لندن ـ كاتيا حداد
تألق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مساء الخميس، في مناظرة تلفزيونية تاريخية، وبدا قريبًا من الانتصار على 7 من الزعماء البريطانيين، خصوصًا بعد فوزه في معركة حاسمة مع زعيم حزب "العمال" إد ميليباند حول من هو الأقدر لإصلاح الاقتصاد البريطاني.
وتصدر كاميرون استطلاعًا للرأي متفوقًا على زعيم حزب "العمال" ميليباند، وحزب "الاستقلال" نايكل فاراج والوزير الأولى في اسكتلندا، نيقولا ستورغيون.
وجاءت نسبة المؤيدين لكاميرون كأفضل خيار لمنصب رئيس الوزراء بنسبة 40% من أولئك الذين شاهدوا المناظرة لمدة ساعتين.
وتتضارب نتائج استطلاعات الرأي التي زعمت حصول أحد رؤساء الأحزاب على نسبة تأييد عن غيره، فبعد المناظرة التلفزيونية بين سبعة زعماء، مساء الخميس الماضي، أكد البعض أنَّ كاميرون أخذ أعلى نسبة تصويت، بينما قال آخرون إن ستورغيون هي التي فازت.
وصرَّح ميليباند، في نهاية المناظرة التاريخية، قائلًا "أنت استمعت لسبعة زعماء هذه الليلة، ولكن عليك أنت تختار خيارًا واحدًا"، وأضاف "إذا أصبحت أنا رئيس الوزراء سأتأكد من تحقيق المساواة، إذا أصبحت أنا رئيس الوزراء سأخفض العجز في كل عام"، وتابع "أعتقد أنه عندما يعمل الناس بنجاح ستنجح بريطانيا، إذا كنت تعتقد في ذلك أيضًا، فأنا أحتاج إلى صوتك".
وأكد كاميرون خلال كلمته الأخيرة للمشاهدين "كنت رئيس وزرائكم على مدى الأعوام الخمس الماضية، وحاولت أن أنفذ مهامي على أكمل وجه، فتم التركيز على اقتصادنا، وعودة البلاد إلى العمل وتطهير البلاد من الفوضى".
وأضاف "أحتاج خمسة أعوام أخرى؛ لأنني أريد إنهاء المهمة التي بدأناها جميعًا"، موضحًا أنه تم خلق مليوني وظيفة، ويجب خلق فرص عمل للجميع، ومع ذلك، تعرض كاميرون لهجوم من جميع الجهات، بما في ذلك من نائبه في الائتلاف.
وأخذ الناخبون البريطانيون الليلة الماضية للمرة الأولى فرصة لرؤية سبعة زعماء لأحزاب مختلفة في مناظرة تلفزيونية.
وشارك في المناظرة زعيمة الحزب "الوطني" الاسكتلندي، نيقولا ستورغيون، وزعيم "الاستقلال"، نايكل فاراج، وزعيم "المحافظين" ديفيد كاميرون، وزعيم "العمل" إد ميليباند، وزعيم "الديمقراطيين الأحرار"، نيك كليغ، و"النسيج" ليان وود، ورئيسة "الخضر"، ناتالي بنيت.
واشتبك زعماء الأحزاب السبعة مرارًا وتكرارًا على مستقبل خدمات الصحة الوطنية، وتناقشوا حول مستقبل الخدمات الصحية وكيفية العثور على المليارات التي تحتاجها البلاد لمواجهة الأمراض والشيخوخة بين السكان.
وتسبب نايكل فاراج في كثير من الغضب بعد أن صرَّح بأنَّ الناس المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لا ينبغي أن يكونوا موضع ترحيب في بريطانيا لتلقي العلاج.
وأضاف فاراج "هذه هي الحقيقة وأنا متأكد من أنَّ الآخرين سيغضبون بسبب هذا الحديث، هناك 7000 شخص يتلقون العلاج من فيروس نقص المناعة البشرية كل عام، و 60% منهم ليسوا مواطنين بريطانيين".
وأوضح أنَّ أي شخص يمكنه أن يأتي إلى بريطانيا ليتلقى علاج لفيروس نقص المناعة البشرية والحصول على الأدوية التي تكلف ما يصل إلى 25000 جنيه إسترليني في العام لكل مريض، وتابع "يجب أن نضع الخدمات الصحية الوطنية للأشخاص والأسر البريطانية".
وأكدت الوزيرة الأولى في اسكتلندا، نيكولا ستورغيون أنها ستجعل لاسكتلندا صوتًا مسموعًا، وأضافت "سنعمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة، فالتصويت لصالح الحزب الوطني الاسكتلندي هو تصويت لإسماع صوت اسكتلندا".
وطالب كاميرون بانتخابه لمدة خمسة أعوام أخرى لإنهاء مهمة إصلاح الاقتصاد، وأضاف "قبل خمسة أعوام كان هذا البلد على حافة الهاوية، وكان هناك الملايين من العاطلين عن العمل، كما كان هناك عجز في الموازنة، ولكن العام الماضي كان لدينا الاقتصاد الأسرع نموًا من أي مكان في العالم الغربي".
وأوضحت ناتالي بنيت، "ينبغي تمويل التعليم من خلال نظام الضرائب التصاعدية"، كما وعدت أيضًا بخفض الرسوم الجامعية إلى الصفر، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 10 جنيه إسترليني في الساعة بحلول عام 2020.
وأكد كاميرون أنه حدث افتتاح كبير في التعليم على مدى الأعوام الخمسة الماضية، كما وصف المدارس المجانية بالمؤسسات الكبيرة.
وأوضحت ناتالي أنه ينبغي أن تكون المدارس المجانية تحت سيطرة السلطة المحلية، فنظام التعليم بحاجة إلى التعاون وليس المنافسة.
وأكدت المناظرة أيضًا أن الوقت قد حان للابتعاد عن الامتحانات كوسيلة للتقييم، فالتلاميذ في حاجة إلى دراسة مواضيع مثل الإسعافات الأولية والطبخ، وأوضح نايكل فاراج أنَّ حزبه يثق في هذه البلد، وأضاف "نحن نثق في شعبها، ونحن نعتقد بأنَّ بريطانيا يمكن أن تكون أفضل بكثير من هذا، نريد تتغير الأمور بشكل صحيح".
وأصرَّ فاراج على أنَّ حزب "الاستقلال" سيتفوق على كل التوقعات في 7 أيار: مايو ، مضيفًا "دعونا نفعل ذلك".