الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الفيلا التي استعادتها القوات الليبية

طرابلس - فاطمة السعداوي

استعادت القوات الليبية مصنع للقنابل محلية الصنع للزعيم الليبي لداعش الذي زعم أنه العقل المدبر وراء سرقة 34 ملون أسترليني من أحد البنوك كما زعم وفاته، وضم المصنع المقام في فيلا برتقالية زاهية آلة تشغيل ومذكرات لوزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت جيتس، واحتوت الفيلا التي رسم عليها كلمة "داعش" بحجم كبير على قرائن تشير إلى كونها مقر لخلية نشطة للتنظيم الإرهابي، ولا زال الحطام مبعثر في أرضية الفيلا التي استعادتها القوات الليلة في حين تم تطهير غرف النوم لخلق مساحة لمزيد من المقاتلين الذي ينامون على فرشات على الأرض، واكتشفت القوات الليبية عندما داهمت المصنع في سرت أكوام من القنابل والسيارات المفخخة، وتمكن القائد الليبي التابع لداعش عبد الهادي زرجون من خلال هذه الفيلا إدارة النشاط الإرهابي للتنظيم في ليبيا، ويتواجد في الفيلا هيكل ضخم لتنفيذ أحكام الإعدام في الوسط، ولا زالت الحبال التي استخدمها متطرفو داعش لتعليق الضحايا موجودة على الهيكل المعدني.


وأعدمت واختطفت عناصر داعش مئات من السكان المحليين خلال حكمها الذي استمر لمدة عام كامل، وأسست داعش مقرها في سرت في ليبيا وقٌتل نحو 240 من الليبيين وجرح 1300 شخص في اشتباكات عنيفة لاستعادة السيطرة على المدينة، وفي حين ساعد زرجون في قيادة حملة إرهابية أنزلت العقاب والتعذيب والإعدام في المدينة وكان يعيش حياة الترف في منزل العائلة الفخم، حيث عثرت الجنود الذين اقتحموا المنزل المكون من 12 غرفة بالقرب من مصنع الأسلحة على ثريات مدمرة وأدوات تهذيب الحشائش في الحديقة وحوض للأسماك الاستوائية، وفي الطابق العلوي كان هناك سرير من الحجم الملكي وغرفة نوم للأطفال، وكانت الجدران متفحمة والنوافذ محطمة من قبل الجنود الذين انتقموا من المحتل السابق وأشعلوا النيران في المنزل، وأوضح قائد لواء المشاة محمد بشير عيسى أن الوحدة العسكرية التي اكتشفت المنزل أفادت أنه كان مأهولا بالسكان مؤخرًا وتم إخلاءه بسرعة، مضيفا " حرق الجنود منزله نتيجة الكراهية والغضب لأنه كان المسؤول عن قتل العديد من الليبيين ، كان هذا الرجل إرهابي من الدرجة الأولى حيث قضى معظم حياته في السجن".


وكشف أحد الجيران السابقين أن زرجون كان قائد رفيع المستوى لدى داعش في سرت، مضيفا " كان لديه كاريزما كبيرة وكان قائدًا بالفكرة وليس تابعًا ونعتقد أنه المسؤول عن تجنيد المقاتلين المحليين والأجانب فضلًا عن تنظيم دورات تدريبية لمجندين جدد"، علمًا أن زرجون قُتل في مايو/ أيار خلال اشتباكات بالقرب من سرت بين مسلحي داعش والقوات الليبية التي تعمل في ظل الحكومة الليبية الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة، إلا أن بعض القوات الليبية زعمت أن وفاته وجنازته كانت حيلة دعائية للسماح له بالهروب ويعتقدون أنه لا يزال طليقًا، وذكر الجندي إبراهيم ملاتين " لدينا معلومات أن عائلته أقامت جنازه مزورة مع نعش وهمي وأنه ربما يكون حيًا"، وأضاف أحمد الليبي أن زرجون سُجن نحو 8 سنوات في طرابلس بعد أن خشت مخابرات المخلوع معمر القذافي من كونه من المتطرفين المحتملين، لكنه كان واحد من مئات السجناء الذي خرجوا خلال الانتفاضة الليبية المدعومة من حلف شمال الأطلسي عام 2011 ضد القذافي، ويعتقد أن زرجون هو العقل المدبر لرقة 34 مليون أسترليني  من العملات الأجنبية والمحلية من أحد البنوك في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، حيث تعرضت الشاحنات التي تحمل النقود على بعد 9 أميال بين مطار سرت والمدينة لكمين من قبل رجال مسلحين استولوا على النقود، وأضاف القائد عيسى " بُني هذا المنزل بأموال مسروقة من الدولة الليبية".


وبين أحمد الليبي أن الأموال المسروقة استخدمت في تخزين الأسلحة والذخيرة والوقود في المدينة بينما سعت الجماعة الإرهابية السابقة لزرجون وهي جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة للتوسع عبر ليبيا، وكان لزرجون دور كبير لتأسيس جماعة أنصار الشريعة في سرت بعد خروجه من السجن عام 2011، وأفاد عمال أجانب مقيمين في المدينة أن الجماعة الإرهابية أرست الأمن ونظمت حملة على الجريمة فضلا عن تعاطي الكحول والمخدرات، إلا أنه تم حل الجماعة بعد أن تعهد معظم أعضائها ما فيهم زرجون بالولاء لداعش في أوائل عام 2015، وفي أوائل عام 2016 كان لدى المجموعة ما يصل إلى 5 آلاف مقاتلا في سرت وما حولها وفقا لتقديرات الحكومة الأميركية، إلا أن القوات الليبية شنت هجوما عسكريًا شرسًا عندما حاولت داعش توسيع أراضيها باتجاه مدينة مصراته وطرابلس عاصمة البلاد، وفي غضون شهرين من القتال انخفضت أراضي داعش من 200 ميلا إلى 9 أميال في وسط سرت ومنع نقص الذخيرة الجهود للقضاء على المجموعة تماما.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بلينكن يُؤكد أن رفض بشار الأسد الانخراط بعملية سياسية…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن استمرار حرب غزة يضعف…
إيلون ماسك يضع قوائم خاصة لأعضاء الكونغرس قبل توليه…
نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية…
بلينكين يُؤكد مجدداً على أهمية إعادة جميع الرهائن إلى…

اخر الاخبار

إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…
وزير العدل المغربي يُقدم أمام مجلس الحكومة عرضاً في…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

رئيس الوزراء الفلسطيني يُؤكد أن الحكومة تعمل على توحيد…
عراقجي يتحدّث عن فرصة "محدودة" للدبلوماسية لمعالجة الملف النووي…
جو بايدن يُحذر من التعاون الخطير المزعزع للاستقرار بين…
الرئيس الفلسطينى يُؤكد أن الحديث عن حل الدولتين يجب…
لافروف لا يتوقع تغييرًا بسياسة واشنطن حيال موسكو وكييف…