الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الرئيس الأميركي باراك أوباما

واشنطن - رولا عيسى

سنحت الفرصة لاستجواب الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن بعض القضايا الخطيرة التي تؤثر على بريطانيا والعالم، وانتهى الأمر بالحضور الذين مثلوا 500 من المدعوين وهم يحدقون النظر في القائد الأميركي بعد أن وصل سحر كلماته إلى أقصى حد، وكان من بين الحضور نجم هوليود بنديكت كومبرباتش وزوجته صوفي هنتر، وآني لينوكس الحائز على جائزة بيرت للموسيقى والذي بدا سعيدا عندما صعد أوباما على المنصة فيما ظهر كومبرباتش وهو يلتقط صورة مع أوباما على هاتفه، وبعد أن ألقى أوباما خطابه الأولى في قاعة المدينة في لندن خلع سترته وطوي أكمام قميصه وتصرف بشكل طبيعي، وعلى الرغم من سؤاله عن قضايا خطيرة إلا أنه لم يوضع تحت ضغط حقيقي بواسطه الجمهور.

وأجاب أوباما على 10 أسئلة لم يكن بينها استفتاء بريطانيا في 23 يونيو/ حزيزان على عضويتها في الاتحاد الأوروبي في الجلسة والتي استمرت لأكثر من ساعة، ومزح أوباما مع الحضور عندما اختار بعضهم لسؤاله في عدة قضايا بداية بأيرلندا الشمالية واتفاقات التجارة العالمية مرورا بحقوق المتحولين جنسيا وحتى القراصنة الصوماليين.

ووجهت ماريا منير الطالبة في جامعة يورك والتي تسعى للحصول على مقعد في مجلس واتفورد سؤالا لأوباما وتوصلت إليه لبذل المزيد من الجهد لحقوق المتحولين جنسيا وخاصة دورات المياة المحايدة بين الجنسين، وذكرت ماريا " أتحدث إليك باعتباري شخص غير ثنائي ولكني أشعر بالتعاطف، لقد جئت من خلفية باكستانية مسلمة والتي لديها آثار ثقافية، وأعرف أن الناس في ولاية كارولينا الشمالية يجبرون على إنتاج شهادات ميلاد تثبت جنسهم للذهاب إلى المرحاض، ونحن لا نعترف بالأشخاص غير الثنائيين بموجب قانون المساواة في بريطانيا، ولذلك إذا كنت أنا شخص عنصري ضدهم فليس لي أي حقوق، وعملت على إبراز هذه القضية طوال تسعة أشهر مضت على الرغم من أنني لا زلت في الجامعة وأسعى للترشح للانتخابات المحلية في واتفورد، وأريد أن أسئل ما إذا كنت أنت وديفيد كاميرون يمكنكم أخذ المتحولين جنسيا على محمل الجد وتقولون لنا كيف يمكن تجاوز ما أصبح مقبول بالفعل بما في ذلك الناس الذين هم خارج الأعراف الاجتماعية".

وأعرب أوباما عن فخره بالخطوات التي اتخذتها ماريا لإنشاء حركة اجتماعية، مضيفا " يبدو لي أنكِ على المسار الصحيح، ولا يمكنني التحدث نيابة عن ديفيد كاميرون ولكن بالنسبة لقضايا المثليين فإنه يعد متقدما مقارنة بغيره من القادة في جميع أنحاء العالم، ونحن نتخذ الكثير من الخطوات الجادة لمعالجة هذه القضايا في الحكومة الاتحادية والتحدي في كارولينا الشمالية يرجع إلى القانون والنظام لدينا، ولا يمكنني تجاوز قوانين ولاية بعينها ما لم يتم تمرير قانون اتحادي، ويجب عليك أن تشعرين بالشجاعة بشأن تغير الموقف الاجتماع سريعا حول هذه القضايا أسرع من أي قضية أخرى".

وسأل رجل أخر عن الوفيات الأخيرة في البحر الأبيض المتوسط والجهد الدولي لحماية السفن من القراصنة الصوماليين، مضيفا " هناك تقارير تشير إلى أن القراصنة يلقون النفايات في البحر ويموت الأطفال من أمراض غريبة متعلقة بالنفايات الآتية من البحر، هل يمكنك استخدام امتيازاتك على الساحة الدولية للنظر في هذه المسألة لضمان عدم حدوث ذلك؟"، وأجاب أوباما " سأكون صادق معك أنا لست على دراية كاملة بالقضايا التي أشرت إليها، أنا على دراية بالتحديات التي يمر بها الصوماليون ونحن نعمل بقوة لإيجاد استيراتيجية عمل لحماية شعبها، أنا على علم بقضايا القراصنة والمخاوف الدولية التي دفعت العديد من السفن للقيام بدوريات في هذه المناطق، ولكن بالنسبة للقضايا الأخرى التي أثرتها فأنا لست على علم بها، ولذلك بعد هذا اللقاء سأحاول الحصول على بعض المعلومات الإضافية منك، والشئ الذي تعلمته كرئيس أنه على الرغم من إمكانية اختلاق إجابة للسؤال ولكنك لن تستطيع معرفة كل الإجابات".

ومزح شخص يدعى بيتر من لندن مع أوباما قائلا إن هيلاري كلينتون وساندرز يمكن أن يحلوا محله، وسأل بيتر أوباما عن أولوياته بين الرعاية الصحية والتعليم والدفاع، وأجاب الرئيس " الأولية بالنسبة لي هي إبقاء الشعب الأميركي في أمان وأنا متأكد أن رئيس الوزراء كاميرون يشعر بالشئ نفسه، ويأتي الأمن دائما على قائمة الأولويات، فهناك تهديدات خطيرة من الإرهاب وادعش ومن المهم معرفة كيفية التصدي لها، وأعترف بأن الأمن ليس مجرد عمل عسكري ولكنه رسالة نرسلها ومؤسسات نبنيها ودبلوماسية وفرص نقدمها، وهذا هو المهم بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة القادم وأي قائد عالمي، وأشعر بالرهبة والاحترام لجيوش الرجال والنساء الذين يرتدون الزي العسكري لخدمة بلادهم في هذه الظروف الاستثنائية، ويقع على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على الأمن في العالم، وكانت إيران في طريقها للحصول على سلاح نووي ولكن بسبب الدبلوماسية لم يتخذوا هذا الطريق، ونحن لم ننخرط معهم عسكريا ولكن العالم الآن مكان أكثر آمنا، وعلينا مساعدة أماكن مثل نيجيريا التي تقاتل ضد الاغتصاب والوحشية، وإذا كانت هناك مجتمعات لا يمكن للأطفال فيها القراءة أو إطعام أنفسهم فإنهم يصبحوا أكثر عرضة لتعزيز هذه الأيديولوجيات، ولكن بالنسبة للشباب الذين يشكون في العمل العسكري ففي كثير من الأحيان يعد استجابة ضرورية للمشاكل".

وتحول أوباما إلى الحديث عن الرعاية الصحية والتعليم معربا عن رغبته في أن يركز الرئيس المقبل على التعليم، مضيفا " في الولايات المتحدة أود أن أرى تركيزا على التعليم في مرحلة الطفولة باعتباره الخطوة التالية في ملء شبكة الأمان الاجتماعي لدينا، وليس لدينا حاليا مؤسسات يمكنها التكيف بشكل كامل، وتعمل النساء وتدعم العائلات لكنهم يحتاجون أشياء مثل أجازة الأسرة المدفوعة ورعاية جيدة للأطفال، ونحن نعلم أنه عندما نستثمر في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين صفر و3 سنوات من حيث حصولهم على تعليم فعال فنحن في نهاية الأمر نحافظ على مبالغ ضخمة من المال سيتم إنفاقها للحد من الفقر، ويمكننا التعلم من تجارب البلدان الأخرى، وفي دول العالم النامي علينا التعامل مع قضايا عدم المساواة، والمكان الأول للبدء في ذلك هو التأكد من حصول كل طفل على تعليم لائق".

وركزت الأسئلة الموجهة لأوباما أيضا على الأقليات بما في ذلك حقوق مثلي الجنس والعنصرية، وذكر أوباما بشأن مثلي الجنس " الناس الذين أحببتهم وكانوا في علاقات جنسية مثلية أوضحوا لي ما كان يجب أن أفهمه في وقت سابق، فالأمر لا يتعلق بالحقوق القانونية فقط بل بشعورهم بالعار، وأعتقد أن الطريقة التي وصف بها مجتمع المثليين المساواة في الزواج وصلت إلى الناس الذين يقدرون القيم الأسرية، وإذا كنت مهتم بما توفره الأسرة من استقرار والتزام ومشاركة بالطبع ستتخذ موقف متحفظ".

وأشاد أوباما بحملة "حياة السود هامة" التي نظمت احتجاجات حول وفاة مارتن تريفون عام 2013 واحتجاجات فيرغسون وميسوري عقب إطلاق النار المميت على مايكل براون بواسطة ضابط شرطة من البيض، وشجع أوباما الحركة للعمل على إيجاد حلول مع السعي لإحداث تغيير حقيقي، وأضاف أوباما " كقاعدة عامة ما تحاول حملة حياة السود هامة القيام به هو لفت الانتباه لمشكلة نظام العدالة الجنائية، وما أعتقد أ،ه غير فعال أنه بعد تسليط الضوء وجذب الانتباه لقضية ما عندما يستعد المسؤولون للجلوس معك لا يمكن أن تستمر في الاعتراض والصراخ وأن ترفض لقائهم لأن ذلك يشكك في نقاء موقفكم، تكمن قيمة الحركات الاجتماعية في الجلوس على طاولة المفاوضات لمعرفة كيف يمكن حل هذه المشكلة، ولكن ما أراد هو أن الناس يجذبون الانتباه لقضية ما ثم لا يتخذون الخطوة التالية".

وكان تغير المناخ من بين الموضوعات التي تحدث فيها الرئيس أوباما وخاصة حول اتفاقية تغيير المناخ التي وقعتها 171 دولة في الأمم المتحدة في نيويورك أمس بهدف خفض انبعاثات الكربون، وذكر أوباما " اتفاقية باريس التي تم توقيعها لن تقوم بحل مشكلة تغير المناخ بذاتها، فالعالم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمنع تغير المناخ الكارثي"، وكانت استيراتيجية أوباما تهدف إلى دفع الصين باعتبارها واحدة من أكبر بواعث الكربون لاتخاذ بعض الخطوات الجادة للحد من انبعاثات المناخ، وتابع الرئيس " إنها البداية ويمكننا الأن من خلال العلم فهم التحسنات التي ستحدث، عليك فعل الضجيج لجذب الانتباه إلى القضية ولكن عندما يستعد الناس في السلطة للقاء والاستماع عليك الإعداد جيدا لتقديم مجموعة معقولة من الإجراءات والتفاوض لتحريك الكرة إلى الملعب".

وأوضح أوباما  ردا على سؤال إمرأة شابة من بلفاست أم العمل الذي تم إنجازه لتحقيق السلام في أيرلندا الشمالية يعد مثالا لبقية العالم، مضيفا " أيرلندا الشمالية هي قصة مثابرة، وتجربتك تختلف تماما عن تجربة والديك، ونموذج السلام في أيرلندا الشمالية حاليا يلهم الآخرين مثل كولومبيا وأميركا اللاتينية، كيف يمكنك التغلب على سنوات من الكراهية والتعصب لتشكيل دولة موحدة؟، وما نراه في أيرلندا الشمالية هو أن الأكثر أهمية يتمثل في عمل بسيط من حيث الاعتراف بإنسانية من هم على الجانب الأخر، ونحن الأن نرى التعاطف مع الناس الذين ليسوا مثلك".

وذكر أوباما " إنه وقت صعب للقيام بذلك لأن هناك الكثير من عدم اليقين في العالم والأمور تتغير بسرعة، وهناك إغراء بالنسبة للهويات القبلية المضادة للتغيير، وهذا شئ يجب علينا القتال ضده، سواء كنت تتحدث عن أفريقيا أوالشرق الأوسط أوأيرلندا الشمالية أو بورما، فالقوي التي تؤدي إلى العنف والظلم ضد الناس تقول أنها تريد أن تشعر بأهميتها من خلال تقسيم العالم إلى نحن وهم، إنهم يهددوني ولذلك يجب أن أتأكد أن قبيلتي تضرب أولا، وهذا القتال يتطلب منا أن نبدأ في سن مبكر مع أطفالنا، ما رأيته في أيرلندا الشمالية أن الأطفال يذهبون إلى المدرسة مع شعور نحن جميعا في هذا معا، ولكن لا يزال الأمر يستغرق بعض الوقت".

وسئلت إمرأة شابة تدعى فاطمة أوباما عن المفاوضات التجارية بين الاتحاد اأوروبي والولايات المتحدة والتي أثارت جدلا واسعا مع المشككين في أوروبا والذين يعتقدون أنه ينبغي على بريطانيا أن تفاوض من أجل اتفاقيتها الخاصة، وأفاد أوباما أن تقدم المفاوضات بطئ ولكنه يمكن أن يوفر الملايين من فرص العمل والدولارات لكلا الجانبين من المحيط الأطلسي، وأضاف أوباما " للوصول إلى اتفاقية للتجارة يجب أن تقدم كل بلد شئ ما وهو شئ يستغرق وقت طويل، ويشكو الناس من الصفقات التجارية لأنهم يعتقدون أنها تضعف الاتحادات وتسمح بإرسال الوظائف إلى دول ذات أجور منخفضة، بعض الانتقادات في الماضي كانت مشروعة، ففي بعض الأحيان تخدم مصالح الشركات وليس العمال".

وأردف أوباما " ممرنا بذلك مع آسيا، وجزء من الحجة التي أصنعها للولايات المتحدة هي الإجابة على العولمة والممثلة في عدم إغلاق التجارة، والفكرة في التأكد من تضمين المعايير والقيم لإعلاء حقوق العمال والمعايير البيئية ومكافحة عمالة الأطفال والاتجار بالبشر، ويجب تضمين قيمنا في الكيفية التي تتاجر بها الدول مع بعضها، لقد قلنا لفيتنام إذا أردت دخول أسواقنا، فإذا لم يكن هناك حقوق للعمال ونقابات عمالية فلن نسمح لك ببيع القمصان والأحذية الرياضية في بلدنا لأنكم سوف تقوضون القيم في بلادنا، ونتيجة لذلك اعترفت فيتنام حاليا بالنقابات العمالية، وهذا يعطينا وسيلة للضغط حتى نستطيع رفع المعايير في جميع أنحاء العالم".

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن استمرار حرب غزة يضعف…
إيلون ماسك يضع قوائم خاصة لأعضاء الكونغرس قبل توليه…
نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية…
بلينكين يُؤكد مجدداً على أهمية إعادة جميع الرهائن إلى…
وترامب يعين والد صهره اللبناني مسعد بولس مستشاره لشؤون…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني…
هبة مجدي تكشف أسباب مشاركتها في الجزء الخامس من…
بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في…
ترامب وشولتس يتفقان على العمل "لعودة السلام إلى أوروبا"
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستعد للانسحاب من اتفاقية…
أنطونيو غوتيريش يُعرب قلقه الشديد لوجود قوات كورية شمالية…
ترامب يكذّب استطلاعات الرأي التي تتحدّت عن تقدّم هاريس…