الرئيسية » الإعلام وروّاده
الصحف البريطانية

لندن - سليم كرم

رفضت الصحف البريطانية الاعتذار الذي قدمه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بشأن الحرب على العراق، متسائلة إذا ما كان هذا اعتذار.
وأفردت معظم الصحف افتتاحياتها للمقابلة التي أجراها بلير على قناة "سي إن إن"، فذهبت صحيفة "الديلي ميل" لوصف كلمات رئيس الوزراء السابق "بشيء يشبه الاعتذار"، فيما قالت صحيفة "الدايلي ميرور" إنه اعتذار لا يجلب الراحلة للعائلات التي فقدت أبنائها في الحرب.

وأكدت صحيفة "الديلي تلغراف"، أن بلير لم يعتذر وإنما جاء تصريحه في سبيل إعداد أرضية سياسية لمعركة الدفاع عن سمعته، أما بالنسبة لـ "التايمز" فأفردت عنوان تقول فيه: "بلير يبرر حرب العراق مبكرًا"، وجاء في "الاندبندنت" أن إقرار بلير يمثل تقدمًا في التوصل إلى نوع من التفاهم حول تلك المغامرة ذات العواقب على المدى البعيد.
ورأت صحيفة "مورننغ ستار"، أن حجة بلير حول خطأ المعلومات الاستخبراتية لم يكن اعتذارًا، وإنما يلقي باللوم على الاستخبارات البريطانية وغيرها بسبب هذا الخطأ، واتفقت جميع الأطراف في بريطانيا من اليسار واليمين والوسط أن تصريحات بلير أثارت المزيد من الأسئلة بدل أن تحلها.

وعبّرت صحيفة "اندي" أن الاعتذار أو شبه الاعتذار ليس بديلًا عن إجراء تحقيق شامل في قرار خوض الحرب التي أدت إلى هذه العواقب الوخيمة، وقالت الصحيفة إن السبب في محنة اللاجئين السوريين والعراقيين اليوم هو تلك المحادثات التي أجراها بلير وبوش في كامب ديفيد.
وخلصت الصحيفة إلى أن كل ما يقوله بلير الآن لن ينقذ طفلًا سوريًا لاجئًا من الغرق في البحر المتوسط أو التجمد في جبال لبنان والبلقان، ولن يمنع امرأة واحدة من التعرض إلى الاغتصاب على أيدي مقاتلي "داعش"، ولن يوقف "بوكو حرام" أو الإبادة الجامعية للأقليات، ولن يعيد الاعتبار إلى حقوق الإنسان والتراث الثقافي.

وكتب محرر صحيفة "الصن" تريفور كافانا، أن بلير رفض أن يلقى عليه باللوم في أكبر كارثة جيوسياسية في هذا القرن، وأكد أنه زج ببلاده في هذه الحرب بناء على توقعات خاطئة، وجلب بعض النصر في سبيل دعم الرئيس جورج بوش مهما كلف الأمر.
وأشار كافانا إلى أن بلير صرّح بأنه لم يتوقع الفوضى التي حصلت في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين، ولكن هذا ليس صحيحًا، فعواقب الحرب نوقشت على نطاق واسع قبل الغزو، والدليل على ذلك المخططات التفصيلة لإعادة الإعمار بعد الحرب والتي ظهرت في فترة سبقت الغزو لتخصص مليارات الدولارات لاستقرار السلم في العراق.

وأظهرت التقارير أن الحرب ستؤدي إلى دمار البنية التحتية في العراق، ولن يكون هناك طرق ولا إمدادات للمياه ولا مدارس، وقيل إنه سيتم نقل مولدات صناعية لإبقاء الكهرباء حتى بناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، ولكن النتيجة كانت قطعًا مستمرًا للتيار الكهربائي وترك الناس ليشربوا من البرك الملوثة.
وأكدت "التليغراف" البريطانية، أنه قبل غزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، كان بالكاد للجماعات المتطرفة مثل "داعش" و"القاعدة" دور في التضاريس السياسية في سورية والعراق، ولكنه سيكون من غير العادل الإلقاء باللوم كليًا على بلير وبوش في تصاعد المتطرفين لأنه كان من قبيل المصادفة للأحداث.

وختمت الصحيفة إحدى مقالاتها بالقول، إن اللوم الحقيقي يقع على عاتق الجيل الجديد في اللعبة السياسية، والذين فشلوا في إدراك أهمية الحفاظ على الاستقرار في كل من سورية والعراق.
وذهب مايكل بيرلي للكتابة في صحيفة "الميل"، أن بلير أغفل نقطة حاسمة في اعتذاره، ولم يشر في لقاءه عبر "سي إن إن" إلى أنه التزم بالانضمام إلى تحالف أميركا بغزو العراق حتى قبل شهر من لقاء بوش في مزرعته في تكساس في نيسان/ أبريل 2002.
وأضاف بيرلي، أنهم في الأسبوع الماضي فقط علموا أن وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت كولن باول كتب لبوش قبل شهر من اللقاء قائلًا: "بلير سيكون معنا في أي عمليات ضرورية في العراق".
ويعني هذا أن بلير كان ملتزمًا بشكل خاص بخوض الحرب، وهذا ما ينفي ادعاءاته باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية في محاولة لتجنب الحرب، ورأى أن بلير لن يعترف أبدًا بفداحة فعلته، ولن يتأسف على كل ما قام به في ذلك الوقت.
ولا تزال التهمة المركزية الموجهة ضد بلير لا ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعب البريطاني فهي ترتكز على أنه خاض الحرب بناء على كذبة، الأمر الذي أودي بحياة 179 جنديًا بريطانيًا، بالإضافة إلى الآلاف من الجنود الأميريكان وأعداد لا تحصى من المدنين العراقيين.
ويرى البعض في بريطانيا بان الإطاحة بنظام صدام حسين كان كافيًا لخوض الحرب بالرغم من الأخطاء الاستخبراتية الفادحة التي أدعت إلى وجود أسلحة دمار شامل، وهذا ما اتضح عكسه بعد الحرب.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في…
بيرس مورغان يُهاجم "إنستغرام" عقب حذف صورة نشرها تجمعه…
إنقسام في تونس بعد الحكم بالسجن على مؤثرين في…
تصريحات مقدمي التلفزيون الإيراني تثير الجدل وتُتهم بتأجيج التوترات…
ملفات ساخنة على طاولة لجنة بطاقة الصحافة المهنية في…

اخر الاخبار

هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان ليس هدنة بل…
مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
بوريطة يؤكد أن المغرب يرسم مساراً متميزاً وتجربة فريدة…
السفير عز الدين فرحان يُؤكد أن المغرب ملتزم بأن…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي

صحة وتغذية

التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

الأخبار الأكثر قراءة

شركة نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد أن حصلت على…
هاريس توافق على إجراء أول مقابلة مع "فوكس نيوز"…
الجيش الإسرائيلي يصطحب مجموعة من الصحفيين في جولة عبر…
بث فيديو لصحافي إسرائيلي معتقل في بيروت كان يصور…
قراصنة يخترقون مواقع رياضية إسرائيلية ويضعون صورة أبو عبيدة…