن أفقد الصالون المغربي رونقه وجماله المميز العريق الذي يجعله مميزًا ومطلوبًا في كل وقت، ومهما اختلفت موضة الديكور وتنوعت، يبقى الصالون ميزة مشتركة في كل المنازل المغربية كيفما كان شكلها أو مساحتها".
وأردف مصمم الديكور المغربي إيهاب ايبوركي "لذلك أوليتها اهتمامي بشكل كبير وتفننت في اختيار أجود المواد من الخشب والجلد والموبرة واعتماد بعض اللمسات المميزة العصرية "كالتابيسي" الذي يعتبر موضة فرنسية دخلت بشكل عصري على الصالون المغربي لتمنحه ذلك الرونق الجديد الذي يشع بالأناقة الراقية والفاخرة ويترك بصمة رفاهية في المنزل، مع الحفاظ على رونق الصالون المغربي التقليدي بألوانه وزخارفه ولمساته التي تجعله مميزًا عن باقي الأثاث في كل بقاع العالم".
وتابع إنَّ "هذه المجموعة من التصميمات الخاصة بالصالون المغربي استخدمت فيها ميزة الوسادات الكبيرة متجنبا الإكثار من الرتوشات والوسادات الصغيرة التي عادة ما كانت تعتمد في الصالونات المغربية في البداية، كما أني استخدمت لمسة التطريز عليها، واعتماد الرسومات البسيطة كأوراق الأشجار والورود، مع نقوش بسيطة تقليدية على الخشب، فضلًا عن اعتماد لمسة الأغطية على الأرائك التي جاءت مختلفة بألوانها وتصميماتها المغايرة لما سبق وتم تقديمه في تصاميم الموسم الماضي".
وأكمل "منحت الصالون المغربي الجديد كل وقتي لأجعله مميزًا ويحقق ذوق كل الأسر المغربية والعربية كذلك، لاسيما أنَّ الصالون المغربي أصبح متجاوزًا للحدود المغربية وأصبحنا نتلقى الطلبات عليه من خارج المغرب، وهذا شرف كبير لي شخصيًا كوني أساهم في جعل هذا التراث المغربي المميز يدق كل فضاء خارج المملكة المغربية".
واستأنف المصمم إيهاب ايبوركي كلامه، قائلًا إنَّ "الصالون المغربي من أكثر القطع التي أجد نفسي في تصميمها وأعشق التفنن فيها من جهة الألوان والتصميمات والديكورات، فضلًا عن الإكسسوارات الخفيفة والمميزة التي تزيد من جمال الفضاءات".
واسترسل "أنا بصدد الأعداد لمشروع مهم سيساهم بشكل كبير في التعريف بالصالون المغربي وهو افتتاح معرض خاص بالصالون المغربي بكل أشكاله وأنواعه في فرنسا من تصميماتي الخاصة، وسيساعدني في هذا المشروع مجموعة من الأشخاص والمتعاونين من خارج الوطن، فضلًا عن فريق عملي الذي يساهم دومًا في مدي بالمساعدة من أجل النجاح والتقدم نحو الأمام".
واختتم المصمم المغربي حديثه، "حتى ينجح هذا المشروع ويلقى إقبالًا من الناس نعمل عليه كثيرًا وبأوقات إضافية من أجل النجاح والوصول إلى ما نطمح إليه كفريق عمل متكامل، وهذا أكثر ما أود تحقيقه حاليًا لأصبح اسمًا له توقيعه في عالم تصميم الديكور وكذلك لأوصل فريق عملي إلى ما يرغب فيه، لأنَّ الطموح أساس النجاح في الحياة".