واشنطن ـ رولا عيسى
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موجة غضب كبيرة مع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، بسبب دعوته إلى أن روسيا ينبغي أن تحضر اجتماعَ المجموعة، وذلك أثناء استعدادهِ للسفر إلى كندا للمشاركة في القمة التي تستمر ثلاثة أيام، ومن المقرر أن يُغادر ترامب القمة في وقت مبكر السبت متجها إلى سنغافورة استعدادًا لاجتماعه بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، يوم الثلاثاء المقبل.
ترامب في صدام مع المجموعة بسبب روسيا والتعريفات ومن المتوقع أن يحدث صدام بين بقية زعماء مجموعة السبع وترامب عندما يحاولون الضغط عليه من أجل إلغاء الرسوم الجمركية "التعريفات" التي فرضها على واردات الصلب والألومنيوم والتي يخشون أن تؤدي لنشوب حرب تجارية.
وأدى تصرح ترامب إلى دخول القمة في حالة من الفوضى، حيث ردة الفعل الغاضبة من المملكة المتحدة، وقادة العالم الآخرين، حيث نشر تغريدة على موقع تويتر قائلًا "يجب أن تكون روسيا في الاجتماع، لماذا نجتمع بدونها، يجب أن تكون روسيا جزءًا من القمة، تعرفون سواء أحببتم ذلك أو لا، فمن الناحية السياسية الأمر غير صحيح، ولكن يوجد عالم علينا أن نحكمه".
وطُردت روسيا من المجموعة في عام 2014، بعد ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شبه جزيرة القرم إلى بلاده، ودعم الإنفصاليين الموالين لموسكو في أوكرانيا، وأيد هذا القرار، أعضاء المجموعة الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا واليابان وأربعة دول أخرى.
وهاجم ترامب أثناء توجهه إلى كندا الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الكندي لاعتراضهما على التعريفات الجديدة للحديد والصلب، قائلًا"من فضلكم أخبروا رئيس الوزراء ترودو والرئيس ماكرون أنهما يتقاضيان رسوما جمركية هائلة من الولايات المتحدة ويفرضان حواجز، كما يبلغ فائض تجارة الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة 151 مليار دولار كما أن كندا تبقي مزارعينا بعيدا عن (أسواقها). وأتطلع لمقابلتهما غدا".
وتابع ترامب "لماذا لا يبلغ الاتحاد الأوروبي وكندا العالم بأنهما فرضا قيودًا تجارية ضخمة على الولايات المتحدة؟ إن هذا أمر غير عادل لمزارعينا وشركاتنا وعمالنا. أزيلوا الرسوم والقيود أو سنفعل أكثر لمطابقتها".
تيريزا ماي تنتقد دعوة ترامب
وأدانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اقتراح ترامب، مشيرة إلى تورط موسكو في تسمم الجاسوس الروسي في بريطانيا، سيرغي سكيربال، ولفت مصدر في الحكومة البريطانية" أكدت دومًا رئيسة لوزراء على ضرورة التعامل مع روسيا، ولكن بحذر، يجب أن نتذكر دائمًا لماذا أصبحت المجموعة تتكون من سبعة بدلًا من ثمانية أعضاء، جاء ذلك بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم بشكل غير شرعي، ومنذ ذلك الحين، نرى نشاطًا خبيثًا من الجانب الروسي وصل إلى شوارع سالزوبوري في المملكة المتحدة".
وذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الأعضاء الأوروبيين في مجموعة السبع يعارضون بالإجماع دعوة ترامب، في حين قال أحد كبار مساعدي ماكرون للصحافيين "يعارض الموقف الأوروبي المشترك دعوة روسيا للانضمام، على الرغم من أن القادة تركوا الباب مفتوحًا أمام إمكانية إقامة حوار مع موسكو.".
انتقاد أوروبي كندي لفكر ترامب
وأدان جوستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي ومضيف القمة، هذا النهج، واتهم دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، الرئيس الأميركي بمساعدة أولئك الذين يريدون تقويض الديمقراطية، قائلًا "ما يقلقني أكثر من غيره هو حقيقة أن النظام الدولي القائم على القواعد يتعرض للتحدي، وبشكل مفاجئ ليس من قبل المشتبه بهم المعتادين وإنما من قبل المهندس المعماري والضامن الرئيسي وهي للولايات المتحدة"، مضيفًا "لن نتوقف عن محاولة إقناع الرئيس ترامب بأن تقويض هذا النظام ليس له معنى، فقط سيقود إلى تقويض الديموقراطية والديمقراطية الليبرالية.".
ويواصل المدعي العام الخاص، روبرت مولر، التحقيق في تورط حملة ترامب الانتخابية مع روسيا، في عام 2016، وفي هذا السياق، لم تظهر روسيا أي اهتمام بشأن فكرة ترامب، حيث قال ديمتري بسكوف، المتحدث باسم الكرملين "تركز روسيا على أشكال أخرى بعيدًا عن مجموعة السبع".