لندن ـ سامر موسى
كشف زعيم المعارضة في بريطانيا، السير كير ستارمر، تلقيه تهديدات بالقتل عقب اتهام رئيس الحكومة، بوريس جونسون، له بالتغاضي عن محاكمة المدان باعتداءات جنسية على الأطفال جيمي سافيل. وقال زعيم حزب العمال في مقابلة بثتها محطة البي بي سي التلفزيونية البريطانية إن رئيس الوزراء "أخطأ" بترديده "أكاذيب اليمين المتطرف". ولم يسحب جونسون مزاعمه، ولكنه وضح كلامه، بقوله إن ستارمر لم يكن شخصيا مسؤولا عن اتخاذ القرار بشأن قضية سافيل. وشرعت الشرطة في التحقيق في تهديدات بالقتل على الانترنت استهدفت ستارمر. وتلقت شرطة سكوتلانديارد، الجمعة، وثائق من ضمنها رسائل إلكترونية، عبر تطبيق تليغرام، من مركز مكافحة الكراهية الرقمية. وكان ستارمر، قبل ولوجه السياسة، محاميا، وتولى منصب المدعي العام من 2008 إلى 2013.
وفي 31 يناير كانون الثاني، خلال نقاش حاد في مجلس العموم، تناول حفلات رئاسة الحكومة أثناء الإغلاق، اتهم جونسون غريمه ستارمر "بقضاء معظم وقته" في مكتب الادعاء العام "في محاكمة الصحفيين بدل محاكمة جيمي سافيل". وتلقى جونسون بعدها دعوات من نواب في حزبه للاعتذار عن تصريحاته. وبعد ثلاثة أيام من الضغط، قال جونسون: "أتفهم أنه لم يكن شخصيا مسؤولا" عن قرار عدم محاكمة سافيل. "ما أردت، هو الإشارة إلى مسؤوليته ضمن الهيئة التي كان فيها". وقال ستارمر إنه بعد وفاة سافيل في 2011 إنه أمر بإجراء تدقيق لمعرفة ما إذا كانت أي اتهامات للشخصية التلفزيونية وصلت مكتب الاعاء العام". "وتبين لي أن قرارات اتخذت في مكاتب محلية لم أكن على علم بها، بخصوص اتهامات تقدم بها شخصان في حالتين منفصلتين".
"وتقرر فيهما عدم المضي قدما في محاكمة جيمي سافيل" "وشعرت بالقلق إزاء فشل النظام في التعامل مع القضيتين بسبب خلل في إجراءات الهيئة". وقال إنه بعد التدقيق اتخذ قرار "تغيير الإجراءات". وبعد أسبوع من اتهامات جونسون تعرض ستارمر أثناء خروجه من مجلس العموم إلى مضايقات من مجموعة من الناس كانو يصرخون في جهه قائلين "جيمي سافيل". ووصف جونسون في تغريدة على تويتر المضايقات، التي تعرض لها زعيم المعارضة، بأنها "مخزية". وقال ستارمر إنه يعتقد أن المضايقات لها علاقة بكلام جونسون في مجلس العموم، وأضاف في تصريح لصحيفة "التايمز"، "لم يتهمني أحد من قبل بحماية المعتدين جنسيا على الأطفال". "ما حدث لي أمس لم يحدث لي من قبل. من يريد أن ينفي أي علاقة لتصريحات رئيس الوزراء بما حدث فليفعل، ولكنه لن يقنعني أبدا بعدم وجود علاقة بين الأمرين".
و قال وزير البيئة، جورج يوستيس، إن ستارمر يريد بطبيعة الحال "كسب نقاط سياسية" من القضية، ولكنه من الخطأ الربط بين المضايقات وكلام رئيس الوزراء. وعنما سئل عما إذا تلقى تهديدات بالقتل بعد كلام رئيس الوزراء، أجاب زعيم المعارضة بنعم، مضيفا: "من المهم بالنسبة لي أن أقول إن رئيس الوزراء أخطأ، فيما قاله، وهو يعرف ذلك". "كان هناك كلام يردده اليمين المتطرف منذ مدة، وكله ملفق". "وقد غذى هذه التلفيقات بكلامه، وهو ما أدى إلى ما حدث. ولكن أفضل عدم الخوض في الأمر، لأن لي أطفال، ولا أريدهم أن يسمعوا ما قد يقال أو لا يقال عني". وأضاف أن "الكثير من السياسيين يتلقون تهديدات، خاصة النساء، فعلينا التخفيف من هذه القضايا.
قد يهمك أيضاً :