باريس ـ مارينا منصف
تلقى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ضربة قوية في إطار محاولته للعودة من جديد إلى كرسي الرئاسة في فرنسا، وذلك بعد اعتباره خاسرًا خلال المناظرة التلفزيونية الأولى، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها الجمعة، أن الرئيس الفرنسي السابق، والذي يبلغ من العمر 61 عامًا، يخوض منافسة كبيرة للفوز بثقة "الحزب الجمهوري" من أجل خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي ينافسه فيها رئيس الوزراء الفرنسي السابق الان جوبيه، بالإضافة إلى سبعة مرشحين أخرين.
إلا أن استطلاعات الرأي التي أجريت في أعقاب المناظرة التلفزيونية الأولى أكدت تراجع أسهم ساركوزي لصالح رئيس الوزراء الفرنسي السابق ألان جوبيه ، والذي يتصدر الاستطلاعات التي تدور حول سباق الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتتزايد أسهمه ليكون المرشح اليميني خلال الانتخابات الرئاسية في فرنسا، والذي من المتوقع أن يفوز بالرئاسة.
الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أعاد تعهداته حول ملاحقة المتشددين الإسلاميين، وسجن المئات من المشتبه بهم منهم دون الحصول على إذن مسبق من القضاء، كما تعهد كذلك بحظر لباس البحر الإسلامي، والمعروف باسم البوركيني، بينما اتخذ جوبيه، والذي اتهمه بالسير على نهج الجبهة القومية الفرنسية، مسارا أكثر اعتدالا وشمولا.
ووجد ساركوزي نفسه يقف موقف المدافع منذ بداية المناظرة التلفزيونية، خاصة بعد إثارة قضية التحقيقات التي أجريت معه منذ خسارته للانتخابات الرئاسية في بلاده في عام 2012، أمام الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند، حتى ظهرت عليه علامات الغضب، عندما قال "بعد 37 عامًا في العمل السياسي، يبقى سجلي الجنائي نظيفا تماما."
وسأل: هل تعتقد أنني أشارك في مثل هذه الحملة الانتخابية إذا كان هناك شيئا يدينني؟ موضحا أن المحققين قاموا بمطاردته، وأنه تعرض للقذف أثناء التحقيقات، والتي أتهم خلالها باستغلال نفوذه من أجل تمويل حملته الانتخابية في محاولته الفاشلة في عام 2012.
على الجانب الأخر، قال الزعيم السابق للحزب الجمهوري الفرنسي جان فرنسوا كوبي إنه كان يتمنى أن يحقق ساركوزي الإصلاح المطلوب إبان حقبته الرئاسية التي بدأت في عام 2007، موضحًا أنه وملايين الفرنسيين الأخرين كانوا يتمنون تغييرا ملموسا يمكن تحقيقه على يد ساركوزي منذ عشرة سنوات، إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق.
وبقي الرئيس الفرنسي السابق مدافعا عن نفسه قائلا إن يديه كانتا مغلولتين من جراء الأزمة المالية العالمية، والتي تعد أسوأ أزمة من نوعها ضربت الاقتصاد العالمي منذ عام 1929، متعهدا بقيادة نشطة وقوية إذا ما عاد إلى السلطة من جديد. إلا أن اتهامات الفساد لم تقتصر على الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، ولكنها امتدت أيضا لجوبيه، حيث سئل حول تورطه في فضيحة تمويل الحزب، والتي تلقى خلالها حكما بالسجن 14 شهرًا مع إيقاف التنفيذ، وكذلك الحرمان من خوض أية انتخابات لمدة عام، وهي القضية التي نظر اليه خلالها باعتباره كبش فداء لمعلمه جاك شيراك.
ويقول جوبيه "الجميع يعرفون قناعاتي جيدا. ربما لا يمكننا إعادة كتابة التاريخ من جديد. الأمر متروك تماما للناخبين، فعليهم التقرير ما إذا كنت مؤهلا لقيادة البلاد أم لا."
المناظرة هي الأولى بين ثلاث مناظرات سوف تأتي قبل الانتخابات المقررة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سيتم اختيار المرشحين الأعلى أصواتا لخوض جولة الإعادة، حيث من المرتقب أن تتم بينهما مناظرة وحيدة قبل الانتخابات النهائية للحزب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني لاختيار المرشح النهائي للحزب الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية.
وبحسب استطلاعات الرأي الحالية، فإن ساركوزي وجوبيه يتصدران، حيث يتفوق جوبية بما يتراوح بين ثماني وأربع عشرة نقطة، في حين يأتي المرشحون الخمسة الأخرون خلفهما.
من ناحية أخرى، فإن الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند، والذي ينتمي للحزب الاشتراكي، مازال لم يعلن موقفه عما إذا كان سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة العام المقبل أم لا، إلا أن التوقعات تميل بشدة الى أن المرشح الاشتراكي سوف يخسر الانتخابات من الجولة الأولى من التصويت.
وبالتالي سوف تكون المواجهة وجها لوجه بين مرشح الحزب الجمهوري أمام زعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مايو/ايار المقبل، حيث يتوقع الإعلام الفرنسي أن فرصة المرشح الجمهوري تبدو كبيرة في الانتخابات المقبلة.