موسكو ـ حسن عمارة
وفقا لرسائل البريد الالكتروني التي كُشف عنها حديثا، فقد حاول مستشار المرشح للرئاسة الأميركية حينها دونالد ترامب، مرارًا عقد اجتماعات مع القيادة الروسية- بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين - خلال الحملة الانتخابية. وكان جورج بابادوبولوس، وهو استشاري نفط وغاز ، متطوعًا ومستشارا للسياسة الخارجية مع حملة ترامب. ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" في مارس/آذار 2016، فقد بعث مساعد ترامب برسالة بريد إلكتروني إلى سبعة من مسؤولين روس وكان عنوانها: "لقاء مع القيادة الروسية - بما في ذلك بوتين".
واقترح المستشار والذي حصل على الماجستير فى سياسة الشرق الأوسط من كلية لندن الجامعية ترتيب "لقاء بين ترامب وبين القيادة الروسية لمناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تحت رئاسة ترامب". ووصف ترامب في مقابلة في مارس/آذار 2016، بابادوبولوس، الباحث السابق في "معهد هدسون" متحفظا بأنه "رجل ممتاز". ومع ذلك، فقد أثيرت المخاوف من قبل المسؤولين فى الحملة بمن فيهم الرئيس المشارك سام كلوفيس، والمستشار تشارلز كوبيك ورئيس الحملة في ذلك الوقت بول مانافورت.
وقام مانافورت باعادة ارسال الرسالة الإلكترونية قائلا: "نحن بحاجة إلى شخص للتواصل أن (دت) لا تفعل هذه السقطات ." وتحدث المتحدث باسم مانافورت، جيسون مالوني، الى "اون لابن ميل" قائلا ان : "عمل مانافورت السريع يعكس موقف الحملة - وان أيه دعوة من روسيا، تأتي بشكل مباشر أو غير مباشر، سيتم رفضها مباشرة".
وقال إن الاستجابة التي اتت على طلبة جاءت من موظف ذي مستوى منخفض، بعثت بإشارة واضحة الى أن الدعوة لا تستحق النظر. وهذا يعتبر دليلاً ملموسًا على تواطؤ روسيا في سرد اخبار وهمية ". وإجمالا، قدم المستشار ست محاولات على الأقل لاستقبال وعقد اجتماعات بين ترامب أو مسؤولي الحملة الانتخابية و المسؤولين في موسكو. وتعتبررسائل البريد الإلكتروني من بين أكثر من 20,000 وثيقة والتي تم تسليمها إلى لجان الكونغرس من قبل حملة ترامب.
ومن ناحيه اخرى تقوم لجان الكونغرس ومستشار قانوني خاص بالتحقيق في استنتاجات وكالات الاستخبارات الأميركية بأن روسيا تدخلت في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 عن طريق القرصنة وأساليب أخرى لمساعدة المرشح الجمهوري ترامب. كما انهم يبحثون عن التواطؤ المحتمل بين الحملة والمسؤولين الروس. وقد نفت موسكو من جانبها مرارًا التدخل في الانتخابات، ورفض ترامب أي تواطؤ في الحملة.
ويذكر ان مكتب المدعي الخاص الأميركي روبرت مولر كان على اتصال في الوقت الحالي مع البيت الأبيض بشأن إجراء مقابلات مع كبار الموظفين السابقين والحاليين في 1600 شارع بنسلفانيا. ويتطلع مولر الى التحدث الى المسؤولين الذين قد يقدمون معلومات ونصوصًا ومذكرات وشهادات حول عدد من القضايا، بما في ذلك رؤية الرئيس دونالد ترامب لاطلاق النار على مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي في مايو/أيار الماضي.
و قد تكون المناقشات حاسمة حيث يواصل مولر التحقيق في ما إذا كان ترامب قام بعرقله العدالة في قضيه إطلاق النارعلى جميس كومي. وكانت دلائل تحقيقات مولر المكثفة واضحة عندما قام باعدام مذكرة تفتيش للبحث في منزل بول مانافورت، رئيس حمله ترامب السابق. كما يحقق مولر ايضا في الادعاءات بأن الحكومة الروسية قد تدخلت في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 للتأثير على التصويت لصالح ترامب.