الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
فيروس كورونا

لندن - المغرب اليوم

تسبب فيروس «كورونا» في فيض من نظريات المؤامرة والتضليل والبروبغاندا، مما أدى إلى تراجع ثقة الناس وتقويض جهود مسؤولي الصحة بدرجة يمكن أن تطيل من أمد الوباء.

إن الادعاءات بأن الفيروس هو سلاح بيولوجي أجنبي أو اختراع حزبي أو جزء من مؤامرة لإعادة هندسة السكان قد استبدلت فيروساً بلا عقل بأشرار مألوفين ومفهومين. لذلك، فإن الادعاء هنا يعطي معنى لمأساة قاتمة لا معنى لها.

فشائعات العلاجات السرية، مثل استخدام مواد التبييض المخففة وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية وتناول الموز، كلها جاءت لتعطي أملاً في الحماية من تهديد لا يستطيع حتى قادة العالم الفرار منه. إن الاعتقاد بأن المرء مطلع على المعرفة المحظورة يقدم مشاعر اليقين والسيطرة، وسط أزمة قلبت العالم رأساً على عقب. وقد يعطي تبادل هذه «المعرفة» الناس شيئاً يصعب الحصول عليه بعد أسابيع من الإغلاق الكامل وحالات الوفيات، وهو الإحساس بالمسؤولية.

وفي هذا الإطار، قالت كارين دوغلاس، طبيبة نفسية اجتماعية تدرس الاعتقاد بنظرية المؤامرة بجامعة «كينت» في بريطانيا، إن «أزمة كورونا تضمنت جميع العناصر اللازمة لقيادة الناس إلى نظريات المؤامرة». يقول علماء النفس إن الشائعات والادعاءات غير القابلة للتصديق تنتشر عن طريق أشخاص عاديين طغت مشاعر الارتباك والعجز على مداركهم النقدية. لكن العديد من الادعاءات الكاذبة يتم الترويج لها أيضاً من قبل بعض الحكومات، التي تتطلع إلى إخفاء إخفاقاتها ومن قبل الجهات الحزبية التي تسعى للحصول على منفعة سياسية، وكذلك المخادعين المتسللين.

تحمل جميع نظريات المؤامرة رسالة مشتركة مفادها أن الحماية الوحيدة تأتي من امتلاك الحقائق السرية التي لا يريدون «سماعها» منك. قد تكون مشاعر الأمن والسيطرة التي تقدمها هذه الشائعات وهمية، لكن الضرر الذي يلحق بثقة الجمهور حقيقي. وقد دفع ذلك الناس إلى تناول علاجات منزلية قاتلة، والاستخفاف بتعليمات التباعد الاجتماعي، وساعد ذلك على تعطيل الإجراءات الجماعية الشاملة، مثل البقاء في المنزل أو ارتداء الأقنعة، اللازمة لمواجهة فيروس قتل بالفعل أكثر من 79 ألف شخص حتى الآن.

وفي هذا الصدد، قال غراهام بروكي، مدير معمل أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع لمجلس المحيط الأطلسي: «لقد واجهنا وباءً من قبل، لكننا لم نواجه وباءً كان فيه البشر مترابطين ويتمتعون بقدرة على الوصول إلى المعلومات كما هو الحال الآن».

دفعت منظومة المعلومات المضللة وانعدام الثقة العامة، منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من «وباء معلوماتي»، وهو ما انعكس في تصريحات بروكي حين قال: «تستطيع الآن أن ترى الخوف والقلق قد اعتريا الجميع، وبات ذلك واضحاً على نطاق واسع».

جاذبية «المعرفة السرية»

من جهتها، قالت كارين دوغلاس إن الناس «ينجذبون إلى المؤامرات، لأنها تشبع دوافع نفسية معينة مهمة لديهم، أهمها السيطرة على الحقائق والاستقلالية والشعور بالهيمنة». إذا كانت الحقيقة لا تلبي تلك الاحتياجات، فنحن البشر لدينا قدرة لا تصدق على اختراع القصص التي تؤدي ذلك الغرض، حتى إن علم بعضنا بزيفها. وقد خلصت دراسة حديثة إلى أن قابلية الناس لتبادل معلومات خاطئة عن فيروس كورونا، أكبر من قدرتهم على تصديقها.

وذكر موقع «سنوبس» للتأكد من صحة المعلومات على «تويتر»، إن «حجم المعلومات الخاطئة المنتشرة في أعقاب جائحة كورونا تسبب في إرباك فريقنا الصغير. فنحن نرى أعداداً كبيرة من الناس في عجلة من أمرهم للحصول على قدر من الراحة، لكنهم يزيدون الأمور سوءاً عندما يتبادلون معلومات خاطئة (وربما خطيرة في بعض الأحيان)».

أشارت بعض المنشورات عبر تطبيق الصور «إنستغرام» بشكل خاطئ إلى أن فيروس «كورونا» قد جرى التخطيط له وإعداده من قبل بيل غيتس، نيابة عن شركات الأدوية. وفي ولاية ألاباما، زعمت منشورات كاذبة عبر موقع التواصل «فيسبوك» أن قوى مجهولة أمرت بنقل المرضى بطائرات هليكوبتر سراً إلى الولاية. وفي أميركا اللاتينية، انتشرت شائعات لا أساس لها من الصحة بأن الفيروس قد صُمم لنشر فيروس نقص المناعة البشرية. وفي إيران، صورت الأصوات الموالية للنظام الوباء باعتباره مؤامرة غربية. وإذا كان النظام هناك ينظر إلى مطالب الشعب على أنها من المحرمات، فما بالك بوباء.

قد يساعدنا الاعتقاد بأن لدينا إمكانية الوصول إلى المعلومات السرية في الشعور بأن لدينا ميزة أننا أكثر أماناً إلى حد ما. وهنا قال دوغلاس: «إذا كنت تؤمن بنظريات المؤامرة، فأنت تمتلك القوة من خلال المعرفة التي لا يمتلكها الآخرون».

وقد اشتعلت وسائل الإعلام الإيطالية بسبب مقطع فيديو نشره رجل إيطالي من طوكيو، ادّعى فيه أن فيروس كورونا قابل للعلاج ولكن المسؤولين الإيطاليين «يخفون الحقيقة». وتدعي مقاطع فيديو أخرى عبر موقع الفيديو «يوتيوب» أن الوباء بأكمله عبارة عن وهم للسيطرة على السكان. ويقول البعض الآخر إن المرض حقيقي، لكن سببه ليس فيروساً، بل شبكات هواتف خليوية لتشغيل الجيل الخامس من الاتصالات «جي 5».

وقد حظي مقطع مصور عبر «يوتيوب» يروج لهذه المزاعم، ويزعم أنه من الممكن تجاهل نصائح التباعد الاجتماعي على 1.9 مليون مشاهدة. وفي بريطانيا، حدثت سلسلة من الاعتداءات على الأبراج الخلوية.

ربما تخف نظريات المؤامرة من إحساس الناس بالوحدة، فهي تعزز من روابط «نحن» في مواجهة «هم»، خاصة الأجانب والأقليات، وكلاهما كبش فداء متكرر لشائعات فيروس كورونا وغيرها الآن. ولكن أياً كانت الراحة التي توفرها، فهي قصيرة الأجل.

أضافت كارين قائلة: «مع مرور الوقت، وجدت الأبحاث أن تبادل اتهامات المؤامرة لا يعيق تلبية احتياجاتنا النفسية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تفاقم مشاعر الخوف والعجز، وقد يقودنا هذا إلى البحث عن تفسيرات أكثر تطرفاً، شأن المدمنين الذين يبحثون عن جرعات أكبر وأكبر».

قد يهمك ايضـــًا :

تعرَّف على عثمان فردوس وزير الثقافة والرياضة المغربي الجديد

الأخطاء القاتلة التي “طردت” عبيابة خارج الحكومة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن استمرار حرب غزة يضعف…
إيلون ماسك يضع قوائم خاصة لأعضاء الكونغرس قبل توليه…
نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية…
بلينكين يُؤكد مجدداً على أهمية إعادة جميع الرهائن إلى…
وترامب يعين والد صهره اللبناني مسعد بولس مستشاره لشؤون…

اخر الاخبار

حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…
وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في…
ترامب وشولتس يتفقان على العمل "لعودة السلام إلى أوروبا"
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستعد للانسحاب من اتفاقية…
أنطونيو غوتيريش يُعرب قلقه الشديد لوجود قوات كورية شمالية…
ترامب يكذّب استطلاعات الرأي التي تتحدّت عن تقدّم هاريس…