برلين _ جورج كرم
وصف كاردينالات من الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، بأنه الرجل الجليدي، والميكيافيللي الماكر و"الكذاب"، حيث أدلى كاردينال مجهول بهذه التعليقات في مقابلة مع المجلة، في تقريرها المؤلف من 19 صفحة بشأن فضيحة الاعتداء الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية.
وقال الكاردينال الذي رفض نشر اسمه، لمجلة "دير شبيغيل" الألمانية، "البابا يبشر بالرحمة، ولكن في الواقع هو ميكيافلي ماكر بارد، وما هو أسوأ إنه يكذب".
وزعم الكاردينال أن "فرانسيس" كان على علم بمزاعم الأساءة الجنسية، ضد الكاردينال تيودور ماكاريك قبل فترة طويلة من اعترافه بأنه كان على علم بها ولم يتخذ أي إجراء أو قرار رادع.
وادعى تقرير من الكاردينال رفيع المستوى في أغسطس/ آب، أن البابا كان يعرف عن ماكريك في عام 2013، ولكنه ظل يعمل مستشارًا له في تسمية أساقفة أميركيين جدد حتى استقالته في يوليو/ تموز من هذا العام.
ورفض البابا التعليق، كان هذا التقرير هو العنصر الرئيسي في مجلة دير شبيغل هذا الأسبوع والذي ظهر على غلافها فيه صورة البابا.
وانتقد التقرير تعامل البابا مع مزاعم الإساءة بشكل عام، قائلًا، "غالبًا ما يتحدث في لحظات غير ملائمة، ولكن في لحظات مهمة يظل صامتًا".
واعترف البابا فرانسيس، الثلاثاء، في إستونيا، بأن فضائح الإساءة الجنسية التي تهز الكنيسة الكاثوليكية تدفع الناس بعيدًا، خاصة الأطفال، واعترف بأن الكنيسة يجب أن تغير طرقها إذا أرادت إبقاء الأجيال المقبلة.
وأشار البابا بشكل مباشر إلى الأزمة التي تشلت بابويته في اليوم الرابع والأخير من رحلة الحج في بحر البلطيق، والتي تزامنت مع إصدار التقرير الجديد المدمر الخاص بعقود من الاعتداء الجنسي والتستر عليها في ألمانيا.
وقال فرنسيس أمام تجمع من الشباب في استونيا ذات الأغلبية العلمانية، الثلاثاء، إنه يعرف أن الكثير من الشباب يشعرون أن الكنيسة ليس لديها ما تقدمه لهم ولا تفهم ببساطة مشاكلهم اليوم.
واعترف بشكاويهم، وقال، "نحن أنفسنا بحاجة إلى تحويل، علينا أن ندرك أنه لكي نقف بجانبك نحتاج إلى تغيير العديد من المواقف".
وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية الألمانية، الثلاثاء، موقفها من التجاوزات الجنسية في دوائرها، التي كان ضحاياها آلاف الأطفال، وذلك على خلفية دعوات إلى كسر ثقافة الصمت والفضائح المماثلة في العالم أجمع.
وسيقدم المؤتمر الأسقفي الألماني الملتئم حتى الجمعة في فولدا، تقريرًا شاملًا طلبته الكنيسة قبل أربعة اعوام ويحدد هويات أكثر من 3600 ضحية في الفترة الممتدة من 1946 إلى 2014.
وقال رئيسه الكاردينال رينهارد ماركس خلال قداس، بعدما كشفت الصحافة في أيلول/سبتمبر عن الفقرات الأساسية في التقرير، "ليس سهلا" الحديث عن تجاوزات جنسية في الكنيسة، لكن "يجب ألا نتراجع أمام التحدي"، وأضاف، "الله يتألم مما لم نره، مما تجاهلناه، مما لم نشأ أن نصدقه"، وتحدث عن "عار" على الكنيسة التي تحتاج إلى "انطلاقة جديدة".
وأوضح متحدث باسم المؤتمر، أن خط هاتف لدعم الضحايا وموقعًا متخصصًا، سيوضعان في الخدمة خلال فترة المؤتمر.
وطالبت وزيرة العدل الألمانية، كاتارينا بارلين من جهتها بإحداث "تغيير عميق في ثقافة" الكنيسة، ويتعين على الكنيسة التأكد من معاقبة المذنبين، وخاصة من خلال رفع شكوى حتى تتمكن النيابات العامة من التعامل مع كل حالة على حدة.
ودعا البابا فرنسيس الذي لم ينج من الانتقادات، بسبب تعامله مع ملف الفضائح، جميع رؤساء المؤتمرات الأسقفية في العالم، إلى اجتماع في الفاتيكان في فبراير/ شباط 2019، لمناقشة موضوع "حماية القاصرين".
وواجهت ألمانيا حتى الآن عددًا كبيرًا من القضايا، ويتعلق أخطرها رريغينسبرغ الكاثوليكية، حيث يقول تقرير صادر في يوليو/ تموز 2017، إن 547 طفلًا على الأقل تعرضوا لاعتداءات جسدية وتجاوزات جنسية وصلت إلى حد الاغتصاب، بين 1945 و1992.
ووجهت إلى شقيق البابا السابق بنديكتوس السادس عشر، تهمة غض النظر عن هذه الوقائع، لكن المونسنيور يورغ راتسينغر الذي تولى من 1964 إلى 1994 إدارة هذه الجوقة المؤلفة من الأطفال، أكد أنه لم يكن على علم بتعديات جنسية.